
عواصم - «وكالات» : وصف الرئيس السوري بشار الأسد، القوات الأمريكية بـ «الغازية»، بعد إعلان وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» أن الجيش الأمريكي نشر عدداً من جنوده في مواقع غربي بلدة منبج الواقعة شمالي سوريا.
وزعم الأسد مقابلة مع قناة فينيكس الصينية نشرتها وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، أن النظام السوري لم يسمح للقوات الأمريكية بالدخول إلى سوريا، وأضاف «أي قوات أجنبية تدخل سوريا دون دعوتنا أو إذننا أو التشاور معنا تعتبر قوات غازية، سواء كانت أمريكية أو تركية أو أي قوات أخرى».
وعن مؤتمر جنيف، قال الأسد أنه «لم يتوقع أن ينتج جنيف شيئاً»، ملقياً باللوم على وفد المعارضة الذي وصفه بـ»غير الموحد» و»الممثل لمصالح دول أجنبية» و»فصائل إرهابية»، مضيفاً أن «المؤتمر خطوة على طريق طويلة للحل، وقد تكون هناك جولات أخرى للمفاوضات سواء في جنيف أو في أستانة».
وأردف «نكن لم نصغ آلية المفاوضات، بل تمت صياغتها من قبل مبعوث الأمم المتحدة ستفان دي ميستورا والأمم المتحدة، وبنفوذ دول أرادت استخدام المفاوضات للضغط علينا، ووفود المعارضة لم تكن موحدة، وبالتالي هذه المرة لم يكن هناك مفاوضات في جنيف، وهذا أحد أسباب عدم توصلها إلى شيء، الأمر الوحيد الذي ناقشناه في جنيف كان جدول الأعمال وما سنناقشه لاحقاً».
وعن حل الأزمة السورية، قال الأسد: «الحل يكمن في مسارين متوازيين، الأول هو محاربة الإرهاب، والثاني يتمثل في إجراء الحوار».
وتابع «الحوار له أوجه المختلفة، هناك الجانب السياسي الذي يرتبط بمستقبل سوريا وطبيعة ونوع النظام السياسي الذي نحتاجه، بصرف النظر عن شكل هذا النظام، فذلك يعتمد على ما يقرره السوريون عبر الاستفتاء حول ما يريدون، الجانب الثاني يتمثل في محاولة دفع أكبر عدد ممكن من الأشخاص الذين كانوا مرتبطين بالإرهابيين أو الذين ارتكبوا أفعالاً إرهابية للعودة إلى حياتهم الطبيعية والتخلي عن أسلحتهم مقابل العفو الذي قدمته الحكومة».
وبسؤاله عن التعاون مع إدارة الرئيس الأمركي دونالد ترامب، قال الأسد: «نظرياً أرى مجالاً للتعاون، لكن عملياً ليس بعد، لأنه ليس هناك أي صلة بين سوريا والولايات المتحدة على المستوى الرسمي، حتى غاراتهم ضد داعش جرت دون تعاون أو تشاور مع الجيش السوري أو الحكومة السورية، نحن نتشاطر الأهداف نظرياً، لكن عملياً ليس بعد».
وادعى الأسد أنه «لم ير شيئاً ملموساً فيما يتعلق بخطاب ترامب عن أولوية هزيمة داعش، مضيفاً «نأمل في أن تقوم هذه الإدارة الأمريكية بتنفيذ ما سمعناه».
وحول حصول فيلم «الخوذ البيضاء» على جائزة الأوسكار عن أفضل فيلم وثائقي، قال الأسد ساخراً: «علينا أن نهنئ جبهة النصرة على حصولها على أول أوسكار، هذا حدث غير مسبوق في الغرب، وهو أن يتم منح القاعدة جائزة أوسكار، وهذا دليل آخر على أن جوائز الأوسكار ونوبل عبارة عن شهادات مسيسة، هكذا أستطيع أن أصفها».
من ناحية أخرى أكدت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) أمس السبت سقوط 40 قتيلاً وإصابة العشرات، اليوم السبت، جراء تفجيرين انتحاريين، استهدفا حافلتين بالعاصمة السورية دمشق.
ونقلت الوكالة عن مصدر في قيادة شرطة محافظة دمشق قوله في تصريح خاص لها:»أن إرهابيين فجروا ظهر اليوم عبوتين ناسفتين قرب مقبرة باب الصغير الواقعة ما بين منطقة باب مصلى وباب الجابية، ما أسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء ووقوع إصابات وإلحاق أضرار مادية بالمقبرة».
وأفاد المصدر في وقت سابق بأن «التنظيمات الإرهابية أطلقت صباح اليوم قذائف صاروخية وهاون على أحياء سكنية بدمشق، ما تسبب بإصابة عدد من المدنيين ووقوع أضرار مادية بالممتلكات العامة والخاصة».
وقالت وسائل إعلام موالية للنظام، نقلاً عن مدير مستشفى المجتهد في دمشق قوله «إن 40 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب العشرات جراء التفجير في حصيلة أولية».
وقال مصادر موالية للنظام السوري إن التفجيرين استهدفا «حافلتي ركاب»، إلا أن موالين للمعارضة قالو إن الهجوم «استهدف زواراً إيرانيين في المنطقة».
وأضافت المصادر أن عدداً من الجرحى حالتهم حرجة جراء التفجيرين اللذين وقعا عند مقبرة باب الصغير والقريبة من سوق الحميدية وسط دمشق القديمة، والتي يقصدها زوار من الطائفة الشيعية .
وكانت مصادر محلية في دمشق، قالت»إن الحافلتين أصيبتا بأضرار كبيرة، وأن عدداً من القتلى والجرحى سقطوا وسمع إطلاق رصاص كثيف في المنطقة».
وأشارت إلى أن عدداً من سيارات الاسعاف والسيارات الخاصة قامت بنقل الجرحى والقتلى إلى المستشفيان.
وكانت حافلة تقل زواراً إيرانيين جرى استهدفها بعبوة ناسفة بداية شهر فبراير 2015 قرب قلعة دمشق، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
من جهة أخرى فر نحو 300 من عوائل قيادات أجنبية لتنظيم داعش من مدينة الرقة السورية خلال الساعات الـ36 الفائتة، نتيجة للحصار الذي تفرضه القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة على المدينة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هذه العوائل فرت عبر زوارق مائية وعبَّارات نقلتها من مدينة الرقة إلى الضفة الجنوبية لنهر الفرات، ومن ثم توجهت هذه العوائل باتجاهين متغايرين، حيث فر قسم منهم إلى محافظة دير الزور فيما انتقل القسم الآخر إلى ريف حماة الشرقي.
من جانب آخر حث مجلس الأمن النظام السوري والمعارضة على المشاركة في الجولة المقبلة من محادثات جنيف المقررة في الثالث والعشرين من مارس الجاري من دون شروط مسبقة.
ودعا المجلس الطرفين إلى الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار الذي أقر في ديسمبر الماضي، وحث كذلك الدول الداعمة لاستخدام نفوذها في وضع حد للانتهاكات والحد من العنف وبناء الثقة ووصول المساعدات الإنسانية.