
عواصم - «وكالات» : انتهت ليلة أمس السبت، المرحلة الأولى من نقل مسلحين مدينة الزبداني ومضايا وعائلاتهم ومسلحي كفريا والفوعة، حيث وصلت جميع الحافلات وعددها 75 حافلة إلى مركز إيواء جبرين شرق مدينة حلب في الوقت الذي عبرت جميع الحافلات التي انطلقت اليوم الأحد من جسر الراموسة باتجاه منطقة الراشدين غرب حلب إلى ريف حلب الشمالي والغربي.
وبلغ عدد الذين غادرو مدينتي الزبداني ومضايا 3150 شخصاً بينهم 400 مسلح، فيما بلغ عدد الذين قدموا من بلدتي كفريا والفوعة حوالي 5000 شخص من مسلحين ومدنيين.
وهذا الاتفاق يلحق به خروج مسلحين من مخيم اليرموك جنوب دمشق «بعد إجلاء الدفعة الأولى من البلدتين سيتم إخراج القسم المتبقي في البلدتين مقابل إخراج المسلحين التابعين لتنظيم جبهة النصرة من مخيم اليرموك بريف العاصمة دمشق باتجاه إدلب ومن ثم سيتم إخراج 1500 سجين بالتزامن مع خروج الدفعة الأخيرة من الأهالي من المدينتين».
من جانب آخر قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «عدد القتلى جراء تفجير استهدف حافلات خارج حلب السبت ارتفع إلى 112 قتيلاً على الأقل».
وقال عمال إنقاذ بالدفاع المدني السوري إنهم نقلوا 100 جثة على الأقل من مكان الانفجار الذي أصاب حافلات تقل سكاناً شيعة أثناء انتظارهم للعبور من منطقة واقعة تحت سيطرة المعارضة إلى منطقة خاضعة للحكومة في إطار اتفاق إجلاء بين الطرفين المتحاربين.
وأعلن المرصد ومقره بريطانيا العدد الجديد للقتلى في وقت مبكر من صباح أمس الأحد وقال إن من المتوقع أن يرتفع العدد.
من جهة أخرى أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، بشدة «الجريمة الرهيبة التي ارتكبها الإرهابيون التكفيريون» واستهدفت حافلات تقل عائلات من بلدتي كفريا والفوعة السوريتين.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) أمس الأحد عن قاسمي القول إن «الجريمة المخزية واللئيمة التي ارتكبها الإرهابيون التكفيريون في اعتدائهم على الحافلات التي تحمل أفراداً من المحاصرين في بلدتي الفوعة وكفريا في سوريا وقتل العشرات من الأطفال والنساء الأبرياء والعزل، قد أضاف صفحة عار أخرى للممارسات الدنيئة والسجل القاتم للإرهابيين وحماتهم».
وتساءل «كيف يمرر أدعياء دعم الشعب السوري هذه الجريمة الرهيبة؟»، وقال إن «التعامل المزدوج مع الجريمة وتقسيم المجرمين إلى سيئين وجيدين من جانب الحكومات الداعمة للجماعات التي تزرع الموت وسائر أدعياء حقوق الإنسان، من شأنه أن يؤدي إلى جعل الإرهابيين أكثر صلفاً ووقاحة».
وتمت أمس المرحلة الأولى من اتفاق تم التوصل إليه برعاية قطرية إيرانية بين فصائل في المعارضة المسلحة وقوات الحكومة السورية والموالين لها لإخلاء متبادل لـ4 بلدات سورية، حيث خرج بالفعل الآلاف من سكان بلدتي الزبداني ومضايا المحاصرتين من القوات الحكومية في ريف دمشق مقابل إجلاء سكان من الفوعة وكفريا المواليتين للحكومة والمحاصرتين من فصائل المعارضة في محافظة إدلب.
من ناحية أخرى وصف وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، رئيس النظام السوري بشار الأسد بـ «الإرهابي الأكبر»، داعياً روسياً إلى الاعتراف بأنه «سام» بالمعنيين الحرفي والمجازي للكلمة.
وكتب جونسون في مقالة نشرتها صحيفة «صنداي تلغراف» أن موسكو حليفة دمشق لا تزال تملك الوقت لتكون على الجانب الصحيح من وجهة النظر بشأن النزاع في سوريا، وأضاف أن «الأسد يستخدم الأسلحة الكيماوية ليس لأنها فظيعة ولا تفرق بين الضحايا فحسب، بل لأنها مروعة كذلك».
وتابع «لذلك، هو نفسه إرهابي أكبر تسبب بتعطش للانتقام لا يمكن وقفه حتى بات لا يمكنه أن يأمل بأن يحكم شعبه ثانية، إنه سام حرفياً ومجازياً، وحان الوقت لروسيا لتستيقظ وتوقن هذه الحقيقة».
وتعرض جونسون للعديد من الانتقادات إثر فشله بإقناع مجموعة الدول الـ7 باقتراحه فرض عقوبات جديدة ضد مسؤولين روس وسوريون رفيعين عقب الهجوم الكيماوي في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب والذي أوقع عشرات القتلى وأثار غضباً دولياً، ولكنه أكد أن الهجوم الكيماوي بدل موقف الغرب تجاه سوريا.
وكتب وزير الخارجية أن «المملكة المتحدة والولايات المتحدة وحلفاءنا اتفقنا على أمر واحد: نعتقد أنه من المرجح جداً أن الهجوم شنه الأسد على شعبه باستخدام أسلحة غاز سام تم حظرها منذ نحو 100 عام».
وأضاف «دعونا نواجه الحقيقة، الأسد متشبث بالسلطة، وبمساعدة الروس والإيرانيين، وباستخدام الوحشية بلا هوادة لم يستعد حلب فقط بل استعاد معظم سوريا الصالحة للعيش».
وقبل الهجوم الكيماوي في 4 أبريل ، كان الغرب على حافة الوصول إلى توافق قاتم تبدل الآن، حسب جونسون.
وأوضح أن التوافق كان على أنه من الأكثر حكمة التركيز على الحرب ضد تنظيم داعش والقبول على مضض بأن إزاحة الأسد رغم أنه أمر أساسي في نهاية المطاف، إلا أن عليه الانتظار إلى حين التوصل إلى حل سياسي مخطط.
من جانب اخر أعربت وزيرة الدفاع الألمانية، أورزولا فون دير لاين، عن رأيها في ضرورة أن تتولى الأمم المتحدة تنظيم إعادة البناء في سوريا وحماية السكان المدنيين بعد نهاية الحرب الأهلية هناك.
ودعت فون دير لاين، في تصريحات لصحيفة «فيلت أم زونتاج» الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر اليوم الأحد، لمهمة حفظ سلام تقوم بها الأمم المتحدة في سوريا بعد نهاية الحرب الأهلية.
وشددت على ضرورة أن يشارك «الجميع» داخل الأمم المتحدة في هذه البداية الجديدة، وقالت «سيتعين على أوروبا أيضاً المشاركة في مثل هذه المهمة لحفظ السلام، وألمانيا مطالبة أيضاً بالمشاركة في ذلك».
وأكدت أنه لابد من حماية الشعب السوري تحت مظلة الأمم المتحدة، وقالت: «بهذه الطريقة فقط سيتم حقاً إشراك جميع الدول التي تتابع مصالحها المختلفة في سوريا وفي المنطقة».
وقالت الوزيرة الاتحادية: «إذا أردنا حقاً تحقيق الأمن للمواطنين لدينا في أوروبا وفي الدول المجاورة لنا مباشرة، يتعين علينا الاستعداد أيضاً لتوفير الوسائل اللازمة للهياكل التي نثق بها».
يذكر أن بداية نشوب الاحتجاجات في دمشق كانت في مارس 2011 في أعقاب ثورات الربيع العربي في دول عربية أخرى.
وأعربت وزيرة الدفاع الألمانية عن قناعتها بأن الرئيس السوري بشار الأسد مسؤول عن استخدام الغاز السام في منطقة خان شيخون بمدينة إدلب السورية، وقالت إن «ذلك معقول جداً. وإذا كانت روسيا تشكك في ذلك، فيتعين عليها فتح الطريق لإجراء فحص مستقل من جانب الأمم المتحدة».
يذكر أن الهجوم في بلدة خان شيخون في ريف أدلب بسوريا أسفر عن مقتل ما يزيد على 80 شخصاً فيما يبدو بفعل مواد سامة.
ورداً على هذا الهجوم استهدفت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي مطار الشعيرات العسكري السوري في محافظة حمص بوسط سوريا بإجمالي 59 صاروخاً من طراز «توماهوك» من قطع بحرية أمريكية متمركزة في البحر المتوسط. وكان ذلك أول هجوم أمريكي مباشر على الجيش السوري.
وتنفي سوريا وحليفتها روسيا وجود أي مسؤولية سورية عن استخدام الغاز السام.
وتقوم حالياً مجموعة من خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بفحص واقعة الهجوم. ومن المقرر أن تكون النتائج متوافرة خلال 3 أسابيع.
من جهة أخرى قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الأحد، إن انفجاراً سمع دويه في مدينة دير الزور ناجم عن قصف من قبل تنظيم داعش على مناطق سيطرة قوات النظام في حي هرابش بالمدينة.
وأكد المرصد أن الانفجار أسفر عن مقتل 7 أشخاص بينهم 4 أطفال وسيدة، عدد منهم من عائلة واحدة، بالإضافة لسقوط عدد من الجرحى.