
القاهرة - «وكالات» : أعلن الجيش المصري مساء الإثنين، أن جهات التحقيق ستتخذ إجراءات بحق رئيس الأركان السابق سامي عنان المرشح المستبعد من الانتخابات الرئاسية، وأحد المقربين منه إثر تصريحات للأخير حول وثائق «تدين الدولة وقياداتها».
وكان هشام جنينة الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات، أجرى مقابلة مع صحيفة «هافبوست» الأمريكية نشر الإثنين.
وقال جنينة إن «الفريق سامي عنان يمتلك وثائق وأدلة على جميع الأحداث الكبرى بالبلاد، وتلك الوثائق ليست موجودة داخل مصر، فقد قام عنان بإخراجها» من البلاد.
وأفاد بيان نشره المتحدث باسم الجيش تامر الرفاعي على صفحته الرسمية في فيس بوك أن تصريحات «المدعو هشام جنينة، وما تشكله من جرائم تستهدف إثارة الشكوك حول الدولة ومؤسساتها في الوقت الذي تخوض فيه القوات المسلحة معركة الوطن في سيناء لإجتثاث جذور الإرهاب».
وتابع أن «القوات المسلحة ستستخدم كافة الحقوق التي يكفلها لها الدستور والقانون في حماية الأمن القومي والحفاظ على شرفها وعزتها وإنها ستحيل الأمر الى جهات التحقيق المختصة لإتخاذ الإجراءات القانونية».
وكانت قيادة الجيش اتهمت رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق المستدعى بمخالفة القانون وارتكاب جرائم تستدعي مثوله أمام جهات التحقيق مما أقصاه من سباق انتخابات الرئاسة التي ستجري في مارس المقبل.
من جانب اخر قال الجيش المصري في بيان بثه التلفزيون الرسمي أمس الثلاثاء، إن قوات الأمن قتلت 10 متشددين في تبادل لإطلاق النار وقبضت على 400 مشتبه به، بينهم أجانب، في إطار حملة مستمرة في سيناء.
وأعلن الجيش «القضاء علي خلية إرهابية شديدة الخطورة مكونة من عشرة تكفيريين أثناء الاختباء بأحد المنازل بنطاق مدينة العريش بعد تبادل لإطلاق النار مع قوات المداهمة، وضبط كميات من الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة التي كانت بحوزتهم».
وأضاف البيان أنه «قبض على 400 فرد من العناصر الإجرامية والمشتبه بهم، منهم جنسيات أجنبية، واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم».
وكان المتحدث العسكري أفاد بأن مصر شرعت في عملية أمنية كبرى يوم الجمعة الماضي بمشاركة قوات من الجيش والشرطة ضد «العناصر الإرهابية والإجرامية».
وأمر الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يسعى للفوز بفترة ثانية في انتخابات مارس، القوات المسلحة في نوفمبر بهزيمة المتشددين خلال ثلاثة أشهر بعد هجوم على مسجد قُتل فيه أكثر من 300 شخص، في أعنف هجوم من نوعه تشهده مصر.
من جهة أخرى أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أن فيديو «حماة الشريعة» لما يسمى تنظيم داعش الإرهابي، دليل دامغ على أن داعش والإخوان وجهان لعملة واحدة.
وأضاف المرصد، في بيان، أن «ما يسمى تنظيم داعش سيناء الإرهابي نشر إصداراً جديداً بعنوان حماة الشريعة يتناول تحذير التنظيم من المشاركة في الانتخابات الرئاسية المُزمع عقدها في نهاية مارس المقبل، مع إفراد مساحة لرثاء عمر إبراهيم الديب، أحد أعضاء التنظيم في سيناء، ونجل القيادي الإخواني الهارب في ماليزيا إبراهيم الديب، والذي قُتل في مواجهة مع قوات الأمن المصرية سبتمبر الماضي، إضافةً إلى تأكيد التنظيم قتل كل من يتعاون مع أجهزة الدولة المصرية، متوعداً بدحر القوات المشاركة في العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018».
وقال مرصد الفتاوى التكفيرية لدار الإفتاء المصرية: «رغم التأكيد الدائم والمتواصل لجماعة الإخوان في مختلف المحافل المحلية والدولية بالتزامهم السلمية وبُعدهم عن العنف والتكفير والغلو، ومتاجرتهم بقضية الإخواني الداعشي عمر إبراهيم الديب ابن القيادي الإخواني إبراهيم الديب، باعتباره شاباً مصرياً تمت تصفيته ظلماً من قبل الدولة المصرية، فإن هذا الإصدار أثبت انضمامه بالفعل إلى تنظيم داعش ومبايعته لخليفتهم أبي بكر البغدادي وتكليفه بمهام تخريبية وإرهابية في سيناء والقاهرة».
وأوضح البيان أن «قوات الأمن والجيش المصري تصدت له واستطاعت قتله بعد تبادل لإطلاق النار مع الخلية التي كان يتبعها عمر ما فجر سيلاً من الإدعاءات الإخوانية بأنه مختطف من قبل قوات الأمن وتمت تصفيته بدم بارد، فجاء الإصدار المرئي حماة الشريعة، ليدحض تلك الاتهامات الإخوانية ويثبت أن الإخوان وداعش وجهان لعملة واحدة، وأن كلاً منهما يصب في مصلحة الآخر ويدعمه ويقويه».
من جانب اخر كشفت مصادر أمنية، عن الدوافع الأساسية للحملة العسكرية للقوات المسلحة المصرية، التي أطلقت عليها العملية الشاملة ضد الإرهاب «سيناء 2018»، وتم تنفيذها في شمال ووسط سيناء، وفقاً لما أعلن عنه المتحدث العسكري للقوات المسلحة، بأنها خطة وضعت لمجابهة للعناصر الإرهابية والتكفيرية المسلحة في سيناء ومناطق بدلتا مصر، والظهير الصحراوي غرب وادي النيل.
وأشارت المصادر الأمنية، إلى أن العملية العسكرية الشاملة، تم تنفيذها لعدة أسباب رئيسية، أولها: انهيار تنظيم «داعش»، الإرهابي في سوريا والعراق، وانحصاره في مناطق صغيرة يسهل السيطرة عليها ودحره فيها، وفرار العديد من عناصره وعودتهم إلى مناطقهم الأصلية، واتجها بعضهم إلى سيناء للمكوث فيها وتنفيذ العديد من العمليات الإرهابية المسلحة ضد الدولة المصرية، ومؤسساتها الحيوية والسيادية.
وأوضحت المصادر أمنية، أن ثاني تلك الاسباب، هو أن تنظيم «داعش»،الإرهابي، نشر عدة تهديدات خلال الفترة الماضية، من شأنها تحفيذ عناصره وذئابه المنفردة على استهداف رجال قوات الجيش والشرطة المصرية، وتحديدا في سيناء، لافتة إلى أن التنظيم الإرهابي سيعمد إلى استهداف منشآت الجيش والشرطة، في إشارة منه إلى أنه سيواصل هجومه على مثل تلك الأهداف.
وأكدت المصادر، أن السبب الثالث، هو أن الأجهزة الأمنية رصدت تحركات لعناصر داعشية تابعة لجماعة «جند الخلافة» المتمركزة داخل نطاق القاهرة الكبرى، لتنفيذ العديد من العمليات الإرهابية في قلب القاهرة، حيث كشفت عن تحذير أطلقه ما يسمى بـ»أمير جنود الخلافة في مصر»، للعناصر الإرهابية المتواجدة في مصر والذئاب المنفردة بتنفيذ عمليات مسلحة من خلال استهداف التجماعات الكبيرة وعلى رأسها تجمعات لقوات الجيش والشرطة المصرية، والمؤسسات القبطية، والمصالح الحكومية، وخاصة المصالح الاقتصادية الحيوية، بالإضافة إلى استهداف سفارات الدول الغربية، وأن العناصر الإرهابية ترى أن هذه الأهداف هي مشروعة لها، ويسعون إلى ضربها في أي وقت.
وأضافت المصادر، أن المجموعات التي تلقت المعلومات بتنفيذ العمليات الإرهابية في قلب القاهرة تأتي بالتزامن مع اجراء الانتخابات الرئاسية المقرر إقامتها أيام 26، 27، 28 مارس المقبل، منوهة أن ما يسمى بـ»أمير جنود الخلافة في مصر»، طالب من عناصره أخذ الحيطة والحذر وضرورة الابتعاد بسرعة عند تنفيذ العمليات الإرهابية.
وأفادت المصادر، أن السبب الرابع للحملة العسكرية للجيش المصري، هو التعاون المطلق بين تنظيم داعش «أنصار بيت المقدس»، في سيناء، وعناصر غزاوية تابعة لتيار السلفية الجهادية، وأعلنهم بشكل رسمي انهم فرع لتنظيم «داعش» داخل عزة، تحت مسمى «النصرة المقدسية للدولة الإسلامية»، ويحملون نفس الفكر التكفيري المتطرف.
وأشارت المصادر إلى أن السلفية الجهادية، في غزة ساندت ولفترة طويلة دواعش سيناء، حيث استغل التنظيم الإرهابي حصار غزة للضغط على حكومة حماس وابتزازها لمنعها من البطش بأعضاء التنظيم الإرهابي في غزة وتخفيف حملات الاعتقال بحق أعضاء السلفية الجهادية، وأفرجت عن عدد كبير من المعتقلين غير المتورطين فى أحداث عنف، لافتةً إلى أن خروج المنشقين على حماس والذين انتمى منهم للجماعات السلفية الجهادية وتعاونهم معها سواء في غزة وسيناء، أوجد صلات وثيقة بين هذه التنظيمات.
وأوضحت المصادر، أن السبب الخامس للحملة العسكرية، هو الحفاظ على الحدود المصرية المشتركة، وخاصة الغربية، نظراً لتمركز تنظيم «القاعدة» هناك ورصد لتحركاته في الأونة الأخيرة، حيث كشفت المصادر عن وجود تحركات لدى تنظيم القاعدة الإرهابي، واستعداده المكثف للعودة والظهور من جديد، ووفقا للتقرير الذي رفع إلى مجلس الأمن الدولي، أن تنظيم القاعدة لا يزال صامداً بشكل ملفت، ويشكل خطراً أكبر من خطر تنظيم داعش الإرهابي، في بعض المناطق، لافتاً إلى أن المجموعات المرتبطة بالقاعدة في غرب أفريقيا وفي جنوب آسيا تشكل خطورة أكبر من مسلحي داعش الغير القادرين حالياً على فرض أنفسهم في موقع قوة في الوقت الحالي.
ونوهت المصادر، عن قيام قيادات معسكر «مجلس شورى المجاهدين»، التابع لتنظيم «القاعدة» اعتماد عمر رفاعي سرور، المكنى بـ»أبو عبدالله المصري»، مرجعاً شرعياً لتنظيم القاعدة خلال الأيام الماضية، مشيرةً إلى أن عمر رفاعي سرور أفتى بمحاربة وتدمير مؤسسات الدولة المصرية، وأنه شريك أساسي للإرهابي هشام عشماوي، ضابط الجيش المفصول، في تأسيس تنظيم «المرابطون»، التابع لتنظيم القاعدة.