
عواصم - «وكالات» : أفاد المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أسامة النجار بأن «أكثر من 100 فلسطيني أصيبوا برصاص القوات الاسرائيلية، والاختناق في الضفة، وقطاع غزة، خلال مشاركتهم في فعاليات اليوم الثاني لإحياء يوم الأرض».
وقال النجار لإذاعة «صوت فلسطين» الرسمية أمس الأحد، إن «سلطات الاحتلال استخدمت في قمعها للمسيرات أنواعاً مختلفة من الغازات، والرصاص الذي أطلقه جنود الاحتلال تركز على مناطق أسفل الجسم، وأدى إلى بتر في الأطراف».
وأشار إلى أن «عدد الشهداء منذ إعلان الرئيس الأمريكي بشأن القدس بلغ 52 شهيداً وأكثر من 9 آلاف جريح».
وقُتل 15 فلسطينياً وأصيب أكثر من 1200 آخرين في قطاع غزة أول أمس الجمعة، مع بدء اعتصام شعبي غير مسبوق، قرب السياج الفاصل مع إسرائيل.
ودعت الأمم المتحدة إلى فتح تحقيق مستقل في الوفيات.
وتقول إسرائيل إن «جنودها كانوا يردون على الشغب».
من جانب اخر طالبت اللجنة القانونية بمسيرة العودة الكبرى السبت، بتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية مستقلة من قبل مجلس حقوق الإنسان لمتابعة جرائم وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الذي ارتكبها بحق المتظاهرين شرقي قطاع غزة.
وقال المحامي صلاح عبد العاطي خلال مؤتمر صحفي للجنة عقدته بمخيم مسيرة العودة شرق غزة إن «قوات الاحتلال تتعمد إصابة وقتل المتظاهرين سلمياً، وتتنكر من جديد من لقواعد قانون الدولي الإنساني ومعايير حقوق الإنسان»، وفقاً لموقع «صفا» الفلسطيني.
وأكد أن استهداف تجمعات المتظاهرين بالرصاص الحي استهتار واضح بحياة الآلاف المشاركين سلميّاً في المسيرات، وأوضح أن المتظاهرين لم يبادروا باستخدام أي وسيلة عنيفة؛ ولكن الاحتلال بادر ودون وجود أي تهديد على حياة وسلامة جنوده ومنشآته العسكرية؛ باستخدام قوة مفرطة ومميتة تجاه المتظاهرين سلمياً.
وتابع «إلى جانب الشهادات الحية وروايات الشهود الموثقة؛ فإن التهديدات والإجراءات الإسرائيلية باستخدام القوة المميتة بحق المتظاهرين سلمياً بقصد قتلهم واصابتهم؛ تدلل وجود مخطط إسرائيلي يهدف لوقف الحراك بأي ثمن».
وأشار عبد العاطي إلى أنه منذ صباح الجمعة اخترقت قوات الاحتلال الهواتف النقالة والصفحات الشخصية لنشطاء التواصل الاجتماعي والمنظمين لمسيرات العودة الكبرى.
وأضاف «سبق ذلك تلقي أصحاب شركات النقل بغزة تهديدات بإلقاء عقوبات عليهم وعلى أسرهم، وإطلاق المسؤولين الإسرائيليين تهديدات واضحة للمشاركين؛ أن مئات القناصة جاهزين لإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، بل وصل الأمر بالتهديد باغتيال المنظمين».
وحذّر عبد العاطي من مغبة استمرار الدول والمنظمات الدولية بصمتها بحق الجرائم المرتكبة إزاء المدنيين وبالذات في قطاع غزة، ووجّه نداءً عاجلاً لكل المنظمات الدولية والأمم المتحدة وأحرار العالم؛ لتحمل مسؤولياتهم تجاه حماية المدنيين.
من ناحيته رفض وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أمس الأحد، المطالب بإجراء تحقيق في قتل الجيش 15 فلسطينياً خلال مظاهرة شابتها أعمال عنف يوم الجمعة، عند الحدود مع غزة.
وقالت حركة حماس، إن 5 من القتلى من جناحها المسلح، والباقين من فصائل أخرى.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى تحقيق مستقل في القتل.
وكررت دعوته مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغيريني، وزعيمة حزب ميرتس الإسرائيلي المعارض اليساري، وتامار زاندبرغ.
وقال ليبرمان لراديو الجيش الإسرائيلي: «قام الجنود الإسرائيليون بما يلزم. أعتقد أن جميع الجنود يستحقون ميدالية... وبالنسبة لتشكيل لجنة للتحقيق.. لن تكون هناك لجنة».
من جهة أخرى كشفت صحيفة «إسرائيل اليوم» في تقرير لها أن القوات الإسرائيلية قامت باستخدام أسلحة جديدة في مواجهة المتظاهرين في قطاع غزة أثناء يوم الأرض.
وأشارت الصحيفة إلى أن «أبرز هذه الأسلحة هي الطائرات بدون طيار التي ترش قنابل الغاز المسيل للدموع».
وقالت الصحيفة أن «الهدف الرئيسي إبعاد العدد الكبير من المتظاهرين في غزة عن السياج الحدودي».
وأوضحت الصحيفة المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أن «الهدف الرئيسي من هذه الفكرة واستخدام هذه الطائرات، إبعاد العنصر البشري الإسرائيلي في الجيش عن أي مواجهة، أو تداخل يمكن أن يحصل، أو يتعرض له العسكريون الإسرائيليون».
من جانب آخر قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أمس الأحد، إن ثلاثة أسرى قاصرين تعرضوا للتنكيل والضرب الشديد من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي، أثناء اعتقالهم ونقلهم إلى مراكز التحقيق والتوقيف الإسرائيلية.
وذكرت محامية الهيئة هبة مصالحة، تفاصيل اعتقال الفتية الثلاثة عقب زيارتها لهم في معتقل «مجدّو»، موضحة أن قوة مكونة من 30 جندياً قامت بمهاجمة كل من عز الدين سباعنة، وعلي كميل، وحمزة كميل، وجميعهم تبلغ أعمارهم (17 عاماً)، وذلك أثناء تواجدهم بالطريق.
وحسب إفادتهم، قام جيش الاحتلال بضربهم بشكل عنيف على مختلف أنحاء جسدهم، ومن ثم أجبرهم أحد الجنود على خلع ملابسهم، وأبقوهم عراة أمام أعين الناس المارين بالقرب من حاجز سالم العسكري، ونقلوا فيما بعد إلى معسكر قريب، وتم احتجازهم داخل لساعات طويلة، تعرضوا خلالها للضرب والتعذيب، واستمر التنكيل بهم فقام أحد الجنود بجرهم من شعرهم مسبباً الألم لهم، وتم اقتيادهم بعدها إلى معتقل «الجلمة» للتحقيق معهم.
كما رصدت الهيئة اعتداء جيش الاحتلال بالضرب المبرح والتنكيل على شابين أحدهم من مخيم الأمعري في رام الله، والآخر من بلدة أبو ديس شرق مدينة القدس، وذلك خلال عملية اعتقالهما من منزليهما.
من ناحية أخرى هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس الأحد، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد انتقاده إسرائيل وتنديده بالمواجهات التي استشهد فيها 16 فلسطينياً برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي الجمعة.
وكان أردوغان حمل بعنف على إسرائيل معتبراً أنها تشن «هجوماً غير إنساني» على الحدود مع قطاع غزة، مما استدعى رداً من نتانياهو.
وكتب نتانياهو على تويتر، إن «الجيش الأكثر أخلاقية في العالم لن يتلقى دروساً حول الأخلاق من شخص يقوم منذ سنوات بقصف مدنيين عشوائياً». وأضاف «يبدو أن هذا ما يفعلونه في أنقرة يوم كذبة أول نيسان».
وكان نتانياهو وصف أردوغان في السابق بأنه رجل «يقصف القرويين الأكراد».
ودافعت إسرائيل عن سلوك جنودها عندما أطلقوا النار الجمعة، على فلسطينيين ابتعدوا عن تحرك احتجاجي رئيسي بمشاركة عشرات الآلاف واقتربوا من السياج المحصن الذي يفصل قطاع غزة.
واتهم الفلسطينيون إسرائيل باستخدام القوة المفرطة فيما طرحت منظمات حقوقية تساؤلات حول استخدام الرصاص الحي ضد متظاهرين. وقال منظمو التظاهرة، إن الفلسطينيين المصابين تعرضوا لإطلاق النار على الرغم من أنهم لم يكونوا يشكلون خطراً داهماً.
من جهة أخرى قال مسؤول فلسطيني، أمس الأحد، إن الإدارة الأمريكية أحبطت مرة ثانية صدور بيان عن مجلس الأمن الدولي بشأن أحداث قطاع غزة الأخيرة واستهداف إسرائيل للمتظاهرين الفلسطينيين.
وذكر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، للإذاعة الفلسطينية الرسمية، أن واشنطن «أفشلت محاولة أخرى لصياغة بيان متواضع عن مجلس الأمن» بشأن أحداث غزة.
وقال عريقات إن سفيرة الولايات المتحدة نيكي هايلي «أصرت أن تقف الحامي لجرائم الحرب الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة».
واتهم عريقات واشنطن بالانحياز الأعمى لصالح إسرائيل، مشدداً على أن ذلك يتطلب موقفاً عربياً «لأن الإدارة الأمريكية الحالية تدفع المنطقة وشعوبها إلى مربع من العنف وإراقة الدماء والفوضى».
وأضاف «نحن سنطرق كل الأبواب الدولية، ولن نتوقف عن صمودنا، ولن نخضع، وسنستمر مستندين للقانون الدولي والشرعية الدولية ونكون أيقونة للعالم أمام الإدارة الأمريكية التي قررت أن تحرق جميع الجسور مع القانون والشرعية الدولية».
وتابع أن «الذي يميز هذه الإدارة الحالية في واشنطن عن الإدارات السابقة أنها قررت أن تأخذ مقعد القيادة لإسرائيل فيما يتعلق بفرض الإملاءات على الفلسطينيين في قضايا القدس والحدود واللاجئين والمستوطنات».
وحث عريقات على ضرورة وضع خطة استراتيجية عربية «تأخذ بعين الاعتبار مصالح العرب قبل المصالح الفلسطينية في مواجهة إدارة أمريكية تدفع المنطقة للعنف والفوضى».
من جهة أخرى أعربت حركة حماس الإسلامية السبت عن أسفها لإخفاق مجلس الأمن الدولي في إدانة جرائم إسرائيل وانتهاكاتها بحق المتظاهرين الفلسطينيين في قطاع غزة.
وندد بيان صادر عن حماس بالمواقف الأمريكية التي أفشلت اتخاذ قرار في مجلس الأمن، واعتبرتها انحيازاً كاملاً للاحتلال وتشجيعاً لممارسة مزيد من العنف والإرهاب الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين.
واتهم البيان الإدارة الأمريكية بتوفير غطاء لإسرائيل لارتكاب مزيد من الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، واعتبر أن ذلك يتطلب بذل مزيد من الجهود على المستويات الفلسطينية والإقليمية والدولية كافة لفضح جرائم الاحتلال وانتهاكاته ومحاسبته ودعم حقوق الشعب الفلسطيني وعدالة قضيته والعمل على إفشال السياسات الداعمة لإسرائيل.
وفشل مجلس الأمن الدولي خلال جلسة مشاورات مغلقة، والتي عقدت بطلب من الكويت بشأن الأحداث في قطاع غزة، في التوصل إلى توافق على بيان يدين قمع إسرائيل للحراك الفلسطيني في ذكرى يوم الأرض آثر اعتراضات أمريكية.
من جانبه دعا البابا فرنسيس خلال رسالته بمناسبة عيد الفصح أمس الأحد «إلى المصالحة في الأراضي المقدسة» حيث يتعرض «أشخاص عزل للضرب».
وقال البابا: «لتحل ثمار المصالحة على الأراضي المقدسة التي لا تزال جريحة هذه الأيام بسبب نزاعات مفتوحة لا توفر الأشخاص العزل»، .
من ناحية أخرى دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، اليوم السبت، إلى تحقيق مستقل حول استخدام القوات الإسرائيلية لذخائر حية في مواجهات أسفرت عن مقتل 16 فلسطينياً على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل.
وقالت موغيريني في بيان: «الاتحاد الأوروبي يأسف لسقوط قتلى، وأفكارنا مع أسر الضحايا»، وذلك غداة المواجهات التي أوقعت مئات الجرحى.
وتابعت موغيريني: «يجب أن يخضع استخدام ذخائر حية لتحقيق مستقل وشفاف»، مشيرةً إلى أن «حرية التعبير والتجمع حق أساسي لا بد من احترامه».