
عدن - «وكالات» : أفادت مصادر أمنية أن القوات السعودية المشتركة تمكنت من رصد مجموعة تابعة للميليشيات حاولت التسلل قبالة منطقة نجران السعودية.
وأوضحت المصادر أن مجموعة من ميليشيات الانقلابيين حاولت التسلل للحرم الحدودي السعودي واقتحام أحد المواقع العسكرية، لكن القوات السعودية المشتركة تمكنت من صد الهجوم وقتل عبدالخالق علي محمد الأسدي القيادي في الحرس الجمهوري التابع للمخلوع صالح و13 عنصراً كانوا برفقته عبر الاستعانة بطائرات الأباتشي والمدفعية السعودية.
من جانب اخر كشف نائب رئيس الوزراء، وزير الداخلية اليمني، اللواء ركن حسن عرب، عن تسليم وزارته ملفات عدد من المتورطين في أعمال إرهابية لـ»النيابة العامة»، التي ستباشر بدورها أعمالها في التحقيق مع العناصر، تمهيداً لأن يباشر الجهاز القضائي مهامه حتى يصدر أحكامه.
وأشار الوزير وفقاً لصحيفة «الشرق الأوسط» أمس السبت، إلى أن قوات التحالف تلعب دوراً كبيراً في تدريب كوادر جديدة للعمل في وزارة الداخلية اليمنية، وهناك أعداد كبيرة من الأفراد الذين انخرطوا في التدريب في جميع تخصصات الوزارة التي تعتمد عليها في المرحلة المقبلة.
وأكد الوزير عرب، أن المرحلة الجديدة بدأت فعلياً، بتدشين قبل عدة أيام، مواقع حيوية للحكومة في العاصمة المؤقتة عدن، وفي مقدمتها مجمع لإدارات وزارة الدفاع، ومركز العمليات المشتركة، وهي بداية إعادة مؤسسات الدولة للقيام بأعمالها في عدن، وبصياغة جديدة تتوافق مع المعطيات والتطورات التي تحدث في اليمن.
وأطاحت وزارة الداخلية في اليمن خلال الأيام الماضية بخلايا إرهابية نائمة، كانت على وشك القيام بأعمال إرهابية في المدن المحررة، وأضاف عرب: «أن الأجهزة الأمنية نجحت في ضبط عدد من الخلايا، بحوزتها أسلحة مختلفة ومتنوعة تشمل متفجرات، كان يتوقع استخدامها لتنفيذ هجمات إرهابية، إلا أن التحرك السريع لوزارة الداخلية داخل المدن المحررة أفشل هذا المخطط».
وتعتمد الخلايا الإرهابية، على تجارة المخدرات، وفقاً للوزير الذي أكد أن هناك تحركاً وهدفاً أساسيين للحكومة اليمنية لوقف عملية عبور الكميات الكبيرة من المخدرات المقبلة من شرق آسيا، وترسل بطرق مختلفة إلى دول أفريقية مجاورة لليمن، ثم يعمل المهربون على عبور اليمن بهذه الكميات ومحاولة إدخالها إلى دول الخليج العربي، وما تعمل عليه وزارة الداخلية اليمنية يتمثل «في وقف مثل هذه الأعمال التي يعتمد عليها الإرهابيون وتضر بأمن المنطقة».
وأشار اللواء عرب إلى وضع وزارة الداخلية اليمنية خطة أمنية لكل المحافظات المحررة بشكل عام ومرتكزة على خطة أساسية تنطلق من عدن بالتعاون مع دول تحالف دعم الشرعية الذي تقوده السعودية، وهذه الخطة الأمنية تتجدد بشكل دوري حسب المعطيات وما ينتج على الأرض من تحركات، موضحاً أن الخطة تشمل ما يحدث من تطورات وتدفق أعداد كبيرة إلى المناطق المحررة، إذ تقوم الأجهزة الأمنية بدورها في الحفاظ عن الأمن ومراقبة عملية النزوح ورصد أي تحركات مشبوهة.
وعن آيديولوجية هذه الخلايا، قال اللواء عرب، إن من قبض عليهم في الآونة الأخيرة هم ممن ينتمون إلى ما يعرف بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وهناك عناصر جرى التحقيق معهم واتضح ارتباطهم المباشر بالانقلابيين في صنعاء ويتلقون الأوامر من قيادات الميليشيات في تنفيذ العمليات، التي تسعى من ورائها إلى زعزعة الأمن في المدن التي تقع تحت سيطرة الشرعية.
من جهة أخرى في اجتماع استثنائي عقده الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مع مستشاريه في العاصمة السعودية الرياض، دعا هادي إلى تجنب خطوات أحادية من شأنها أن تصب في صالح الانقلابيين.
وطالب البيان الصادر عن الاجتماع القوى المناهضة للانقلاب الانخراط في صفوف الشرعية كما دعا جميع القوى اليمنية إلى الالتفاف حول الشرعية مشددا على رفضه أي خطوة أو مبادرة تخالف المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار والقرار 2216 .
ورفض الاجتماع الخروج عن الإجماع الوطني متمسكا بوحدة الهدف الذي قامت من أجله عاصفة الحزم وإعادة الأمل للتحالف العربي بهدف إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة وسيطرتها على كافة التراب اليمني.
وخلص البيان إلى مطالبة اليمنيين بعدم الإقدام على خطوات من شأنها أن تصب في خدمة الحوثيين وصالح.
من ناحية أخرى أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن انزعاجه الشديد إزاء التطورات الجارية في جنوب اليمن، مؤكداً دعمه الكامل لوحدة التراب اليمني.
ودعا أبو الغيط كافة أبناء الشعب اليمني إلى التضامن والتكاتف في هذه اللحظة الصعبة لتجنيب البلاد مخاطر الفرقة والانقسام.
وقال الوزير مفوض محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن أبو الغيط يرى أن الأولوية خلال المرحلة الحالية ينبغي أن تكون لمواجهة الجماعة الخارجة عن الشرعية، توطئة للوصول إلى تسوية سياسية شاملة في البلاد على أساس المبادئ والمنطلقات التي حددها كل من قرار مجلس الامن 2216، ومخرجات الحوار الوطني، ومبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلياتها التنفيذية.
وأضاف المتحدث الرسمي أن أبو الغيط يعتبر أن فتح جبهات أخرى في الظرف الحالي يضيف إلى عوامل الشرذمة والتفتيت على الساحة اليمنية، كما يؤدي إلى إطالة أمد الصراع الدائر في البلاد، مع كل ما ينطوي عليه ذلك من كلفة بشرية ومادية هائلة لا يدفع فاتورتها سوي الشعب اليمني، مؤكداً أن الأولى بالجميع في المرحلة الدقيقة الحالية دعم الشرعية لبسط سيادتها على كامل التراب اليمني واستعادة الاستقرار.