
بغداد - «وكالات» : انطلقت أمس السبت جولة من المفاوضات بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان، لحسم موضوع المناطق المتنازع عليها في مناطق شمال وشمال غربي مدينة الموصل 400 كيلومتر شمالي بغداد.
وقالت مصادر أمنية وعسكرية في محافظة نينوى إن «مفاوضات جديدة ستنطلق بعد منتصف نهار السبت، في قيادة عمليات نينوى بمدينة الموصل شمالي العراق، وسيحضر طرفا النزاع من الجانب العراقي والكردي على طاولة واحدة لمناقشة آخر المستجدات، وما تم التوصل إليه».
وأضافت أن الوفد العراقي يترأسه رئيس أركان الجيش، عثمان الغانمي، الذي سيصل إلى الموصل، في حين يترأس الوفد الكردي نجل رئيس إقليم كردستان مسرور بارزاني، بحضور طرف أمريكي».
وأشارت إلى وجود «بعض المستجدات التي تشير إلى التوصول لاتفاق بين الطرفين، وأن قوات البشمركة ستبدأ الانسحاب من هذه المناطق، وتسليمها للقوات الاتحادية».
وبينت أن الاكراد «ربما يوافقون على تسليم معبر فيشخابور شمال غربي الموصل، المثلث الحدودي بين العرق وسوريا، لكنهم يسعون إلى أن تكون إدارته مشتركة بين الإقليم، والحكومة الاتحادية، الأمر الذي ربما ترفضه الأخيرة ، لكن في النهاية ستنسحب البيشمركة من هذه المناطق».
من ناحية أخرى عثرت القوات العراقية على مقبرة جماعية تضم رفات ما لا يقل عن 50 من ضحايا تنظيم داعش في قضاء الحويجة شمالي العراق، حسبما ذكر أمس السبت مصدر عسكري.
وأعلنت القيادة العامة للعمليات المشتركة في بيان العثور على المقبرة الجماعية التي تضم رفات عشرات من عناصر الجيش والشرطة العراقية الليلة الماضية في الحويجة جنوب غربي محافظة كركوك.
وأوضح البيان أن الضحايا «تعرضوا للاغتيال بواسطة داعش في قرية البكارة في الحويجة».
وأضافت القيادة أنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية لفتح المقبرة وفحص جميع الرفات الموجودة داخلها.
يذكر أن القوات العراقية المشتركة مدعومة بالتحالف الدولي قد تمكنت مطلع الشهر الجاري من استعادة السيطرة على قضاء الحويجة، الذي كان آخر معقل للجهاديين شمالي العراق.
وخلال العملية الهجومية ضد داعش، عثرت القوات العراقية على العديد من المقابر الجماعية بينها واحدة كانت تضم نحو 500 جثمان في أحد السجون على بعد نحو 25 كلم غربي الموصل شمالي العراق.
من جهة أخرى قصفت طائرات حربية عراقية من طراز إف 16 مواقع لداعش في منطقتي القائم وراوة، في أقصى غرب البلاد.
وقالت خلية الإعلام الحربي في قيادة العمليات المشتركة، في بيان صحافي اليوم السبت، إن «طائرات F16 العراقية وجهت ثماني ضربات جوية في قضائي راوة والقائم غرب الأنبار، أسفرت عن تدمير مخزن للعتاد، ومقرين تابعين لعصابات داعش الإرهابي، وأربعة أوكار للتنظيم».
وذكر البيان «استهدف القصف مقر تجمع عناصر داعش، وتدمير مستودع متفجرات، وإعطاب كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد ومواد التفجير، وقتل عشرات الإرهابين داخلها».
ودخلت العمليات العسكرية في الأنبار لطرد داعش من منطقتي القائم وراوة يومها الثالث، وسط تقدم ملموس للقوات العراقية في مساحة تغطي غالبيتها صحراء قاحلة، هي امتداد للحدود العراقية -السورية.
من جهة أخرى أعلن مصدر عسكري عراقي الجمعة مقتل 13 من عناصر داعش وتحرير قريتين في ناحية العبيدي التابعة لمدينة القائم 500 كلم غرب بغداد.
وقال المصدر إن «القوات العسكرية اقتحمت مساء أمس قريتي نهية وابو سعدة في ناحية العبيدي 70 كلم شرق مدينة القائم عقب اشتباكات مسلحة دارت مع عناصر تنظيم داعش».
وأضاف المصدر أن «القوات العسكرية العراقية قامت بقتل 13 عنصراً من داعش، والاستيلاء على أربع عجلات تابعة للتنظيم، فيما قتل جندي عراقي وأصيب ثلاثة آخرون بجروح».
وأوضح المصدر أن «عناصر التنظيم انسحبوا من القريتين الى داخل مدينة القائم المحاذية للحدود مع سوريا».
وأشار إلى أن القوات العراقية شرعت بتفتيش الطرق والمنازل وتطهيرها من العبوات الناسفة التي زرعها تنظيم داعش.
من جانب آخر أعلن مصدر أمني عراقي أمس السبت مقتل ثلاثة انتحاريين من تنظيم داعش وعنصر من الحشد التركماني، بهجوم شنه عناصر التنظيم على إحدى القرى جنوب قضاء طوز خورماتو 170/كم شمال بغداد.
وقال المصدر إن «ثلاثة انتحاريين من تنظيم داعش وعنصر من الحشد التركماني قتلوا صباح اليوم في هجوم لمقاتلي داعش على قرية براوجلي بالقرب من ناحية امرلي 20كم جنوبي قضاء طوزخورماتو».
وأضاف أن «الانتحاريين الثلاثة حاولوا التسلل إلى القرية ذات الأغلبية التركمانية، لكن القوات الأمنية تمكنت من اكتشافهم، وحصلت مواجهة بين الطرفين، أسفرت عن مصرعهم قبل وصولهم إلى أهدافهم المتمثلة بنقاط للقوات الأمنية، ومقتل أحد عناصر الحشد، موضحاً أن «الانتحاريين قدموا من محافظة ديالى».
ويعد الهجوم، هو الثاني من نوعه خلال الأسبوع الحالي، وغالباً ما تحصل عمليات تسلل لمقاتلي داعش من محافظة ديالى المجاورة إلى مناطق محافظة صلاح الدين الشرقية.
من جهة أخرى كشفت منظمة الأمم المتحدة أن أكثر من 175 ألف عراقي نزحوا من محافظات أربيل ونينوى ودهوك، إثر المعارك الدائرة بين القوات الحكومية والوحدات الكردية.
وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق: «أعداد النازحين الذين هربوا من محافظات أربيل ونينوى ودهوك في شمال العراق، بسبب الاشتباكات الدائرة هناك، بلغ حاليا أكثر من 175 ألف شخص»، وذلك حسبما أورد موقع قناة «روسيا اليوم».
وتابع «عمال الإغاثة يقومون بمراقبة الوضع عن كثب تحسباً لنزوح المزيد من السكان بسبب الاشتباكات في مناطق أخرى من البلاد».
وتصاعدت حدة التوتر بين بغداد وأربيل عقب إجراء إقليم كردستان العراق استفتاء الانفصال في الـ25 سبتمبر الماضي، الذي تؤكد الحكومة العراقية عدم دستوريته، وترفض العمل بنتائجه.
وعرضت حكومة الإقليم قبل أيام تجميد نتائج الاستفتاء ووقف العمليات العسكرية لبدء الحوار.
وفرضت القوات العراقية، خلال حملة أمنية في منتصف أكتوبر الحالي، السيطرة على غالبية المناطق المتنازع عليها بين الجانبين، وأبرزها كركوك.
من جانبه، أصدر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمراً بإيقاف تحرك القوات العسكرية في الأراضي المتنازع عليها مع إقليم كردستان لمدة 24 ساعة.
وقال مكتب العبادي في بيان إن الأمر جاء «لفسح المجال أمام فريق فني مشترك بين القوات الاتحادية وقوات الإقليم للعمل على الأرض لنشر القوات العراقية الاتحادية في جميع المناطق المتنازع عليها وكذلك في (معبر) فيشخابور والحدود الدولية فوراً».