
بغداد - «وكالات» : أكد قائد ميداني عراقي أن داعش يعاني تشتت دفاعاته بعد خسارته غالبية عناصره الانتحاريين، ويعول على الاحتماء بالمدنيين لإطالة أمد المعركة في آخر معاقله في الموصل.
ووفقاً لما ذكرته صحيفة «الحياة» اللندنية، أمس الخميس، أن نازحون أفادوا أن التنظيم طوق جامع النوري الكبير الذي أعلن زعيمه أبو بكر البغدادي من على منبره، استعداداً للمعركة الأخيرة.
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي، أعلن «انحسار» نطاق سيطرة التنظيم، والبدء بتنفيذ خطة لتأمين الحدود مع سوريا.
وكان الجيش تقدم عند مدينة الطب من الجهـة الشمالية لحي الشفاء المحاذي لضــفة نهر دجلة الغربية، مقابل تقدم بطيء لقوات الشرطة الاتحادية في حي الزنجيلي المجاور باتجاه منطقة البورصة، في حين ما زالت قوات جهاز مكافحة الإرهاب تحاول إكمال السيطرة على حي الصحة، من الجهة الشمالية الغربية، للإطباق على مسلحي التنظيم في آخر معقل لهم داخل المدينة القديمة.
وقال الفريق رائد جودت، قائد الشرطة الاتحادية في بيان أمس إن «داعش خسر حوالى 80 في المئة من عناصره الانتحاريين أو ما يُطلَق عليهم «الانغماسيون» وهو يعاني من قلة عددهم ما أدى إلى تشتت خلاياه وإرباكها، فتحصن بالمدنيين والأزقة الضيقة».
وأشار إلى أن «قطعاتنا تواصل تقدمها في حي الزنجيلي واستولت على العشرات من العجلات المفخخة».
وأفادت «مديرية الاستخبارات العسكرية» بأن عناصرها «ضبطوا 23 صاروخاً حرارياً محمولاً حديثة الصنع وجديدة في حي الشفاء، تستخدم ضد الدروع والآليات وتعد من الأسلحة المهمة على الكتف في المعارك».
وفي وقت أكدت تقارير ميدانية مناشدة بعض السكان المحاصرين الجيش وقف عمليات القصف، إثر سقوط ضحايا يتخذهم التنظيم كدروع بشرية.
من جهة أخرى تشهد المدن العراقية حالة من الحيطة والحذر الشديدين منذ بداية شهر رمضان المبارك خشية شن تنظيم داعش هجمات ضد المدنيين ضمن عملياته المعروفة بـ»غزوة رمضان»، فيما تتخذ القوات الأمنية إجراءات مشددة عقب الهجمات التي استهدفت بغداد والأنبار في اليومين الماضيين.
وحذرت قوات الأمن العراقية أهالي محافظة الأنبار غرب العراق من تكرار العمليات الانتحارية التي ينفذها تنظيم داعش على غرار تفجيري الكرادة وهيت في اليومين الماضيين.
وقال اللواء الركن محمد الدليمي أحد قادة الجيش العراقي في تصريح، إن» تنظيم داعش يلجأ إلى طريقته المعتادة في فترة رمضان وهي (غزوة رمضان) وتتضمن تكثيف العمليات الإرهابية بالعمليات الانتحارية والهجمات المسلحة».
وأضاف الدليمي، أن «غزوة رمضان تكون خلال الشهر الفضيل وعيد الفطر، حيث يستهدف التنظيم دوريات ومقار القوات العسكرية فضلاً عن استهداف الأسواق والمتنزهات الترفيهية والملاعب الرياضية خلال الفترة ذاتها».
وأوضح الدليمي أن «التنظيم يسعى إلى تحقيق أهداف محددة في كل غزوة رمضانية منذ فترة طويلة، وأن هدفه في الفترة ذاتها هو إبطاء عملية تحرير الموصل على يد قوات مكافحة الإرهاب التي اقتربت من إلحاق الهزيمة به».
كانت مناطق ومدن عراقية تعرضت في الفترة الأخيرة إلى هجمات وخروقات أمنية من أبرزها تفجيري الكرادة وسط بغداد، وهيت غرب البلاد اللذان خلفا عشرات القتلى والجرحى خلال اليومين الماضيين.
وحذرت قيادة شرطة محافظة الأنبار سكان المحافظة من وجود مخطط إرهابي يريد تنظيم داعش تنفيذه لاستهداف تجمعات المدنيين في مدن المحافظة.
وقال قائد شرطة الفلوجة، العقيد جمال الجميلي، إن «معلومات استخباراتية كشفت عن نية التنظيم المتطرف تنفيذ عمليات مسلحة ضد المدنيين الأبرياء في الفلوجة، واصفاً تلك العمليات بأنها انتقامية خاصة بعد انتزاع المدينة منه وتحريرها منذ نحو عام «.
وأوضح أن «القوات الأمنية عززت من تواجدها في المتنزهات العامة والمرافئ الترفيهية والمساجد منذ بداية شهر رمضان المبارك للحيلولة دون إعطاء فرصة للجماعات المسلحة لتنفيذ مخططاتها الخبيثة ضد المدنيين العزل».
وتطلق الجماعات المسلحة على العمليات الإرهابية التي تستهدف المدن العراقية بـ»غزوة رمضان» اعتقاداً منها بأن تأتي لنصرة الدين وترهيب المرتدين.
من ناحية أخرى عنف غير مسبوق ضد المدنيين المحتجزين في مناطق سيطرة تنظيم داعش مع تقدم القوات العراقية في الموصل، حيث كشف المرصد العراقي لحقوق الإنسان عن أن داعش حول حوض عين الكبريت في البلدة القديمة إلى منصة لإعدام المدنيين.
وأضاف المرصد العراقي أن التنظيم كثف عمليات الإعدام ضد الأسر التي لا تتعاون مع التنظيم أو تحاول الفرار أو يشك بتعاونها مع القوات الأمنية أو تستخدم الهواتف الجوالة.
فيما أشار مسؤولو إغاثة بالقرب مناطق التماس أن داعش يعدم عائلات بأسرها تاركا الأطفال دون معيل.
ولإخفاء آثار جرائمه يعمد داعش إلى التخلص من الجثث إما بدفنها في مقابر جماعية تكتشف تباعا في الموصل أو في إلقائها في حوض عين الكبريت الشهير في المدينة.
ووفقا للمرصد فإن داعش ألقى بجثث أكثر من 250 ضحية في العين الكبريتية إضافة إلى مواد ضارة يرغب في التخلص منها.
وأعرب شهود عيان عن اعتقادهم بأن أغلب أقارب الضحايا قد لا يتمكنوا من التعرف على جثث ذويهم التي تتعرض للتفسخ بسبب ارتفاع درجة حرارة المياه وتعرض الجثث لأشعة الشمس.