
عواصم - «وكالات» : قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأربعاء، على حسابه على تويتر، إن الصواريخ «قادمة»، داعياً روسيا إلى «الاستعداد».
وكتب ترامب «تعهدت روسيا بإسقاط أي وجميع الصواريخ التي تطلق على سوريا، استعدي يا روسيا، لأنها قادمة.. ستكون بارعة وحديثة وذكية».
وأضاف: «عليكم ألا تكونوا شركاء لـ «حيوان» يقتل شعبه بالكيمائي، ويستمتع بذلك!».
وأضاف ترامب عبر تويتر: «علاقاتنا مع روسيا الآن أسوأ من أي وقت مضى، بما في ذلك الحرب الباردة، دون مبرر لذلك».
وتابع: «روسيا تحتاج إلينا لدعم اقتصادها، وهو أمر من السهل جداً القيام به، ونحن نحتاج إلى أن تعمل كافة الدول سوياً».
وقال في آخر تغريداته «أوقفوا سباق التسلح».
من ناحيته قال الكرملين أمس الأربعاء إنه «يأمل أن تتفادى كل الأطراف المعنية في سوريا أي تحرك من شأنه زعزعة وضع هش بالفعل في الشرق الأوسط»، وأوضح أنه «يعارض بقوة أي ضربة أمريكية محتملة لحليفته سوريا».
وذكر أن «المزاعم بأن قوات النظام السوري نفذت هجوماً بأسلحة كيماوية لا تستند إلى حقائق» وقال إنه «يريد تحقيقاً محايداً في الواقعة».
وبسؤاله عن تصريحات لسفير روسيا في لبنان التي قال خلالها إن «أي صواريخ أمريكية ستطلق على سوريا ستُسقط وتستهدف مواقعها» قال الكرملين إنه «لا يريد التعقيب على مثل هذه المسائل».
من جانب اخر قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء «إن بلاده ستعلن «خلال الأيام المقبلة» ردها على الهجوم الكيميائي المفترض في سوريا، وفي حال قررت شن ضربات عسكرية فسوف تستهدف «القدرات الكيماوية» للنظام من غير أن تطال «حليفيه» الروسي والإيراني.
وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان: «خلال الأيام المقبلة، سنعلن قراراتنا والقرارات التي قد نتخذها لن تهدف في أي من الأحوال إلى ضرب حلفاء النظام أو مهاجمة أي كان، بل ستستهدف القدرات الكيماوية التي يملكها النظام»، مؤكداً أن فرنسا «لا ترغب بأي تصعيد».
وأضاف: «سنواصل تبادل المعلومات الفنية والاستراتيجية مع شركائنا ولاسيما بريطانيا وأمريكا، وسوف نعلن قرارنا خلال الأيام المقبلة».
ومن جانبه، أعلن ولي العهد السعودي أن بلاده قد تشارك في ضربات محتملة ضد نظام دمشق رداً على تقارير تحدثت عن وقوع هجوم كيماوي السبت في دوما، آخر جيب للفصائل المعارضة قرب العاصمة السورية، وقال رداً على سؤال حول إمكانية انضمام بلاده إلى ضربات محتملة في سوريا «إذا كان تحالفنا مع شركائنا يتطلب ذلك، فسنكون جاهزين».
وبخصوص نووي إيران، قال محمد بن سلمان خلال المؤتمر «إن إيران لم تستثمر الأموال لازدهار الشعب وإنما لنشر الأيديولوجيا»، مضيفاً: «لا نريد تكرار اتفاق حدث عام 1938 وتسبب بحرب عالمية ثانية».
وفي هذا السياق، قال ماكرون: «لن نسمح بأي نشاط باليستي في اليمن يهدد أمن السعودية واستقرارها وسلامة شعبها»، مضيفاً: «نقف مع السعودية ونتبادل المعلومات لمواجهة خطر الصواريخ الحوثية».
وأكد ماكرون أن فرنسا لا تريد تدخلاً إيرانياً في الانتخبات العراقية، مضيفاً «نشترك مع السعودية في ضرورة التصدي لتوسع إيران في المنطقة».
وأوضح أيضاً أن فرنسا لديها رغبة مشتركة مع السعودية لدعم لبنان.
وأضاف ماكرون خلال المؤتمر «نحتاج ركائز دولية لمكافحة الإرهاب وقطع مصادر تمويله».
كما أعلن أنه «قبل دعوة نقلها ولي العهد السعودي من الملك سلمان لزيارة السعودية».
وقال ماكرون «إن فرنسا لديها اتفاقيات تسليح مع السعودية وهذا ليس سرا لأن أي بيع للمعدات العسكرية يتم حسب معايير تحترم القانون الدولي».
من جهة أخرى أخفقت محاولة روسية بمجلس الأمن الدولي الثلاثاء لفتح تحقيق جديد في هجمات كيماوية في سوريا بعدما حصل مشروع القرار الذي طرحته على تأييد 6 أصوات فقط.
وصوت 7 أعضاء ضد المسودة بينما امتنع اثنان عن التصويت.
وكانت روسيا قد رفضت مسودة مشروع القرار الأمريكي بشأن سوريا، حيث ذكر الدبلوماسيون أن واشنطن طلبت إجراء التصويت الثلاثاء على مقترح لفتح تحقيق جديد بشأن استخدام أسلحة كيمياوية في سوريا، بعد هجوم بالغاز على منطقة تحت سيطرة المعارضة.
ولكي يصدر القرار فإنه يحتاج 9 أصوات مؤيدة مع عدم استخدام أي من الدول الدائمة العضوية، وهي روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة لحق النقض.
وشهدت الغوطة الشرقية، ليل السبت الأحد مجزرة يبدو أنها بغازي الأعصاب والكلور، ارتكبتها قوات النظام السوري في دوما، راح ضحيتها أكثر من 60 بينهم أطفال ونساء.
من جهته أعلن النائب الأول لرئيس لجنة مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي لشؤون الدفاع، يفغيني سيريبرينيكوف، أمس الأربعاء، أن الرد الروسي سيكون فورياً إذا تعرض الجنود الروس في سوريا لأي ضرر في عملية عسكرية أمريكية محتملة ضد دمشق.
وقال السيناتور لوكالة سبوتنيك الروسية: «كما نوهت وزارة الدفاع بأن القواعد العسكرية الروسية في حميميم وطرطوس محمية جيداً، ونحن نعول مع ذلك، إذا كانت هناك ضربات أمريكية، على ألا تتعرض حياة جنودنا للخطر، وأعتقد أن الولايات المتحدة تفهم ذلك ولن تسمح به».
وأضاف أن «الرد الروسي في هذه الحالة سيكون فورياً».
من ناحية أخرى أفادت منظمة الصحة العالمية، أمس الأربعاء، نقلاً عن تقارير طبية في سوريا، بأن «أعراض التسمم الكيماوي ظهرت على 500 مريض تم علاجهم بعد الهجوم الكيماوي المفترض حدوثه في منطقة دوما بالغوطة الشرقية السبت الماضي».
وقالت المنظمة: «على وجه التحديد، كانت هناك علامات تهيج شديد للأغشية المخاطية، وقصور في التنفس، وتوقف في الأجهزة العصبية المركزية».
وقال مسؤول الاستجابة الطارئة بالمنظمة بيتر سلامة، إن «المنظمة تطالب بإتاحة الوصول الفوري للمنطقة لتقديم الرعاية للمتضررين».
من جهة أخرى اتهم خبير الشؤون الخارجية في التحالف المسيحي، الذي يضم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، يورغن هارت، النظام السوري وحليفته روسيا بارتكاب جرائم فادحة ضد حقوق الإنسان على خلفية ما يشتبه في أنه هجوم بغاز سام في مدينة دوما السورية.
وقال هارت في تصريحات لصحيفة «راين نيكارتسايتونغ» الألمانية الصادرة أمس الأربعاء: «بالنسبة لي، ما يحدث في الغوطة الشرقية حالياً يُضاهي التطهير العرقي».
وذكر هارت أن الرئيس السوري بشار الأسد تمكن على ما يبدو من «إخفاء جزء من ترسانته الكيماوية تحت حماية روسية».
يذكر أن سوريا وافقت تحت ضغط دولي كبير على تدمير ترسانتها من الأسلحة الكيماوية بالكامل عام 2013، إلا أنه لم يتضح إذا ما أعلنت فعلاً عن كامل مخزونها من هذه الأسلحة.
ومنذ ذلك الحين تقع هجمات في سوريا يُشتبه في استخدام أسلحة كيماوية فيها.
وأعرب هارت عن شكه في جدوى ضربة عسكرية لسوريا، مثل ما يدرس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقال: «التصعيد العسكري ليس حلاً مستداماً»، مؤكداً ضرورة بذل كافة الجهود الآن «لإقامة عملية سلام سياسية».
وكانت ميركل ذكرت أمس الثلاثاء، أنه لم يعد يساورها أدنى شك في استخدام أسلحة كيماوية في سوريا مجدداً.
وقالت ميركل أمس في مؤتمر صحافي مع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو بالعاصمة برلين: «اعتقد أن الدليل على استخدام أسلحة كيماوية هناك، صار جلياً تماماً وواضحاً للغاية».
من ناحية أخرى قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، الثلاثاء، إن روسيا تحتجز الشعب السوري رهينة بإحجامها عن تأييد قرار لمجلس الأمن كان سيفضي إلى إجراء تحقيق جديد لتحديد المسؤول عن هجمات بأسلحة كيماوية في البلاد.
وأيدت 12 دولة من بين أعضاء المجلس الخمسة عشر مشروع القرار بينما انضمت بوليفيا إلى روسيا في رفضه وامتنعت الصين عن التصويت.
ويحتاج القرار بمجلس الأمن إلى موافقة تسع دول وعدم استخدام أي دولة من الأعضاء الدائمين الخمسة حق النقض «الفيتو».
وقال جونسون على تويتر: «إنني محبط بشدة بسبب استخدام روسيا حق النقض ضد مقترح بمجلس الأمن لإجراء تحقيق مستقل بشأن الهجمات الكيماوية في سوريا».
وتابع: «روسيا تضع الشعب السوري رهينة لفدية سياسية بدعم نظام مسؤول عن أربع هجمات كيماوية على الأقل ضد شعبه».
من جانبها قالت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في بيان الثلاثاء، إن مفتشين من المنظمة سيسافرون إلى مدينة دوما السورية للتحقيق في تقارير عن هجوم أودى بحياة ما يصل إلى 60 شخصاً.
وذكرت المنظمة أنها «طلبت من الجمهورية العربية السورية وضع الترتيبات الضرورية لمثل هذه البعثة».
وأضاف البيان أن «هذا تزامن مع طلب من الجمهورية العربية السورية والاتحاد الروسي للتحقيق في مزاعم استخدام أسلحة كيماوية في دوما. الفريق يستعد للانتشار في سوريا قريباً».
من جهة أخرى قالت وكالة انترفاكس للأنباء نقلاً عن الجيش الروسي، «إن نحو 2000 من المسلحين وأفراد أسرهم غادروا مدينة دوما السورية اليوم الثلاثاء وإن نحو 4000 آخرين على استعداد أيضاً للمغادرة».
ونسبت وكالة الإعلام الروسية أيضاً إلى مدير المركز الروسي للسلام والمصالحة في سوريا الميجر جنرال يوري يفتوشينكو قوله «إن دوما لم تشهد أي عمليات عسكرية منذ عدة أيام».
وأضاف يفتوشينكو: «يستمر إخراج مقاتلي «جيش الإسلام»، وأفراد عائلاتهم من مدينة دوما عبر الممر الإنساني في بلدة مخيم الوافدين».
كما يتواصل تجهيز الحافلات في مدينة دوما، تحضيراً لاستكمال القافلة الثانية، لنقلها إلى الشمال السوري، حيث من المرتقب أن تنطلق عشرات الحافلات في الساعات المقبلة وعلى متنها الآلاف من المقاتلين وعوائلهم والمدنيين.
ووفق المرصد السوري، اليوم الأربعاء، خرجت الحافلات تباعاً وتوقفت عند أطراف الغوطة الشرقية في انتظار استكمال القافلة لانطلاقها نحو الشمال السوري.
وأكد المرصد، استمرار تجهيز القافلة الجديدة في مدينة دوما، بصعود مقاتلي جيش الإسلام وعوائلهم والمدنيين الرافضين لاتفاق جيش الإسلام والروس والنظام، إلى الحافلات تمهيداً لتسيير القافلة الكبيرة.
وقال المرصد، قبل ساعات إنه عاين وصول القافلة الأولة التي حملت المهجرين من مدينة دوما، إلى داخل مناطق سيطرة «درع الفرات» الأسبوع الماضي، ونقل المرصد عن مصادر من القافلة، مصادرة قوات «درع الفرات»، السلاح الفردي لمقاتلي جيش الإسلام بناءً على أوامر من القوات والمخابرات التركية، ما أثار استياءً من قرار القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها، مع المهجرين من دوما إلى مناطق النفوذ التركي في الشمال السوري.
قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا «إن نحو 700 ألف سوري اضطروا للنزوح من منازلهم هذا العام بسبب القتال في عدة مناطق بالبلاد».
وذكر منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية المعني بالأزمة السورية بانوس مومسيس في بيان «إنني قلق للغاية بشأن النزوح الضخم المتواصل لما يربو على 700 ألف سوري منذ بداية العام نتيجة الأعمال القتالية المستمرة في البلاد».
ونزح أكثر من 400 ألف شخص بسبب عمليات عسكرية في محافظة إدلب بشمال البلاد علاوة على 133 ألفاً من الغوطة الشرقية الواقعة قرب دمشق ولا يزال العنف مستمرا في جنوب دمشق وبمحافظة حمص الشمالية وفي شمال شرق وجنوب سوريا.