
بغداد - «وكالات» : فرت عائلات في مدينة الموصل العراقية من منازلها الأحد إلى الجزء الشمالي من المدينة في الوقت الذي اشتبكت فيه القوات العراقية مع مقاتلي تنظيم داعش لاستعادة الأجزاء المكتظة بالسكان في النصف الغربي من الموصل المعقل الأخير للتنظيم المتشدد في العراق.
وقالت امرأة إنها هربت من العطش والخوف فيما كانت تسير هاربة وسط غبار الطريق.
وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إنه منذ بدء الحملة في غرب الموصل في 19 فبراير تفيد تقارير غير مؤكدة بأن ما يقرب من 700 مدني قتلوا في غارات جوية للقوات الحكومية أو قوات التحالف أو بسبب هجمات تنظيم داعش.
ويستخدم مقاتلوا التنظيم سيارات ملغومة وقناصة وقذائف مورتر لمواجهة الهجوم، وتمركزوا أيضاً في منازل السكان ليطلقوا منها النار على القوات العراقية وكثيراً ما يستتبع ذلك غارات جوية أو نيران مدفعية تقتل المدنيين.
من جانب اخر قالت وزارة الدفاع العراقية، أمس الإثنين، إن عناصر الجيش العراقي اعترضت هجوماً لتنظيم داعش الإرهابي من منطقة الحاوي بمحافظة صلاح الدين.
وأكدت الوزارة في بيان على موقعها الإلكتروني، أنه تم إلقاء القبض على عدد من المطلوبين في مناطق أخرى في محافظة ديالى.
وأجرى نائب القائد العميد الركن شيرزاد عزيز رشيد، ورئيس أركان الفرقة، عدة لقاءات مع المواطنين خلال زيارتهما إلى قرية شيخ علي واللهيب والعنبكية، حيث وجه قائد الفرقة المواطنين إلى التعاون مع الجيش والأجهزة الأمنية لإحلال السلم الاجتماعي ونبذ العناصر المسيئة.
وأكد أن «العمليات العسكرية ستنتهي بالنصر وتبدأ مرحلة أخرى وهي القضاء على العناصر الإرهابية المختبئة حيثما كانت أوكارها حتى يستعيد العراق سيادته الكاملة على أرضه الطيبة».
من ناحية أخرى أكدت قيادة جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، تحريرها حي العروبة والمنطقة الصناعية في الجانب الأيمن لمدينة الموصل ورفع العلم العراقي فوق المباني.
وكشفت مصادر أمنية عن الخطة العسكرية الجديدة التي ستعتمدها القوات الأمنية، ستعتمد على نشر فوجين من قناصة الشرطة الاتحادية وإيقاف القصف الجوي للتحالف الدولي والاعتماد على طيران الجيش العراقي فقط، حسبما أوردت صحيفة الصباح العراقية.
وقال قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي، إن «قوات مكافحة الإرهاب حررت حي العروبة والمنطقة الصناعية في الساحل الأيمن من الموصل».
وأضاف الأسدي أن «القوات رفعت العلم العراقي فيهما بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدات».
وكانت الفرقة المدرعة التاسعة، تمكنت أمس الأحد، من تحرير معمل إسمنت بادوش بالكامل.
من جهة أخرى نشرت القوات العراقية قناصة على مبان في منطقة غرب الموصل لاصطياد الإرهابيين الذين يستخدمون مدنيين دروعاً بشرية، وذلك على خلفية تقارير متعددة عن مقتل عدد كبير من المدنيين بضربات جوية.
وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية، العميد يحيى رسول، في حديث لوكالة «فرانس برس»: «بدأ مسلحو تنظيم داعش يستخدمون المواطنين كدروع بشرية، ونحاول استهدافهم بضربات من الرجال القناصة للقضاء عليهم».
واعتبر رسول أن «تقدم الجيش العراقي يجري بدقة وحذر للمحافظة على أرواح المواطنين»، مضيفاً «نعتمد على استخدام أسلحة متوسطة وخفيفة، وبينها القناصة لاصطياد عناصر داعش وتحيدهم عن المواطنين».
واتهم رسول تنظيم داعش بقتل المدنيين العزل، مؤكداً أن هذا التنظيم يستخدم الصهاريج المفخخة... ويقوم بجمع المواطنين وإجبارهم على البقاء في بيوت معينة ثم يبدأ بتفجير هذه الصهاريج.
وتابع قائلاً: «إن الغرض من هذه العمليات إيصال رسالة الى الرأي العام ان القوات العراقية هي التي تستهدف المواطنين الأبرياء».
وأكد المتحدث أن لجنة تحقيق تابعة لوزارة الدفاع العراقية تدقق في التقارير التي تحدثت عن مقتل مدنيين بضربات جوية في غرب الموصل، مشيرا إلى أن بيانا رسميا سيتم إصداره بعد انتهاء التحقيق.
وجاءت هذه الخطوات بعد أن ذكرت مصادر عسكرية وسياسية وإدارية متعددة في العراق، بالإضافة إلى شهود عيان محليين، عن مقتل من 120 إلى حوالي 260 مدنياً جراء غارات جوية على منطقة سكنية في «حي الموصل الجديدة» غرب المدينة يوم 17/03/2017.
واعتبرت معظم المصادر المحلية أن الضربات نفذت من قبل القوات الجوية التابعة للتحالف الدولي ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة، الذي اعترف لاحقا بأنه شن، وبطلب من القوات العراقية، غارات على هذه المنطقة في اليوم المذكور، مشيرا إلى أن تحقيقا تم فتحه في هذا الحادث، لكن من دون تأكيد مقتل المدنيين.
وفي حصيلة أخيرة لضحايا الحادث، أعلنت النائبة العراقية عن محافظة نينوى، فرح السراج، السبت، أن عدد القتلى جراء الضربات الجوية ارتفع إلى 263 شخصاً.
ويذكر أن الجيش العراقي يشن، منذ 17/10/2016، عملية «قادمون يا نينوى مدعوماً بقوات البشمركة الكردية ووحدات الحشد الشعبي والحشد العشائري وطيران التحالف الدولي، بهدف تحرير الموصل من سيطرة تنظيم داعش.
وتعتبر هذه العملية الأكبر منذ اجتياح مسلحي تنظيم داعش الإرهابي شمال وغرب العراق وسيطرتهم على زهاء ثلث مساحة البلاد في صيف 2014.
وبعد استعادتها الجانب الشرقي من مدينة الموصل، بدأت القوات العراقية في 19/02/2017 عمليات اقتحام الجانب الغربي للمدينة، الذي يمثل المعقل الرئيس للتنظيم، وذلك وسط أنباء عن خسائر بشرية فادحة بين السكان المحليين.
وكشفت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن ما يقارب 400 ألف عراقي لا يزالون محاصرين في غرب مدينة الموصل.
من ناحية أخرى قال جنرال أمريكي، «إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويحارب تنظيم داعش في العراق يأخذ على محمل الجد كل زعم بشأن مقتل مدنيين، وأن القوات العراقية ملتزمة بحماية المدنيين أثناء تقدمها في معقل المتشددين بالموصل».
وأضاف نائب القائد العام لعملية (العزم الصلب) البريجادير جنرال ماثيو إيسلر: «إنه لا يستطيع تقديم تفاصيل بشأن التحقيق العسكري الذي يجري في مقتل مدنيين بغرب الموصل في غارة 17 مارس».
وقال الجيش الأمريكي: «إن ضربة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أصابت منطقة، يقول سكان ومسؤولون إن زهاء 200 مدني قد يكونوا قتلوا فيها نتيجة غارة جوية».
وأفاد الجيش العراقي، أن 61 جثة انتشلت من تحت أنقاض مبنى منهار قام تنظيم داعش بتلغيمه.