عدن - «وكالات» : قال مصدر عسكري في قوات العمالقة إن استعدادات كبيرة يجري الترتيب لها لاقتحام مدينة الحديدة العاصمة الاقليمية لتهامة، حيث الميناء الاستراتيجي الهام، فيما أكدت مصادر داخل المدينة، تصاعد الخلافات في صفوف المليشيات الموالية لإيران وتبادل قادتها تهمة الخيانة بينهم.
وقال المصدر عبر الهاتف، إن « القوات المشتركة تعززت بقوات إضافية بعد أن أصبحت المعركة الحالية في محيط مطار الحديدة».
ولفت المصدر إلى الدفع بآليات عسكرية قدمتها قوات التحالف العربي، وأجهزة خاصة بكشف الألغام والعبوات الناسفة التي زرعت في الطريق الى الحديدة وفي المطار.
من ناحية أخرى، تبادل قادة الميلشيا في المدينة تهمة الخيانة، بعد الهزيمة في الساحل الغربي، في ظل تواصل الزحف العسكري للقوات المشتركة نحو الحديدة ومينائها.
ويسود صفوف المليشيات الحوثية توتر كبير وانهيار متواصل على مختلف جبهات القتال في اليمن، وتأتي هذه الاتهامات المتبادلة لتؤكد اشتعال الخلاف بين أجنحة الميليشيا المختلفة.
وكان زعيم المليشيات الحوثية الإرهابية عبد الملك الحوثي، أقر في خطاب متلفز الإثنين بهزيمة مقاتليه في الساحل، ودعا القبائل والموالين له لمده بالمقاتلين في ظل الانتكاسات المواصلة لمليشياته.
من ناحية أخرى في موقف لافت، تتعاقب التصريحات الإيرانية على نحو غير مسبوق طلباً لهدنة في اليمن بذريعة الأزمة الإنسانية، التي لم تكترث لها طهران إلا بالتزامن مع انهيارات كبيرة لحلفائها ميليشيا الحوثي على جبهات القتال.
وذكرت صحيفة «عدن الغد»، أن مسؤولاً إيرانياً بارزاً قال «وافقنا على العمل مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا لإنهاء الصراع في اليمن بسبب الكارثة الإنسانية هناك»، وأضاف أن «الهدف هو التوصل إلى وقف لإطلاق النار لمساعدة المدنيين الأبرياء، سنستخدم نفوذنا لإحضار حلفائنا إلى مائدة التفاوض».
ويعتبر هذا التصريح هو الأحدث بين سلسلة تصريحات إيرانية مشابهة خلال الفترة الأخيرة.
ولم تكترث إيران سابقاً للأزمات الإنسانية في سبيل تحقيق أهدافها السياسية؛ خاصة وأن معاناة اليمنيين سببها انقلاب ميليشيا الحوثي المدعومين من إيران، بينما كانت طهران المحرك الرئيس لحصار وقتل وتشريد مئات الآلاف في سوريا، وقبل ذلك دفعت الموالين لها في بغداد للتضييق على ملايين العراقيين المعارضين للنفوذ الإيراني.
غير أن ما يفسر الرغبة الإيرانية الجديدة في هدنة باليمن وفقاً لمحللين ومتابعين هو تسارع وتيرة هزائم حلفاء طهران الحوثيين، إذ باتوا مهددين بخسارة مدينة الحديدة التي يعد ميناؤها المنفذ الوحيد المتبقي للجماعة على العالم الخارجي.
وكتب الإعلامي اليمني ماجد الداعري: «هذا التخوف الإيراني الواضح والمعلن بكل هذه الصراحة خير دليل على الخطر المحدق بأذنابهم الحوثيين وقرب نهايتهم الحتمية باليمن»، وعلق الكاتب الصحافي اليمني صالح البيضاني: «إيران تقول على لسان أحد مسؤوليها إنها ستضغط على حلفائها في اليمن لفرض هدنة والحضور إلى طاولة الحوار، المشكلة هي أن اليمنيين لن يقبلوا أصلاً بوجود حلفاء لإيران في اليمن».
