
بغداد - «وكالات» : تستعد القوات العسكرية في العراق لنصب جسور عائمة تصل ضفتي النهر في الموصل وتعيد التواصل بين الساحل الأيسر الذي تمت استعادته والساحل الأيمن الذي استعيد نصفه.
وتواصل قوات الجيش تقدمها نحو الموصل القديمة التي تضم المنارة والجامع التاريخي للمدينة وبذلك تكون تطوق القوات داعش من جميع الجهات داخل مربع ضيق لا يتجاوز 12 كيلومترا مربعا.
إلى ذلك توالت عمليات إلقاء منشورات تطالب عناصر داعش بالاستسلام في المناطق المسيطر عليها.
من جهة أخرى، واصلت القوات العراقية المشتركة الجمعة التقدم في القسم الغربي من مدينة الموصل. وأوضح بيان لقيادة الشرطة الاتحادية أن قطعات الشرطة الاتحادية اقتربت من القوات الموجودة في المجمع الحكومي، وباتت على بعد 150 متراً فقط عن مرآب الموصل الرئيسي.
وتابع البيان أن الفرقتين الخامسة والسادسة والفرقة الآلية المدرعة وفرقة الرد السريع تستكمل تحضيراتها اللوجستية والقتالية تمهيداً للاندفاع والتقدم باتجاه أهدافها، بالتوازي مع تكثيف طائرات الشرطة الاتحادية المسيرة لطلعاتها الجوية فضلا عن قصفها عشرات الأهداف المنتخبة لعناصر داعش.
ورغم استمرار المعارك في الموصل، دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي العراقيين الذين فروا إلى ألمانيا إلى العودة إلى وطنهم.
وقال العبادي في مقابلة مع صحيفة «بيلد» الألمانية الصادرة أمس السبت: «من مصلحتنا أن يعود مواطنونا، لا نريد أن يضطر مواطنونا لمغادرة البلد وأن يصبحوا لاجئين، إننا نعيد إعمار المناطق ونريد أن يتمكن الناس من العيش هنا مجدداً».
ورداً على سؤال حول ما إذا كان يدعو بذلك مواطنيه في ألمانيا إلى العودة، قال العبادي: «نعم، هذا ما أفعله، يتعين عليهم العودة، هذا في مصلحتنا».
ويتوقع العبادي إخراج تنظيم داعش من الموصل قريباً، حيث قال: «الحرب في الموصل ستنتهي قريباً جداً، وصلنا في الجزء الغربي إلى وسط المدينة تقريباً، العملية ناجحة للغاية والعدو إما يهرب أو يُقتل، إننا نمحو التنظيم بالكامل، سنقضي على أيديولوجيتهم بمجرد نزع سيطرتهم على عاصمتهم».
وحول ما إذا كانت الحكومة العراقية قادرة على توفير الأمن للمواطنين، قال العبادي: «انظروا لما يحدث في الموصل، الإرهاب ينمحي، أؤكد أن المواطنين بإمكانهم العودة».
يذكر أن تنظيم داعش سيطر على أجزاء كبيرة من العراق عام 2014 وخلال الأشهر الماضية استعاد الجيش العراقي وقوات البيشمركة الكردية السيطرة على الكثير من المناطق.
وتعتبر الموصل حالياً المدينة الكبيرة الأخيرة في العراق التي لا يزال داعش يسيطر عليها جزئياً، وفي نهاية يناير الماضي استعادت القوات العراقية السيطرة على الجزء الشرقي من المدينة، ويسعى الجيش العراقي إلى طرد مقاتلي داعش من غرب الموصل عبر مزيد من الهجمات.
من جانب آخر أكدت تقارير صحافية وجود خلافات بين قيادات داعش العربية والأجنبية وانهيار المقاتلين في الموصل، وسط هزائم متلاحقة في معقلهم الرئيسي بالعراق.
وذكرت صحيفة المدى العراقية، أن تداخل موجات بث أجهزة اللاسلكي التي يستخدمها مسلحو داعش على موجات الراديو، تسمح للمسؤولين بمراقبة اتصالاتهم.
وبحسب الصحيفة، ظهر على التنظيم في الموصل خلال الأسبوع الفائت، ارتباك واضح خصوصاً بعد انهيار خطوط الصد في وادي حجر والأحياء القريبة منه، في جنوب شرقي الساحل الأيمن.
وقالت مصادر مطلعة أن «هناك خلافاً كبيراً بين قيادات التنظيم المحليين والأجانب في الموصل».
وكانت أغلب جثث التنظيم في بداية معارك غربي الموصل من العرب والأجانب، وتؤكد المصادر أن «المسؤولين يسمعون عبر الراديو أن مسلحي التنظيم المنحدرين من الموصل، بحسب لهجتهم، يتهمون الأجانب بأنهم هربوا إلى الرقة وتركوهم بمفردهم».
ويلجأ المسلحون إلى تزوير هوية الأحوال المدينة وتغيير اسمائهم أملاً بالتسلل مع النازحين، لكن عمليات التزوير تبدو رديئة، وعادة ما يتم كشفها بواسطة عناصر الأمن الوطني.
من جهة أخرى أعلنت قيادة عمليات بابل، العثور على خمسة مقابر جماعية في منطقة جرف الصخر شمالي بابل، تضم عشرات الرفاة لعراقيين أعدمهم تنظيم داعش خلال سيطرته على الناحية في السنوات الماضية.
وقال قائد عمليات بابل اللواء رياض عبد الامير الخيكاني، وفقاً لصحيفة المدى العراقية، إنه «تم العثور على 5 مقابر جماعية في منطقة الفاضلية بجرف النصر شمالي بابل، تعود لعشرات أعدمهم داعش إبان سيطرته على الجرف».
وأشار الخيكاني إلى أنه «أشرف على عملية كشف الدلالة الميداني للعمليات التي نفذتها مجموعات إرهابية بحق العشرات من الزوار الشيعة الذين قتلوا أثناء توجههم لكربلاء ودفنوا في 5 مقابر جماعية في منطقة الفاضلية بجرف الصخر وتعود الرفاة لنساء وأطفال ورجال».