
بغداد - «وكالات» : أفادت الشرطة العراقية، أمس الأربعاء، بمقتل اثنين من عناصر الحشد العشائري وإصابة 23 آخرين في هجوم شنته عناصر تنظيم داعش الإرهابي على إحدى القرى ضمن ناحية القيارة جنوبي الموصل.
وقالت المصادر، إن «عناصر بتنظيم داعش هاجموا قرية الإمام غربي ناحية القيارة جنوبي الموصل انطلاقاً من قضاء الشرقاط شمالي محافظة صلاح الدين، وتصدت لهم قوات الحشد العشائري، مما أسفر عن مقتل اثنين من عناصر الحشد وإصابة 23 آخرين».
وأوضحت أن «المواجهات مازالت جارية بين الطرفين».
وكانت القوات العراقية، استهلت عملية «قادمون يانينوى» بتحرير قضاء القيارة من سيطرة داعش في أكتوبر الماضي.
من ناحية أخرى أكد قادة عسكريون عراقيون أن القتال يزداد ضراوة في المدينة القديمة في الموصل، في حين كثف تنظيم الدولة الإسلامية هجماته ضد القوات العراقية دفاعا عن آخر جيوبه.
وقال المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل ريان ديلون إن مسلحي التنظيم يتمركزون على مساحة كيلومتر مربع واحد، بينما تتحدث بعض المصادر عن وجود ما يقرب من خمسين ألف مدني ما يزالون محاصرين في المدينة القديمة.
وفي السياق، أشار قائد جهاز مكافحة الإرهاب العراقي الفريق الركن عبد الغني الأسدي إلى أن مقاتلي تنظيم الدولة يلجؤون بشكل متزايد للعمليات الانتحارية، وأضاف أن مئات المقاتلين المتبقين داخل المدينة القديمة يقاتلون حتى الموت.
وتوقع أن تصبح المعارك أكثر شراسة في الوقت الذي تدفع فيه القوات العراقية مقاتلي التنظيم في معاقلهم الأخيرة باتجاه نهر دجلة، وقال الأسدي إن القوات العراقية المتوغلة في المدينة القديمة باتت على مسافة 250 مترا فقط من الضفة الغربية لنهر دجلة.
وتوقع قادة عسكريون عراقيون وآخرون من التحالف الدولي استعادة الموصل برمتها خلال بضعة أيام، لكنهم توقعوا في المقابل معارك أشد مع ما يقرب من ثلاثمئة من مسلحي تنظيم الدولة.
وقال قادة ميدانيون إن مواجهات مباشرة تدور في المدينة القديمة، حيث لا تفصل بين الطرفين في بعض الأحيان سوى بضعة أمتار، وأضافوا أن التنظيم شن في الأيام القليلة الماضية سلسلة هجمات انتحارية، مشيرين إلى أن سبعة من المنفذين كانوا نساء.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول الثلاثاء عن ضابط في الشرطة الاتحادية العراقية أن 23 من عناصرها -بينهم ثلاثة ضباط- قتلوا في اليومين الماضيين خلال مواجهات في منطقتي باب الطوب وباب السراي بالمدينة القديمة.
وفي المقابل، قال ضابط في قوات الرد السريع العراقية إن القوات المشتركة قتلت خلال أسبوعين 93 من مسلحي تنظيم الدولة، واعتقلت 122 آخرين. من جهته، ذكر قائد عمليات «قادمون يا نينوى» عبد الأمير يار الله إن قواته سيطرت الثلاثاء على عدة مواقع في منطقة باب الطوب.
ونظمت القوات العراقية في الأيام القليلة الماضية استعراضات احتفالية في بعض مناطق الموصل، استعدادا لإعلان الانتصار على تنظيم الدولة، وهنأ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الثلاثاء قواته على ما وصفه بانتصارها العظيم في الموصل، وقال إنه أصدر تعليمات بإعادة إعمار المناطق التي تمت استعادتها بالمدينة.
في الأثناء، قال نازحون فارون من مناطق القتال في المدينة القديمة بالموصل إن القصف الجوي والمدفعي على مناطقهم كان سببا رئيسيا لخروجهم من منازلهم التي تعرض عدد كبير منها للتدمير.
وقالت مصادر إن المدينة القديمة للموصل تعرضت خلال مواجهات الأيام الماضية لدمار كبير بسبب القصف وشدة المواجهات؛ مما تسبب في تهدم أحياء، ومقتل عائلات بكامل أفرادها تحت الركام. ورغم تمكن القوات العراقية من استعادة معظم المنطقة، فإن العديد من العائلات ما زالت محاصرة في منازلها.
من جانب آخر هنأ رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، الثلاثاء، الشعب العراقي بمناسبة الانتصار على تنظيم داعش في الموصل.
وقال العبادي للصحفيين في مقر الحكومة العراقية «أبارك لكل العراقيين الانتصارات المتحققة على داعش في الموصل بعد أن نجحنا في إفشال مخططات داعش وأثبت أهل الموصل أنهم مع دولتهم وليس مع الإرهاب».
وأضاف «كل مايثار عن حل الحشد الشعبي أو إضعافه مجرد أكاذيب وعمل مخابراتي دولي ونحن حريصون على إبعاد القوات الأمنية بكل صنوفها عن العمل السياسي ونحذر من محاولات شق الصف الوطني بعد تحقيق الانتصارات وأن إثارة الخلافات في هذا الوقت لا تصب إلا في خدمة داعش».
ودعا العبادي «المجتمع الدولي إلى المشاركة في إعمار ما دمره داعش ونطمح إلى تحويل العراق إلى نقطة التقاء إقليمي ودولي».
وقال «إن أي مطالبة لقتال داعش خارج الحدود العراقية تعد غير دستورية».
وذكر أن الحكومة العراقية عبرت عن «رفضها لأي مؤتمر سياسي يعقد خارج العراق برعاية مخابرات أجنبية».