
عواصم - «وكالات» : تواصلت لليوم الثاني على التوالي، المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، على الخط الفاصل شرق قطاع غزة، تنديداً بالقرار الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وذكرت مصادر محلية، أن المواجهات تتركز حالياً قرب المقبرة الشرقية شرق غزة، وقرب حاجز بيت حانون «ايرز» شمال القطاع، وشرق البريج وسط القطاع، وشرقي خان يونس جنوب القطاع.
وأسفرت المواجهات حتى اللحظة عن إصابة طالب شرق خان يونس.
كما أعلنت مصادر طبية فلسطينية أن 12 فلسطينياً أصيبوا بالرصاص المطاطي والاختناق بقنابل الغاز خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي على المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة احتجاجاً على قرار ترامب حول القدس.
وقالت مصادر في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن بين الإصابات اثنتان بالرصاص المطاطي و10 بالاختناق بقنابل الغاز خلال المواجهات على مدخل مدينة بيت لحم الشمالي والمتواصلة منذ يوم الخميس الماضي، احتجاجاً على إعلان ترامب القدس عاصمة لدولة الاحتلال.
واندلعت مواجهات مماثلة ظهر اليوم السبت، على المدخل الغربي لمدينة طولكرم في أعقاب خروج تظاهرة شبابية تجاه حاجز لقوات الاحتلال الإسرائيلي.
من جهة أخرى أصيب 9 صحفيين فلسطينيين خلال تغطيتهم للمواجهات العنيفة التي دارت بين مواطنين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، احتجاجاً على قرار ترامب حول القدس، اثنين منهم أصيبوا برصاصات معدنية مباشرة في الرأس.
وأصيب مصور وكالة «رامسات» محمد فوزي، برصاصة معدنية في الرأس خلال مواجهات عنيفة دارت في بلدة كفر قدوم شمال الضفة الغربية المحتلة، فيما أصيب الصحفي عادل أبو نعمة خلال مواجهات دارت على مدخل مدينة أريحا.
فيما كان النصيب الأكبر من الإصابات خلال المواجهات التي دارت على مدخل مدينة البيرة الشمالي وسط الضفة الغربية المحتلة، حيث أصيب مراسل تلفزيون فلسطين علي دار علي، بالرصاص المعدني في الرأس وكل من مراسل تلفزيون فلسطين اليوم جهاد بركات، ومراسل الغد ضياء حوشية، والصحفيتان يارا العملة ومنى العمري، والمصور ربيع منصور ومراسل وكالة معاً فراس طنينة بالاختناق.
من جانب اخر قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس أمس السبت، إن «شرارة انتفاضة القدس انطلقت أمس الجمعة وستتواصل حتى تحقيق أهدافها بحرية القدس»، مُحمّلة الاحتلال تداعيات التصعيد في قطاع غزة.
وأضاف المتحدث باسم الحركة حازم قاسم في تصريح صحفي لوكالة «صفا» الفلسطينية، أن «الجريمة الإسرائيلية ضد المتظاهرين وقصف الاحتلال لقطاع غزة، تأتي في سياق جرائمه المتواصلة ضد شعبنا، وتشترك الإدارة الأمريكية في هذه الجريمة لأنها هي من تعطي إسرائيل الغطاء لهذه الجرائم».
وذكر قاسم أن «انتفاض الشعب الفلسطيني بالأمس واليوم ضد العدوان على المدينة المقدسة، يؤكد أن الشعب الفلسطيني مستعد لأن يفدي القدس بدمائه وأشلائه ولن يستسلم في مواجهته مع الاحتلال».
من جهة أخرى واصلت طائرات من سلاح الجو فجر أمس السبت غاراتها على مواقع عسكرية حمساوية في قطاع غزة.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلي أن ضرب هذه المواقع جاء رداً على قيام عناصر إرهابية بإطلاق قذائف صاروخية باتجاه الأراضي الإسرائيلية مساء أمس الجمعة، ونقلت هيئة البث عن مصادر في القطاع قولها إن الغارات الجوية أوقعت حوالي 20 جريحاً، بينهم طفل رضيع أصيب بجروح بالغة.
واستهدفت مقاتلات تابعة لسلاح الجو أمس موقعين في قطاع غزة رداً على إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وقال الناطق بلسان جيش الدفاع أن الهدفين هما قاعدة للتدريب ومخزن للوسائل القتالية تابعان لحماس.
وأكد جيش الدفاع في بيان أصدره أنه يرى في حماس الجهة المسؤولة الوحيدة عما يجري في القطاع، وقالت مصادر فلسطينية إن المدفعية الإسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً شرقي بلدة بيت حانون شمال القطاع، ولم يبلغ عن وقوع إصابات.
وكان قد تم إطلاق من قطاع غزة باتجاه جنوب البلاد مساء أمس قذائف صاروخية دون وقوع إصابات أو أضرار، واعترضت منظومة القبة الحديدة قذيفة واحدة على الأقل في أجواء أحد التجمعات السكنية المحيطة بالقطاع، وسقطت 5 قذائف أخرى داخل القطاع.
وقالت هيئة البث الإسرائيلي أن ألوية الناصر صلاح الدين الذراع العسكري للجان المقاومة الشعبية أعلنت مسؤوليتها عن إطلاق القذائف.
من ناحية أخرى تظاهر المئات من أبناء الجالية الفلسطينية والجاليات العربية والإسلامية وجمعية شمعة أمل والجمعيات والمؤسسات الفلسطينية في مسيرة دعت لها التجمعات الفلسطينية، ووقفة غضب أمام سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالدنمارك، ضد قرارها الاعتراف بالقدس «عاصمة لإسرائيل».
واحتشد المئات من أبناء الجالية والمتضامنين الدنماركيين والعرب، رافعين أعلام دولة فلسطين ومرددين الشعارات المنددة بسياسة الولايات المتحدة، رافعين اليافطات لنصرة القدس وسط غضب على هذه السياسة، مؤكدين أن القدس عاصمة دولة فلسطين.
وأكد المشاركون في المسيرات أن القدس عاصمة دولة فلسطين، وفقاً لوكالة «صفا» الفلسطينية.
وقالت جمعية شمعة أمل: «جماهير شعبنا الصامد لم ولن ننتظر من ترامب أو نتنياهو اعترافاً بحقوقنا الوطنية المشروعة التي أقرتها الشرعية الدولية في العودة وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».
وأضافت أن «فلسطين التاريخية من رأس الناقورة حتى أم الرشراش ومن البحر إلى النهر حقوقنا لن نتنازل عنها ولا ننتظر من عدونا منحة أو هبه ليعيش شعبنا على هامش التاريخ».
كما احتج مئات الأشخاص في برلين أمس الجمعة ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وردد المتظاهرون الهتافات ولوحوا بالأعلام خارج السفارة الأمريكية التى سدت الشرطة الطريق إليها بالحواجز والشاحنات الصغيرة وسط وجود أمنى كثيف، وقامت الشرطة بتفريق المظاهرة بشكل سلمي في حوالي الساعة 17:00 بتوقيت غرينتش وقالت إنها اعتقلت عدة أشخاص.
من جانب اخر انتقدت كوريا الشمالية اليوم السبت قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها.
ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية عن متحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الكورية الشمالية قوله، إن «قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، يستحق غضباً دولياً».
وأضافت الوكالة أن «قرار الرئيس الأمريكي ترامب بالاعتراف بالقدس، عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية هناك يستحق بشكل كبير إدانة دولية ورفضاً، حيث أنه يعتبر تحدياً صريحاً، وإهانة للشرعية الدولية وللإرادة الجماعية للمجتمع الدولي».
وذكرت كوريا الشمالية أن القرار الأمريكي ليس مفاجئاً، بالنظر إلى ما يفعله ترامب، مضيفة أن الدول في مختلف أنحاء العالم ستعرف الألوان الحقيقة لأمريكا، وتابعت الوكالة أن «هذا القرار الأمريكي ليس مفاجئاً، حيث أنه جاء من شخص مصاب بالخرف، كان يصرخ لتدمير كامل لدولة سيادية، في منتدى مقدس للأمم المتحدة».
وأضافت: «يتعين أن تتحمل أمريكا المسؤولية الكاملة لجميع عواقب التوترات وعدم الاستقرار، التي ستتبع ذلك في منطقة الشرق الأوسط، بسبب عملها المتهور والمستبد».
وأكدت كوريا الشمالية أن قضية القدس يتعين أن يتم تسويتها بشكل عادل من خلال استعادة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وقالت الوكالة «إننا، انطلاقاً من أفكارنا الخارجية للاستقلال والسلام والصداقة، ندين بقوة العمل الأمريكي تلك المرة، ونعرب عن دعمنا الراسخ وتضامننا مع الفلسطينيين وجميع الشعوب العربية، في قضيتهم العادلة لاستعادة حقوقهم الشرعية».