
بغداد - «وكالات» : أفاد مصدر محلي عراقي في نينوى، أمس السبت، بأن زعيم داعش أبو بكر البغدادي، أقصى قادته العراقيين من إدارة معركة الموصل الأخيرة بسبب خسائر التنظيم الكبيرة.
وقال المصدر في حديث لوكالة «السومرية نيوز»، إن «زعيم داعش أبو بكر البغدادي أصدر قراراً يقضي بإعفاء شامل لقادته العراقيين من إدارة المعركة الأخيرة غرب الموصل من خلال إعطاء مهمة الدفاع عن ما تبقى من أحياء إلى قيادات عربية وأجنبية».
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «البغدادي بات لا يثق بقادته من العراقيين، خاصة بعد الخسائر الكبيرة للتنظيم وفقدان التنظيم خطوطاً دفاعية مهمة تمكنت القوات الأمنية من اقتحامها في غضون ساعات».
وكان القائد العام للقوات المسلحة العراقية، حيدر العبادي، قد أعلن، في 19 فبراير 2017، عن انطلاق عمليات تحرير الجانب الأيمن من مدينة الموصل، فيما تمكنت القوات الأمنية من تحرير عدة مناطق من سيطرة تنظيم داعش.
من جانب آخر أقدم تنظيم داعش الإرهابي على إلقاء قذائف كيماوية عشوائية على أحياء المدنيين في الموصل، وفقاً لما ذكرته صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية اليوم السبت.
ويؤكد المواطن العراقي ناظم حامد من الموصل: «أصيبت زوجتي وأطفالي الـ5 بالسلاح الكيماوي لداعش، إضافة إلى الشظايا التي أصابت اثنين من الأطفال، وكانت حالتهم سيئة جداً، مصحوبة بتقيؤ واختناق وظهور قروح وحروق على جلودهم، فأبلغوني أنهم سينقلون فوراً إلى أربيل بعد أن قدموا لهم بعض الإسعافات الأولية».
بدورها، تقول إخلاص، زوجة ناظم، وهي تحمل رضيعها الذي لم يتجاوز عمره بعد الشهر ونصف الشهر: «انظروا ماذا فعل بنا (داعش)، يداي احترقتا بهذا الغاز السام، وأطفالي كادوا أن يموتوا، ما ذنب هؤلاء الأطفال؟».
ومنذ بداية الحرب ضد تنظيم داعش، شن التنظيم عدة هجمات بالأسلحة الكيماوية على قوات البيشمركة بالقرب من سنجار وآسكي الموصل ومخمور ومناطق أخرى في أطراف الموصل، وبحسب مصادر أمنية عراقية فإن التنظيم استحوذ على كميات كبيرة من المواد الكيماوية في مقرات الجيش السوري التي احتلها خلال معاركه، إضافة إلى سعيه المتواصل لصناعة غاز الخردل وغازات سامة أخرى.
وأشارت المصادر إلى أن التنظيم يعتمد في صناعة هذه الأسلحة على خبراء من الجيش العراقي السابق من البعثيين الذين كانوا يعلمون المواقع التي خبأ فيها نظام صدام حسين تلك الأسلحة المحظورة دولياً.
ولا يمر يوم وإلا يستهدف فيه مسلحو تنظيم داعش المدنيين في الجانب الأيسر المحرر من الموصل، سواء أكان ذلك القصف عن طريق قذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا أم عن طريق طائرات الدرون التي يستخدمها التنظيم بكثافة في الحرب ضد المدنيين والقوات الأمنية العراقية.
من جهة أخرى أعلنت خلية الإعلام الحربي العراقي، مقتل مسؤول «جند الخلافة» و6 أمراء في داعش بضربة جوية استهدفت موقعاً لهم في الساحل الأيمن من الموصل.
ووفقاً لما أوردته قناة «السومرية» العراقية على موقعها الإلكتروني، قالت الخلية في بيان لها إنه «بناء على معلومات دقيقة لمديرية الاستخبارات العسكرية، وجه طيران التحالف الدولي ضربة جوية في حي النجار بالجانب الأيمن من الموصل، أسفرت عن تدمير موقعاً مهماً لما يسمى بجند الخلافة».
وأضافت أن «الضربة أدت إلى مقتل مسؤول الجند الإرهابي الملقب أبو عبد الرحمن الإنصاري (سعودي الجنسية)، و6 من الأمراء العسكرين فيه».
كما أشارت الخلية في بيانها إلى أن «هؤلاء الأمراء هم كلاً من الإرهابي الملقب أبو خالد (سعودي الجنسية)، والإرهابي الملقب صباح العنزي (سعودي الجنسية)، والإرهابي الملقب أبو عزام (سعودي الجنسية)، والإرهابي أبو حجاب (سعودي الجنسية)، والإرهابي الملقب أبو صياح ( أردني الجنسية)، والإرهابي الملقب ابو طيبة (بحريني الجنسية)».
من جهة أخرى سجلت أعداد السيارات المفخخة رقما قياسيا كبيرا، فيما قتلت القوات العراقية خلال عملية استعادة الساحل الأيمن أكثر من 300 مسلح من التنظيم.
ويواصل الطيران الحربي العراقي وطيران التحالف الدولي قصفه المكثف على مواقع داعش في حيي الدواسة والمنصورة، في حين يحاول عناصر داعش مقاومة القصف وإسقاط تلك الطائرات. وفي حي الطيران تحديداً، لا تزال جثث عناصر داعش منتشرة في بعض أزقة الحي.
وأكد الضابط في جهاز مكافحة الإرهاب الرائد الركن حازم التميمي لـ»العربية.نت» أن «أكثر من 15 عنصراً من داعش يستقلون سيارات مفخخة يفجرون أنفسهم يومياً، فيما فككت قواتنا عددا كبيرا من السيارات المفخخة في حيي وادي حجر و المأمون».
وكشف أن «داعش يستخدم أساليب جديدة في التفخيخ، لكننا نقوم نحن بإبطالها عن طريق الجو أو باستخدام صواريخ الكورنيت».
وتسببت العمليات العسكرية في أحياء الجانب الأيمن من الموصل بتدمير عدد كبير من المنازل والمباني، في الوقت الذي يسعى داعش للدفاع عن مواقعه عبر السيارات المفخخة والقناصين.
وتشير بيانات القوات العراقية إلى تفجير أكثر من 80 سيارة مفخخة و25 دراجة هوائية كان يقودها انتحاريون خلال أسبوعين، إلى جانب تفجير 40 انتحارياً يرتدون أحزمة ناسفة أنفسهم.
إلى جانب ذلك، أشار الرائد قصي الكناني، قائد فوج #ديالى في جهاز مكافحة الإرهاب، إلى «ضعف مقاومة داعش بسبب الهزائم الكبيرة التي مني بها، وكما حققنا النصر في الجانب الأيسر فإن ذلك سيحدث في الجانب الأيمن أيضاً».
وتابع الكناني: «يحاول التنظيم استخدام مجاميع صغيرة من مسلحيه والسيارات المفخخة والقناصين لمنع تقدم قواتنا، لكننا تصدينا لهذه الهجمات».
ومنذ بدء عملية استعادة الجانب الأيمن، تمكنت القوات العراقية من قتل أكثر من 300 مسلح من داعش أغلبهم يحملون جنسيات أوروبية.