
عدن - «وكالات» : أكد المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، أنه متفائل بالتوصل إلى حل للأزمة اليمنية، ولكنه نفى صحة ما تحدثت عنه تقارير إعلامية بشأن وجود خطة أممية جديدة للحل.
ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية أمس الأربعاء عنه القول: «لقد سمعت كثيراً، وتابعت التساؤلات عن ورقة جديدة وكل التكهنات حولها، ولا أعرف مصدر هذه المعلومات، لكنني أؤكد أنه لا أساس لها من الصحة».
وأوضح أنه أجرى مشاورات مع الحكومة اليمنية الشرعية، واستمع إلى ملاحظاتها إزاء التفاصيل المتعلقة بمؤسسة الرئاسة في خريطة الطريق التي كان قد قدمها، وعلق على ذلك بقوله: «من الممكن أن نطرح حلولاً عدة لهذا الموضوع».
واعتبر أن الحوثيين، وحزب «المؤتمر الشعبي العام» بزعامة الرئيس السابق علي عبد الله صالح يتعاملان بطريقة إيجابية مع مقترحات الحل، وأبديا استعدادهما لمناقشتها، لكنهما لم يتعاملا بعد بالشكل المطلوب مع الجانب الأمني، ولم يقدما خطة للترتيبات الأمنية بحسب أبرز مبادئ الخريطة.
وشدد ولد الشيخ على أن أي حل للأزمة يجب أن يكون له جانب أمني، بمعنى أن أنصار الله والمؤتمر يجب أن يقدما التنازلات، ولا يمكن لأي ميليشيات أو سلطة خارج إطار الدولة أن تحمل السلاح.
وأوضح قائلاً «في الوقت نفسه، فإن أي حل سياسي لا بد أن يعترف بالتشاركية للجميع».
وحول استعداده لدعوة الطرفين إلى هدنة ثامنة، قال إن «المقترح هو أن نجمع المعنيين في ورشة عمل نمر خلالها بجميع الصعوبات، اللوجيستية والعملية والسياسية، ثم نفعل مسألة اللجان المحلية الخاصة بالتهدئة، وبعد ذلك نتحول إلى ظهران الجنوب، ومن هناك نبدأ بإعلان وقف إطلاق نار حقيقي يضمن السلم ويفسح المجال لتقديم المساعدات الإنسانية».
من ناحية أخرى قتل قياديان في تنظيم القاعدة في غارة أمريكية استهدفتهما في بلدة العبر بمحافظة حضرموت شرق عدن أمس الأربعاء.
وقالت مصادر أمنية وشهود عيان: «قتل القيادي البارز في تنظيم القاعدي أبو هاشم الشروري (سعودي الجنسية) بالإضافة إلى قيادي آخر إثر غارة أمريكية استهدفت مركبة كانت تقلهما في بلدة العبر بحضرموت».
وتشن الولايات المتحدة غارات مكثفة في اليمن مستهدفة عناصر تنظيم القاعدة الأشد تطرفاً في الجزيرة العربية.
من جانب آخر تشكِّل الجزر اليمنية بمواقعها الاستراتيجية أهمية قصوى عسكرياً وتجارياً، ويمثل تحريرها من قبل قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والذي يدعم الشرعية في اليمن، ضربة موجعة للميليشيات الحوثية وميليشيا المخلوع صالح.
ووفقاً لتقرير نقلته صحيفة «الجزيرة» السعودية أمس الأربعاء، اعتمد الانقلابيون على بعض الجزر لتهريب الأسلحة تحت غطاء أنشطة مختلفة، مثل التجارة أو الصيد، وخلال الفترة الماضية، نفذ التحالف عمليات عسكرية دقيقة في السواحل اليمنية والجزر، ما شكل غطاء أمنياً للساحل الغربي للحد من تهريب الأسلحة، ومكن السلطات الشرعية من استعادة السيطرة على أغلب الجزر والمناطق الساحلية، بدءاً من مضيق باب المندب، ومروراً بميناء المخأ، وصولاً لميناء ميدي بمحافظة حجة الواقعة على الحدود مع المملكة.
كما تمكن الجيش الوطني مؤخراً من ضبط ثلاثة مخازن للأسلحة، إذ عمدت الميليشيات إلى إيداع الأسلحة المهربة من الجزر فيها، ولا تقتصر جرائم مليشيا الحوثي والمخلوع صالح على تهريب الأسلحة فحسب، بل تمتد لتصل لتهريب الأشخاص خاصة المرتزقة، وبعض العناصر العسكرية الإيرانية، وهو ما أكده قائد قوات الاحتياط في الجيش الوطني اليمني اللواء ركن سمير الحاج، في تصريحات سابقة، من أن الانقلابيين يستخدمون الجزر اليمنية لتهريب الأسلحة من إيران.
وقال إن عملية «الرمح الذهبي» الرامية لتحرير الساحل الغربي حدت من دخول الأسلحة عبر ميناء المخأ ثاني أهم ميناء في اليمن بعد ميناء عدن، وأهم من ميناء الحديدة الذي كان يشهد دخول الأسلحة المحملة من مراكب الصيد بعد نقلها من سفن كبيرة ترسو في جزيرتي حنيش الكبرى والصغرى، كما تم أيضاً الحد من توريد الأسلحة أيضاً عبر «الجزر السبع»، التي تتميز بقربها من ميناء المخأ وذوباب.
وأشار إلى أن عملية «الرمح الذهبي» العسكرية عالجت هذا الخلل، وأوقفت هذه العمليات التي تدعم الانقلابيين عسكرياً.
وأوضح اللواء الحاج أن هناك عمليات لدخول عشرات من العناصر الإيرانية لليمن بجوازات سفر وبطاقات شخصية يمنية، يمرون بها عبر الموانئ الواقعة تحت سيطرة الحوثي.
وشكل الانقلاب من الناحية التجارية خطراً على الملاحة البحرية، إذ كشفت مواقع متخصصة في قضايا الشحن حول العالم، أن القرصنة في المحيط الهندي باتت تحت السيطرة، وبحسب التقرير، فإن الخطر على الشحن البحري هو استهداف السفن البحرية قبالة الشواطئ اليمنية من قبل المليشيات الحوثية والمخلوع صالح تحديداً.
يشار إلى أن مليشيا الحوثي استهدفت مؤخراً سفينة سعودية قبالة شواطئ باب المندب، وقبلها السفينة الإماراتية سويفت بصاروخ، إضافة إلى بارجة أمريكية وعدد من السفن كانت بالقرب من باب المندب، لكن قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن أوقفت تلك الاعتداءات.
وبحسب تقرير إحصائي من الجهاز المركزي للإحصاء اليمني، فإن عدد الجزر المتناثرة في المياه الإقليمية اليمنية والبحر العربي يبلغ 216 جزيرة، يوجد معظمها في البحر الأحمر بعدد 107 جزر، والباقي في خليج عدن والبحر العربي، منها 17 جزيرة مأهولة بالسكان، و199 غير مأهولة بالسكان.