
بغداد - «وكالات» : استدعت وزارة الخارجية العراقية، اليوم الأحد، القائم بالأعمال الأردني لدى بغداد «احتجاجاً» على «تجاوزات ضد رموز وشخصيات دينية، ووطنية عراقية» وفق ما نقل موقع قناة السومرية نيوز العراقية.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد جمال، في بيان رسمي إن «وزارة الخارجية قررت استدعاء القائم بالأعمال الأردني لدى بغداد، على خلفية التجاوزات التي طالت الرموز والشخصيات الدينية، والوطنية العراقية».
وجاء الاستدعاء بعد المظاهرات الشعبية في الأردن، احتجاجاً على تصريحات رسمية إيرانية ضد الأردن والعاهل الأردني عبد الثاني، تحولت إلى تنديد المحتجين في محافظة المفرق الأردنية، بالتدخل الإيراني في العراق، وفي دول الجوار، وإحراق صور شخصيات إيرانية، وأخرى عراقية، في طليعتها رئيس الوزراء العراقي السابق، ونائب الرئيس الحالي، نوري المالكي، والرئيس السوري، بشار الأسد، ولقيادات حزب الله اللبناني، والحركة الحوثية اليمنية.
وهددت قيادات من حزب المالكي في مجلس النواب العراقي، السبت، بالدعوة إلى قطع العلاقات مع الأردن، إذا لم تعتذر عمان عن الإساءة إلى المالكي، وإلى الشخصيات العراقية والإيرانية المعنية.
من جانب اخر نفى «المجلس الأعلى الإسلامي» في العراق، أمس السبت، نية زعيمه عمار الحكيم التخلي عن زعامة «التحالف الوطني» (الشيعي) لمصلحة نائب رئيس الجمهورية، نوري المالكي، مؤكداً استعداده لرئاسة جديدة لاستكمال مشروع المصالحة الوطنية.
والأربعاء الماضي، دعا الحكيم، قادة التحالف إلى البدء بإجراءات اختيار رئاسته المقبلة، مشيراً إلى أنه «أدى واجبه في رئاسة التحالف وفق الإمكانات المتوافرة، وتمكّن من إخراج سفينة التحالف من حالة الركود وتوجيهها في المسار الصحيح»، وفقاً لما ذكرته صحيفة «الحياة» أمس الأحد.
وأكد النائب عن «المجلس الأعلى» سليم شوقي، إن «السيد عمار الحكيم يعرف أن أطراف التحالف الوطني قد تستغرق الكثير من الوقت لاختيار رئاسة جديدة، وأن ولايته تنتهي في أغسطس المقبل، لذا أراد إعطاءها المزيد من الوقت للتباحث بهذا الخصوص، وإثبات عدم تمسكه بالمنصب واستعداده للتداول السلمي».
وأكد أن «حديث بعض الأطراف عن ترشيح نوري المالكي للرئاسة لا يعني تخلي الحكيم عن الرئاسة أو تنازله للمالكي، ولكن هناك آليات وطرق ترشيح واختيار أقرتها الأطراف المشاركة في التحالف».
وكشف شوقي عن استعداد الحكيم لتولي ولاية ثانية في رئاسة التحالف إذا أرادت الكتل الشيعية ذلك، بغرض «استكمال مشروع التسوية الوطنية الذي طرحه نهاية العام الماضي وتولي التفاوض في شأنه مع باقي الأطراف العراقية والأمم المتحدة».
من جهة أخرى بعد ثلاثة أعوام من الحرمان، أقام المئات من مسيحيي نينوى في العراق، صلوات الاحتفال بأعياد القيامة في مناطق الساحل الأيسر بعد طرد تنظيم داعش منها
ويقول رجال دين مسيحيون إن نحو 70 في المئة من العائلات المسيحية المهجرة عادت إلى مناطقها في سهل نينوى ومدينة الموصل، في المحاور المحررة، تحديداً الساحل الايسر الذي يضم المئات من العائلات المسيحية .
ودقت أجراس عشرات الكنائس في الموصل، والساحل الأيسر للطائفة المسيحية من كلدان، وأشور، وأرمن في مشهد غير مألوف منذ يونيو 2014 بعد سيطرة تنظيم داعش على المحافظة، وتهجير أهلها، وتدمير الأديرة، والكنائس للطوائف المسيحية، وقتل أعداد كبيرة منهم، بينهم رجال دين، وقساوسة.
ورغم أن أجواء الحرب ومظاهر الدمار ما تزال تخيم على معالم المدينة والكنائس، إلا أن المسيحيين تدفقوا إليها للاحتفال، وأداء القداس، والصلوات، في مشهد يعكس إصرار المسيحيين على تجاوز هذه المحنة والتمسك بأرضهم.
وقال القس عماد خوشبا إن» أغلب رجال الدين المسيحيين حضروا اليوم، وأقاموا صلوات القداس والاحتفال بأعياد القيامة، في مدينة الموصل بعد ثلاثة أعوام من الحرمان، وسلب حقوقهم وممتلكاتهم، ورُدت إلينا ديارنا بقوة وبسالة من رجال القوات العراقية من جهاز المكافحة، والرد السريع والاتحادية».
وأضاف خوشبا الذي أقام أكبر قداس لمسيحيي الموصل في كنيسة تايتانك داخل الساحل الايسر بالموصل، أن «الفرحة والبهجة ارتسمت على وجوه العوائل المسيحية بعد فراق، اجتمعوا بكافة مذاهبهم من أرمن، وكلدان، وأشور، وكاثوليك وأرثوذكس، من جديد وسط الموصل، ومن منازلهم التي استبعدوا منها قسراً» .
وذكر أن تجمع المسيحيين اليوم يؤكد أنهم شعب أصيل ولا يستطيعون الابتعاد عن مدينتهم التي عاش فيها أجدادهم منذ قرون وأنهم لا يستطيعون إلا العيش في ظل أجواء الأمن والسلام».
وقالت السيدة أم فنر، التي عادت إلى منزلها بعد غياب ثلاث سنوات مع أولادها الأربعة «قررت العودة الى المنزل، والاحتفاظ به، ومقاومة إرهاب داعش، والكف من التهجير، والغربة عن موطن المسيحيين في نينوى».
وأضافت أن «عيد القيامة اليوم له لذة ونكهة جميلة عن باقي الأعياد الماضية، لأنه ومنذ ثلاثة أعوام، لم تشهد العوائل المسيحية احتفالات داخل منازلهم، وموطنهم الأصلي نينوى بعد الغربة، والتهجير، إذ تشردت مئات العائلات المسيحية داخل وخارج العراق».
ونجحت القوات العراقية بدعم من قوات البيشمركة الكردية، والحشد الشعبي، وطيران التحالف الدولي، في طرد داعش من مناطق الساحل الأيسر من الموصل، بعد معارك متواصلة تجاوزت مئة يوم.
وذكر القس وائل حبابة أن «كنائس الطائفة المسيحية لم تفرض عودة أي عائلة مهجرة في إقليم كردستان، أو بغداد، أو أي مكان قطنوا فيه بسبب جرائم داعش، بل على العكس قامت الكنائس باستبيان لكل عائلة من التي ترغب بالعودة إلى منازلها، وكانت النتيجة أن 70 في المئة من العائلات المهجرة عادت اليوم إلى مدينة الموصل، وسهل نينوى، منذ قرابة ثلاثة أشهر أو أكثر».
وأشار إلى وجود من ينتظر العودة، لكن عاجز عنها بسبب الأضرار الكبيرة التي خلفها داعش في مناطقهم، ومساكنهم.
وأوضح أن احتفالات أعياد القيامة كانت مقتصرة على الصلوات، ودق الأجراس، والدعوات، وتوزيع الحلوى، احترماً وإجلالاً لأرواح القتلى من المدنيين، والقوات التي تخوض المعارك، ومازالت في أجزاء قليلة من غربي الموصل.
وتقبّل مسيحيو العراق اليوم التهاني من القيادات السياسية، والشعبية، في البلاد بمناسبة عيد القيامة المجيد، والتأكيد على وحدة العراقيين من جميع الطوائف، والعيش بحرية وأمان.
من جانب اخر أفاد مصدر محلي بمدينة الموصل العراقية، أمس الأحد، بأن تنظيم داعش أعدم 8 من عناصره الأمنيين في المدينة، بينهم مسؤول المفارز الأمنية في الساحل الأيمن، بتهمة تسريب معلومات إلى القوات الأمنية.
ونقل موقع «السومرية نيوز» عن المصدر القول، إن «تنظيم داعش أقدم على إعدام 8 من عناصره الأمنيين رمياً بالرصاص، بينهم مسؤول المفارز الأمنية في الساحل الأيمن لمدينة الموصل، المدعو أبو عبد الرحمن الحيالي، وذلك بتهمة تسريب معلومات إلى القوات الأمنية»، مبيناً أن «ذلك جاء بعد تلقي التنظيم ضربة جوية من قبل طيران القوة الجوية استهدفت تجمعاً لقياداته في أحد المنازل بالساحل الأيمن لمدينة الموصل».
وقال المصدر إن «ما يسمى بالمحكمة الشرعية التابعة للتنظيم أصدرت حكماً بإعدامهم بتهمة الخيانة، ونفذ التنظيم عملية الإعدام أمام جمع من عناصره لنشر الرعب بينهم».
وتواصل القوات العراقية المشتركة عمليات عسكرية واسعة النطاق لاستعادة السيطرة على الساحل الأيمن في مدينة الموصل من تنظيم داعش، بعد إعلان تحرير الساحل الأيسر في يناير الماضي.
من ناحية أخرى أفاد مصدر عسكري في محافظة الأنبار العراقية، بأن 9 عناصر من تنظيم «داعش» قتلوا بقصف جوي للتحالف الدولي غرب المحافظة، وقال المصدر في حديث لـقناة «السومرية» العراقية، إن «طيران التحالف الدولي قصف تجمعاً لعناصر تنظيم داعش في منطقة الريحانة التابعة لقضاء عنة (210 كم غرب الرمادي)».
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «القصف أسفر عن مقتل 9 عناصر من داعش فضلاً عن إلحاق خسائر مادية في صفوفهم».
ويذكر أن تنظيم داعش سيطر على مدينة عنة بعد منتصف عام 2014، فيما أكملت القوات الأمنية العراقية، استعداداتها لتحرير المدينة من التنظيم، وفقاً لمصادر أمنية.