
عواصم - «وكالات» : نقل الموقع الإلكتروني الرسمي للزعيم الإيراني علي خامنئي، أمس الأربعاء، أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 «سخيف وسطحي».
وقال خامنئي: «سمعتم الليلة الماضية رئيس أمريكا يدلي بتصريحات سخيفة وسطحية. لقد كذب أكثر من عشر مرات في تصريحاته وهدد النظام والشعب قائلاً: :أنتم تفعلون هذا وذاك. يا سيد ترامب أقول لك بالنيابة عن الشعب الإيراني: لقد ارتكبت خطأً».
كما قال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يصلح لمنصبه، وذلك وفقاً لما أورده موقع ميزان، الموقع الإلكتروني للسلطة القضائية في إيران.
وأضاف لاريجاني: «ترامب ليست لديه القدرة العقلية للتعامل مع الأمور».
وفي بداية جلسة البرلمان أحرق النواب علماً أمريكياً ونسخةً رمزيةً من الاتفاق النووي الذي أعلن ترامب انسحابه منه أمس الثلاثاء.
وأفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية بأن النواب رددوا كذلك هتاف «الموت لأمريكا».
من ناحيته قال الاتحاد الأوروبي إنه سيلتزم بالاتفاق النووي الإيراني رغم قرار الولايات المتحدة الانسحاب منه، مضيفاً أنه سيضمن ألا تتعرض طهران للعقوبات الأوروبية التي رفعت بموجب الاتفاق المبرم في 2015.
وأضافت حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد، وهي 28 دولة، في بيان: «طالما واصلت إيران تنفيذ التزاماتها النووية... فإن الاتحاد الأوروبي سيظل ملتزماً بالتنفيذ الكامل والفعال للاتفاق النووي».
وتابعت: «رفع العقوبات المتعلقة بالشؤون النووية جزء ضروري من الاتفاق... يؤكد الاتحاد الأوروبي التزامه بضمان استمراره».
كما نقلت وكالة أنباء «فارس» عن قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري، أمس الأربعاء، أن الأوروبيين مرتبطون بالولايات المتحدة، ولا يمكنهم اتخاذ قرار مستقل.
وحثت بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، الولايات المتحدة على ألا تتخذ خطوات تزيد من صعوبة المهمة بالنسبة للدول التي ما زالت تريد الالتزام بالاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن.
لكن جعفري شكك في قدرة الدول الأوروبية الثلاث على التصرف من تلقاء نفسها، أو إنقاذ الاتفاق.
وقال: «من الواضح أن الأوروبيين غير قادرين على اتخاذ قرار مستقل بين إيران وأمريكا، وأنهم مرتبطون بأمريكا، مصير الاتفاق الإيراني واضح».
ونسبت وكالة أنباء فارس إلى جعفري قوله إن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق أظهر أن مسألة تخصيب اليورانيوم ليست سوى ذريعة لمحاولة الحد من برنامج الصواريخ في إيران، ونفوذ طهران في المنطقة.
وقال جعفري: «وبالنظر إلى حقيقة أن مشكلة العدو هي قدراتنا العسكرية فإن القوات المسلحة يجب أن تولي المزيد من الاهتمام لتعزيز قدراتها».
كما أشار إلى أن إيران لديها خبرة طويلة فيما يتعلق بتنمية البلاد في ظل العقوبات.
من جانبه أعرب الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف بن راشد الزياني عن ترحيبه بخطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقراره بانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران، وإعادة العمل بالعقوبات المفروضة عليها، وتسليط عقوبات جديدة مشددة.
وقال الزياني، حسب وكالة الأنباء السعودية واس، «إن الموقف الذي اتخذه الرئيس الأمريكي موقف شجاع جاء رغبة منه في ضمان خلو منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، ورداً على سياسات إيران العدائية في المنطقة، والقائمة على التوسع والهيمنة والتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، ورعاية ودعم التنظيمات الإرهابية، ومواصلة تطوير برنامجها للصواريخ البالستية، في مخالفة صريحة للقوانين والمواثيق الدولية، وبما يهدد أمن واستقرار المنطقة».
ودعا المجتمع الدولي إلى مشاركة الولايات المتحدة في موقفها الحازم من الاتفاق حفاظاً على الأمن والسلم الدوليين.
ومن جانب آخر، أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين، أن المنظمة كانت تأمل أن يؤدي توقيع الاتفاق النووي الإيراني إلى جعل منطقة الشرق الأوسط أكثر استقراراً وهدوءاً، مشيراً إلى أنها رحبت به في حينه، «إلا أن شيئاً من ذلك لم يحصل بل استخدم الاتفاق على عكس المأمول منه، وبما يتعارض وروحه، وتطوير الصواريخ الباليستية ودعم الإرهاب».
وأكد العثيمين، وفق بيان صحافي أصدرته المنظمة أمس الأربعاء، في إشارة إلى قرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، أهمية أن يؤدي قرار الولايات المتحدة الأمريكية إلى معالجة الخطر الذي تُشكّله سياسات إيران على أمن واستقرار الدول الإسلامية.
وأعرب عن أمله في أن يكون الانسحاب الأمريكي من الاتفاق رسالةً مهمة لمعالجة كل أشكال التدخلات في الشؤون الداخلية للدول، التي سبق للأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي إدانتها خاصة ما يتعلق بدعم ميليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن، ومدها بالصواريخ البالستية.
من جانب آخر نقلت قناة «تي.آر.تي» الإخبارية الحكومية، أمس الأربعاء، عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قوله لشبكة سي.إن.إن الأمريكية، إن «الولايات المتحدة ستكون الخاسر من قرار الرئيس دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران».
ونقلت تي.آر.تي الإخبارية عنه قوله إن «الولايات المتحدة لم تف بالاتفاق الذي توصلت إليه» مع إيران.
كما أعربت الصين، أمس الأربعاء، عن أسفها لقرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، قائلةً إنه «يثير خطر الصراع في الشرق الأوسط».
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية كانغ شوانغ، في إفادة صحافية إن «بكين ستحمي الاتفاق وتدعو كل الأطراف المعنية للتحلي بالمسؤولية».
من ناحيته قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أمس الأربعاء، إن الاتفاق النووي الإيراني المُبرم في 2015 «لم يمت»، رغم قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب منه، مضيفاً أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيتصل في وقت لاحق اليوم، بنظيره الإيراني حسن روحاني.
وأضاف لراديو «أر.تي.إل» الفرنسي «هذا الاتفاق لم يمت».
وقال لو دريان في المقابلة التي جرت بعد ساعات من إعلان ترامب، إن اتصال ماكرون بروحاني ستليه اجتماعات الأسبوع المقبل، على الأرجح يوم الإثنين، بين وزراء خارجية إيران وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، للتباحث في سبل الحفاظ على الاتفاق النووي الايراني.
وأضاف أن الاجتماعات ستجري أيضاً مع شركات مثل شركة توتال النفطية العملاقة وشركات أخرى وسط مخاوف اقتصادية في المنطقة.
وتابع معلقاً على قرار ترامب حول إيران: «نعم هناك خطر حقيقي من مواجهة... أتمنى ألا يمثل انتكاسةً للسلام».
من جهة أخرى قال مصدر بالرئاسة الفرنسية، أمس الأربعاء، إن باريس وشركاءها الأوروبيين سيعملون جاهدين لحماية مصالح شركاتهم في إيران، بعد أن قالت الولايات المتحدة إنها ستعيد فرض عقوبات صارمة على طهران.
وقال المصدر: «من المؤكد أننا سنبذل كل شيء فيما يتعلق بشركاتنا لحماية مصالحها».
ويعمل الحلفاء الأوروبيون المستاؤون من القرار الأمريكي على إنقاذ الاتفاق النووي الدولي مع إيران، أمس الأربعاء، بعد أن سحب الرئيس دونالد ترامب الولايات المتحدة من الاتفاقية التاريخية.