
عواصم - «وكالات» : أكد رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون، ضرورة مكافحة «أسباب نشوء الفكر الإرهابي»، خلال زيارة إلى العاصمة العراقية تستمر 24 ساعة، وهي الأولى تاريخياً لرئيس لبناني، حسب نظيره العراقي فؤاد معصوم.
وتميزت الزيارة باحتفال صغير أقامه الرئيس العراقي بمناسبة عيد ميلاد الرئيس اللبناني، قطعا خلالها كعكة تحمل ألوان علمي البلدين.
وقال عون في مؤتمر صحافي مشترك بعد لقائه معصوم: «أجرينا محادثات بناءة تعكس روابط الأخوة والتاريخ بين بلدينا وشعبينا».
وأضاف عون: «أغتنم هذه المناسبة لأوجه تحية إلى الشعب العراقي على صموده وصبره وقوة عزيمته في مواجهة المحن، والظروف الأليمة التي عانى منها، وعلى رأسها الإرهاب».
وتابع: «كانت لدينا في لبنان معاناة مماثلة من قوى الظلام التي ربضت على حدودنا الشرقية، فكان القرار بمواجهتها حتمياً، ونجحنا في الانتصار عليها في معركة مشرفة في خريف العام الماضي»، بعدما تمكن الجيش اللبناني من طرد داعش وجبهة النصرة من منطقة عرسال على الحدود مع سوريا.
وشدد الرئيس اللبناني على «ضرورة بذل جهود عربية ودولية مشتركة لمكافحة الإرهاب بطريقة فعالة ونهائية، ترتكز ليس فقط على القضاء على الإرهابيين بل أيضاً على مكافحة الأسباب والعوامل المسهِّلة لنشوء الفكر الإرهابي وتنظيماته».
وتطرق عون إلى «التهديدات الإسرائيلية التي يتعرض لها بلدنا، والتي ارتفعت حدتها بوتيرة متسارعة في الفترة الأخيرة، وشرحت له، أي معصوم، موقف لبنان الموحد والصارم إزاء هذه التهديدات والاستفزازات المرافقة لها».
ويسود توتر حاد بين إسرائيل من جهة وسوريا ولبنان من جهة أخرى، إثر إسقاط سوريا طائرة مقاتلة إسرائيلية بعد قصفها مواقع داخل الأراضي السورية، إضافةً إلى التجاذبات بين لبنان وإسرائيل على خلفية النفط في المياه الإقليمية.
من جانبه، أكد معصوم أنه بعد «تغيير النظام في العراق، بدأنا نبحث عن نموذج لتوازن المكونات، ووجدنا النموذج اللبناني».
وبعد ذلك، التقى عون رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وعقدا مؤتمراً صحافياً أكد فيه الأخير تطرقهما إلى «تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين في مجالات الاقتصاد والتجارة والإعمار».
وقبل تلبية دعوة العبادي إلى مأدبة عشاء، أكد عون «استعداد الشركات اللبنانية بما تملكه من خبرات واسعة، والمستثمرين اللبنانيين، للمساهمة في ورشة البناء وإعادة الإعمار» في العراق.
وعاش العراق عزلةً دوليةً بعد اجتياح الكويت في 1990.
وزار الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل، 1982و1988 بغداد، بصفة غير رسمية، للعب دور وساطة بهدف منع الغزو الأمريكي للعراق في 2003.
وزار عون الثلاثاء، كنيسة سيدة النجاة التي كانت في 31 أكتوبر 2010، مسرحاً لاعتداء دام قرب منطقة التسوق الرئيسية في بغداد، أودى بنحو 50 مصلياً معظمهم من النساء والأطفال.
وكان الاعتداء الذي تبناه تنظيم القاعدة، الأكثر دموية ضد المسيحيين منذ الاجتياح الأمريكي في 2003، وأثار صدمة في المجتمع الدولي ودفع بالمسيحيين العراقيين إلى الهجرة فراراً من العنف في بلادهم.
ورحب رئيس أساقفة بغداد والبصرة والخليج للسريان الكاثوليك، المطران أفرام يوسف عبا، في كلمة بالرئيس عون، شكر خلالها لبنان على ترحيبه بالعراقيين الذين لجأوا إليه بسبب الظروف القاسية والعنف الطائفي والحرب ضد الإرهاب.
بدوره، قال المتحدث باسم أبرشية بغداد للسريان الكاثوليك بيوس قاشا، إن «زيارة الرئيس اللبناني زيارة حب ومحبة للعراق الجريح، وجود لبنان برئيسه في العراق علامة على حب أرزة لبنان لنخلة العراق».
ومن المقرر أيضاً أن يلتقي الرئيس اللبناني الذي سيقضي الليلة في بغداد، رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، ونائب رئيس الجمهورية إياد علاوي، كما سيعقد مؤتمراً صحافياً في ختام جولته.
من ناحية أخرى كشفت السلطات الأمريكية في وقت سابق من هذا الشهر، أن الميليشيات الموالية لإيران في العراق، ومن بينها حزب الله اللبناني، حصلت على ما لا يقل عن تسع دبابات أمريكية الصنع بتكنولوجيا متطورة من طراز «ام - 1» في بداية 2015. ويقول البنتاغون إن هناك محاولات لاستعادة هذه الدبابات، إلا أن الضرر حدث بالفعل، بعد أن استخدمتها الميليشيات ضد حلفاء واشنطن، الأكراد.
وقال متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق وسوريا، لصحيفة «ديلى بيست» الثلاثاء: «إننا ندرك أن جميع عتاد الدفاع الذي تقدمه الولايات المتحدة للحلفاء ليس تحت سيطرة المستلم المقصود».
وأضاف أن الولايات المتحدة تواصل العمل مع حكومة العراق لضمان أن تكون كافة الأسلحة الدفاعية سُلمت للحلفاء»، مشيراً إلى أن «الجيش العراقي استعاد عدداً من الدبابات».
وتعد «أبرامز إم- 1» التي يبلغ وزنها 70 طناً، وهي أكبر خزان في ترسانات الجيش الأمريكي والبحرية ودعامة الجيوش الخاصة لحلفاء الولايات المتحدة، من أكثر الدبابات قوةً وصلابة في العالم.
وتُزود الدبابة المصممة لأربعة ركاب، بمدفع عيار 120 ملم، ودروع سميكة، ومحرك يمكن أن يدفعها بسرعة 40 ميلاً في الساعة، حسب الصحيفة.
وتقول الصحيفة، إن العراق اشترى 140 دبابات من طراز «ام -1» من الولايات المتحدة في 2008، لإعادة بناء الكتائب المدرعة التي دمرتها القوات الأمريكية أثناء غزوها للعراق عام 2003، وتصل تكلفة الواحدة إلى حوالي 4.3 ملايين دولار.
وفي عام 2014، استخدمت القوات العراقية دبابات «إم –1»، في حربها ضد تنظيم داعش الإرهابي، الذي فرض سيطرته على مناطق شمال العراق.
وسرعان ما بدأت الاشتباكات، وخلال أشهر قليلة، استولى داعش على كافة الدبابات، وقال المتحدث باسم التحالف، إن الميليشيات الموالية لإيران، التي تعرف باسم «قوات الحشد الشعبي» استعادت بعض الدبابات من داعش.
وفي يناير 2015، ظهر شريط فيديو على الإنترنت يُظهر دبابة من طراز «إم- 1» وقد رُفع عليها علم كتائب حزب الله الإرهابية.
وأظهر مقطع فيديو آخر، في فبراير 2016 دبابة أخرى من طراز «إم- 1» ترفع علم كتائب «سيد الشهداء»، وهي ميليشيا أخرى تابعة لقوات الحشد الشعبي.
وقال المتحدث باسم التحالف، بحسب «دايلي بيست»، إن الدبابات التي استولى عليها الحشد الشعبي من داعش، ليست سوى عدد قليل من أصل تسع دبابات ظهرت في ترسانة الميليشيات.
ويبدو أن الجيش العراقي وفّر الدبابات مباشرة لميليشيات الحشد الشعبي، في انتهاك واضح للعقد الأصلي مع الولايات المتحدة.
واستخدمت الميليشيات التابعة لإيران دبابةً واحدةً على الأقل من طراز «إم- 1» ضد قوات البشمركة الكردية، في اشتباكات في كركوك العراقية، في أكتوبر الماضي، عندما كانت حكومة إقليم كردستان تحاول فرض استقلالها.
ورغم أن الولايات المتحدة لم تدعم فكرة استقلال كردستان عن العراق، إلا أن الأكراد يبقون حلفاء لواشنطن، وإيران هي الخصم الأكبر.
وتقول الصحيفة إنه خلال الاشتباكات، دمرت قوات البشمركة الدبابة، وقيل إنها دمرت باستخدام صاروخ مضاد لم يعرف مصدره، صيني أو ألماني.
ونشرت الحكومة الإقليمية الكردية صور الدبابة المحترقة، دليل اًعلى استخدامها من قبل ميليشيات الحشد الشعبي.
وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية أخيراً حيازة الحشد الشعبي لدبابات «إم- 1» في تقرير هذا الشهر، حسب ما صدر عن المفتش العام للحملات العراقية وسورية، وجاء في البيان: «أقرت وزارة الخارجية الأمريكية بأن بعض المعدات العسكرية، التي زودت بها الولايات المتحدة الجيش العراقي، من بينها 9 دبابات من طراز «إم- 1»، وقعت في أيدي الميليشيات المدعومة من إيران».
ويستمر البنتاغون في الضغط على العراق لاستعادة أي من دبابات «ام – 1» التي ما زالت في أيدي الميليشيات، وقال المتحدث باسم التحالف إن «السلطات العراقية، باعتبارها مستفيدة من معدات الدفاع الأمريكية، ملزمة بمتطلبات الاستخدام النهائي على النحو المبين في الاتفاقيات المبرمة مع حكومة الولايات المتحدة».
وحسب الصحيفة، أفادت تقارير بأن شركة «جينيرال ديناميكش لاند سيستمز»، التي تُصنع دبابات «إم- 1» وتوفر قطع الغيار والفنيين لهذه الدبابات، هددت أخيراً بقطع العلاقات مع بغداد، بسبب استخدام الميليشيات الموالية لإيران لمعداتها العسكرية، فيما أشارت تقارير أخرى، إلى احتمال وقف أي اتفاقيات أسلحة مستقبلاً، بين الولايات المتحدة والعراق.
من جهة أخرى أعلن المجلس المحلي لناحية جلولاء في محافظة ديالى، عودة 1287 عائلة نازحة إلى مناطقها، فيما حذرت نائب عن محافظة الأنبار من أن أكثر من 75 في المئة من سكان المحافظة سيحرمون من التصويت في الانتخابات المقبلة.
وقال رئيس لجنة إعادة النازحين الموقتة في جلولاء ولهان قدوري، إن «1287 عائلة نازحة بدأت بالعودة إلى منازلها في قرى الطبج ومناطق أخرى من جلولاء شمال شرقي ديالى»، لافتاً إلى أن «عودة العائلات أتت بعد صدور الموافقات الرسمية وتدقيق ملفاتها الأمنية».
وأكدت مصادر مطلعة، بحسب صحيفة «الحياة»، أن «اتفاقاً عقد بين الحكومة والسلطات المحلية للمحافظات المحررة من داعش وقيادة عملياتها، يقضي بتأمين عودة جميع النازحين إلى مناطقهم وتسهيل الإجراءات لا سيما تلك المتعلقة بتشابه أسماء بعض العائدين مع مطلوبين للقضاء».
وقالت النائب عن محافظة الأنبار لقاء وردي، إن «75 في المئة من ناخبي المحافظة قد يحرمون من حقهم في الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات»، مؤكدة أن ذلك يعني أن «أقل من 25 في المئة فقط من الناخبين في محافظة الأنبار يمكنهم التصويت إلكترونياً».
ودعت وردي المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إلى «الإيفاء بوعودها، لضمان انتخابات حرة نزيهة ومنع محاولات بعض القوى السياسية من تزوير الانتخابات لصالح مرشحيها».
وطالبت وردي بعثة الأمم المتحدة في العراق بـ»الضغط على المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لتوزيع بطاقات الناخبين على الجميع لضمان تصويتهم إلكترونياً».