
بغداد - «وكالات» : كشف مصدر محلي في محافظة نينوى الثلاثاء، أن زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي وجه خطاباً لأنصاره في المناطق التي يسيطرون عليها، موضحاً أن الخطاب تضمن الإقرار بهزيمة التنظيم في المعارك الأخيرة ودعوة لعناصره بـ «التخفي والفرار» إلى المناطق الجبلية.
وقال المصدر وفقاً لـ «السومرية نيوز»، إن «البغدادي وجه خطاباً سماه خطبة الوداع إلى المقربين منه، ووزعها على الخطباء لشرح ما يمر به التنظيم، وأن الخطباء بدأوا بالتحدث عن الهزائم التي يمنى بها التنظيم في نينوى وباقي الولايات».
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «الخطبة تضمنت أيضاً تعليمات لعناصر التنظيم بأن يفجروا أنفسهم عند محاصرتهم من قبل القوات العراقية»، داعياً أتباعه إلى «التوجه للمناطق الجبلية والوعرة في العراق وسوريا».
وتابع المصدر، أن «قادة ما يسمى بمجلس شورى داعش، هربوا جميعهم من نينوى وتلعفر باتجاه الأراضي السورية»، مبيناً أن «القادة البارزين المقربين من البغدادي يتحركون على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا».
يشار إلى أن القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أعلن، في 19 فبراير 2017، عن انطلاق صفحة جديدة من عمليات «قادمون يانينوى» لتحرير الجانب الأيمن من الموصل، فيما شدد على أن القوات المتقدمة تعمل على «تحرير الإنسان قبل الأرض».
من جانب آخر صرح زعيم قبلي عراقي بارز أمس الأربعاء، بأن قوات شعبية مدربة أحبطت هجوماً لتنظيم داعش استهدف حقلي علاس وعجيل النفطيين في سلسلة جبال حمرين غربي كركوك (250 كلم شمال بغداد).
وقال الشيخ أنور العاصي أمير قبيلة العبيد في العراق المشرف على قوة تحرير الحويجة، إن «قوات الحشد الشعبي وقوة تحرير الحويجة صدت هجوماً لداعش استهدف علاس وعجيل، وتم قتل سبعة من عناصر داعش».
وأضاف أن «القوات المكلفة بحماية الحقول النفطية في المنطقة وضعت في حالة التأهب، تحسباً لأي هجوم يسعى التنظيم لشنه للتخفيف من الضغوط التي يتعرض لها في مدينة الموصل ومحيط قضاء تلعفر».
يدور الجزء الاساسي من المعارك لاستعادة الجانب الغربي من مدينة الموصل داخل الأحياء السكنية، لكن في الوقت ذاته تخوض القوات العراقية معارك ضد تنظيم داعش في المناطق الصحراوية المفتوحة.
وتتقدم قوات الفرقة التاسعة من الجيش العراقي في منطقة تمتد ضمن سلسلة تلال ترابية لقطع طريق بين الجانب الغربي من الموصل وبلدة تلعفر التي لا تزال معقلاً للجهاديين.
وتم بالفعل قطع الطريق بين تلعفر والمناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش في سوريا، لكن قطع الطريق بين تلعفر وغرب الموصل منعهم من إعادة التموين أو التراجع أمام ضغوط القوات العراقية المتقدمة من المحور الجنوبي.
وذكر الفريق الركن قاسم المالكي آمر الفرقة أن القتال ليس سهلاً.
وأوضح متحدثاً: «بصراحة، التقدم بطيء»، مضيفاً أن «المشكلة تتعلق بالتضاريس وليس العدو. الأمر يبدو سهلاً لكن المكان مكشوف وليس هناك شوارع» وتابع «أينما نتحرك لابد أن تسبقنا جرافات لفتح طرق لنا».
في غضون ذلك، تواصل قافلة لا نهاية لها لدبابات وعجلات مدرعة السير ببطء عبر صحراء مفتوحة خلف جرافة تقوم بفتح طريق مخلفة سحابة ضخمة من الغبار.
وتتخذ الفرقة التاسعة موقعاً على تلول العطشانة، إحدى أعلى المناطق ارتفاعاً في محافظة نينوى، ما يتيح لهذه القوة مشاهدة الموصل والسهول المحيطة بالمدينة.
وعلى مسافة قريبة جدا تمركزت قوة أمريكية وهي جزء من الوحدات التي تقدم المشورة والمساعدة وتعمل جنباً إلى جنب مع قوات الفرقة التاسعة.
ويقول اللفتنانت كولونيل جيمس براونينغ إن قواته تقدم مساعدة للقوات العراقية منذ شهرين، من ضمنها عمليات استعادة الجانب الشرقي للموصل.
وأضاف متحدثاً لفرانس برس: «مهمتنا هنا هي التاكد من أن قائد الفرقة التاسعة يحصل على كامل إمكانيات قوات التحالف إلى جانبه».
وأوضح: «كل شيء من الناحية الاستخباراتية إلى القدرات القتالية إضافة إلى منصة مراقبة. وذلك ليتمكن من متابعة المعركة بشكل أفضل، ويفهم أين قواته وأين هي أرض المعركة».