
بغداد - «وكالات» : أعلن الجيش العراقي، صباح أمس السبت، انطلاق عملية لاستعادة ما تبقى من أحياء بيد داعش في غرب الموصل.
وقال قائد عمليات قادمون يا نينوى، الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله: «انطلقت جحافل القوات المشتركة لتحرير ما تبقى من الأحياء غير المحررة في الساحل الأيمن، حيث اقتحمت قوات الجيش حي الشفاء و المستشفى الجمهوري، واقتحمت قوات الشرطة الاتحادية حي الزنجيلي، واقتحمت قوات مكافحة الإرهاب حي الصحة الأولى»، حسب بيان لخلية الإعلام الحربي.
وأعلنت الشرطة الاتحادية أنها توغلت بعمق 150 متراً شمالي منطقة الزنجيلي، في وقت استهدفت مدفعيتها مركز اتصلات تابعا لداعش في حي الزنجيلي ودمرته.
كما قتلت القوات العراقية «7 دواعش انغماسيين مفخخين»، و»5 قناصين لداعش كانوا متواجدين فوق أسطح المباني لإعاقتهم تقدم القوة المهاجمة».
وفي وقت سابق، كان الفريق رائد جودت، قائد الشرطة العراقية، أعلن أن قطاعاته المتمركزة في المحاور الجنوبية والشمالية من المدينة القديمة في الموصل، تشن قصفا مكثفا بصواريخ غراد ومدفعية الميدان، وأيضا عبر الطيران المسير، مستهدفةً مقرات تنظيم داعش ودفاعاته في باب الطوب وباب جديد والفاروق والزنجيلي.
وحسب ما كشفه الفريق رائد، يمهد هذا القصف لشن هجوم واسع لاستعادة المدينة القديمة و حي الزنجيلي من داعش، وهما آخر معاقل المتطرفين في الموصل.
وأشار جودت إلى تحشيد قوات خاصة أوكلت إليها مهام إخلاء المدنيين ومساعدتهم في الخروج من مناطق الاشتباك عند بدء الهجوم.
وتضم هذه المناطق المنوي اقتحامها نحو ربع مليون مدني محاصر، بحسب مصادر.
من جانبها، قالت مصادر عسكرية إن ما بين 500 و800 عنصر من داعش ينتشرون في المناطق المذكورة.
من جهة أخرى أسقطت القوات العراقية الجمعة منشورات تحث سكان المدينة القديمة التي يسيطر عليها تنظيم داعش في الموصل على الفرار وهو ما يثير مخاوف بين منظمات الإغاثة على سلامة المدنيين، ويعني إسقاط المنشورات الذي أعلنه بيان عسكري عراقي أن هجوما لطرد المتشددين من الجيب المتبقي لهم بالمدينة الواقعة في شمال العراق أصبح وشيكاً.
واستغرق الهجوم المدعوم من الولايات المتحدة لاستعادة الموصل، وهو حالياً في شهره الثامن، فترة أطول مما هو مخطط له بسبب احتماء المتشددين بين المدنيين ومقاومتهم الهجوم بشراك خداعية وسيارات ودراجات نارية ملغومة وقناصة وقذائف المورتر.
ويواجه المدنيون المحاصرون داخل المناطق التي ما زالت خاضعة لسيطرة تنظيم داعش في الموصل وضعاً مروعاً في ظل ندرة الغذاء والماء وانقطاع الكهرباء وخدمات طبية محدودة.
وقال بيان من خلية الإعلام الحربي «ألقت قبل قليل طائرات القوة الجوية العراقية مئات الآلاف من المنشورات على المناطق غير المحررة في مركز الجانب الأيمن للموصل تحث المواطنين على الخروج من خلال ممرات آمنة باتجاه القوات الأمنية».
وقالت منظمة أوكسفام الخيرية: «إن إسقاط المنشورات يشير إلى أن دخول القوات العراقية إلى المدينة القديمة في الموصل أصبح «وشيكاً»، وأضافت في بيان «قد يشمل هذا إعلاناً رسمياً من الجيش في الأيام القليلة القادمة».
وقالت منظمة (أنقذوا الأطفال) في بيان «نشعر بقلق عميق من أي دعوات لمغادرة غرب الموصل لأنها ستعني أن المدنيين، وخصوصاً الأطفال، في خطر كبير بأن يحاصروا وسط إطلاق النيران».
وقالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي «إن ما يصل إلى 200 ألف شخص آخرين قد يفرون من الموصل مع اقتراب القتال من المدينة القديمة».
وفر حتى الآن نحو 700 ألف من سكان الموصل، أو حوالي ثلث سكان المدينة قبل الحرب، وسعوا للاحتماء لدى أصدقاء أو أقارب أو في مخيمات للنازحين.
وفي بدايات الهجوم كان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يأمل بأن يتم «تحرير» الموصل بحلول نهاية 2016 .
وستعني استعادة السيطرة على الموصل نهاية الشطر العراقي من دولة «الخلافة» التي أعلنها زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي قبل حوالي ثلاث سنوات والتي تشمل أيضاً أجزاء من سوريا.
وأبدى قادة عسكريون عراقيون أملهم في السيطرة على جامع النوري الكبير، الذي أعلن منه البغدادي الخلافة، قبل شهر رمضان الذي يبدأ الأحد في العراق.
من جهة أخرى حذرت الأمم المتحدة، الجمعة، من أن نحو 200 ألف عراقي ربما يحاولون النزوح فى الأيام المقبلة من المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرة تنظيم داعش في الموصل.
وأعرب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون المساعدات الإنسانية ستيفن أوبراين، عن «القلق الشديد» لسلامة المدنيين الذين لا يزالون في مناطق يسيطر عليها المتطرفون، مشيراً إلى تقارير حول قيام هؤلاء بتفخيخ منازل بينما السكان في داخلها، واستهداف أطفال من قبل قناصة.
وشنت القوات العراقية عملية عسكرية كبيرة لاستعادة مدينة الموصل في أكتوبر تمكنت خلالها من استعادة الجانب الشرقي للمدينة، وتخوض حالياً معارك لاستعادة الجانب الغربي الذي لم يتبق منه سوى المدينة القديمة ذات الكثافة السكانية والمباني المتراصفة.
وتقدر الأمم المتحدة عدد النازحين من الموصل بـ760 ألف شخص، كما أنها غير متأكدة من عدد المدنيين الذين لا يزالون في المناطق الخاضعة لسيطرة المتطرفين.
والخميس، وجهت الحكومة العراقية نداء إلى المدنيين داخل المدينة القديمة والأحياء المجاورة الخاضعة للمتطرفين من أجل الرحيل وعبور الجبهة إلى أماكن تحت نفوذ السلطات، وقال أوبراين «ربما سيحاول حتى 200 ألف شخص آخرين الرحيل في الأيام المقبلة».
من جانب آخر أعلن مصدر أمني بمحافظة صلاح الدين العراقية الجمعة أن تنظيم داعش أعدم 12 شابا بتهمة التخابر مع القوات الأمنية العراقية، والانضمام إلى الحشد العشائري بمدينة الشرقاط 280كلم شمال بغداد.
وقال مصدر في قيادة شرطة صلاح الدين لوكالة الانباء الالمانية(د.ب.ا)، إن «تنفيذ الاعدام تم رمياً بالرصاص ظهر اليوم في احد الاودية بالقرب من «نهر دجلة وتركت الجثث في العراء.
يشار إلى أن تنظيم داعش لايزال يسيطر على عدد من القرى في الساحل الشرقي لمدينة الشرقاط 110كلم شمالي تكريت والذي يضم عشرات القرى.
ويشن داعش من تلك القرى هجمات شبه يومية على القوات الأمنية والمدنيين في الشرقاط والمناطق المتاخمة لمحافظتي كركوك واربيل.