
عواصم - «وكالات» : نددت وزارة الخارجية السورية الثلاثاء، بـ»التوغل» التركي الأمريكي في محيط مدينة منبج، في شمال البلاد، غداة بدء أنقرة تسيير دوريات عسكرية في المنطقة بموجب اتفاق مع الولايات المتحدة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية، التابعة للنظام، أن «سوريا تعرب عن إدانتها الشديدة ورفضها المطلق إزاء توغل قوات تركية وأمريكية في محيط مدينة منبج»، معتبرة أن ذلك يأتي «في سياق العدوان التركي والأمريكي المتواصل على سيادة وسلامة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية».
واتفقت الولايات المتحدة وتركيا الشهر الحالي على «خارطة طريق» بشأن مدينة منبج التي تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية، فصائل كردية وعربية مدعومة من واشنطن، وتتواجد فيها قوات أمريكية وفرنسية ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.
وفي إطار المرحلة الأولى من الاتفاق التركي الأمريكي، بدأت أنقرة الإثنين، تسيير دوريات عسكرية بين منبج ومناطق محاذية تسيطر عليها مع فصائل سورية موالية لها.
وأعلن الجيش التركي في بيان الثلاثاء، أن الجنود الأتراك والأمريكيين سيَروا هذه الدوريات «بشكل مستقل» بناء على «خريطة الطريق».
وطالبت الخارجية السورية وفق المصدر، «المجتمع الدولي بإدانة السلوك العدواني الأمريكي والتركي»، مؤكدة أن «الجيش السوري عازم على تحرير كامل التراب السوري من أي تواجد أجنبي».
وهددت تركيا مراراً بشن عملية عسكرية ضد المقاتلين الأكراد في منبج على غرار الهجوم الذي مكنها من السيطرة على منطقة عفرين، ذات الغالبية الكردية، ما أثار توتراً مع واشنطن، نتج عنه التوصل إلى «خارطة الطريق» بشأن منبج.
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم أعلن في وقت سابق إدانة الاتفاق، معتبراً أنه «لا يحق للولايات المتحدة ولا لتركيا أن تتفاوض حول مدينة سورية».
ولطالما نددت دمشق بالدعم الأمريكي لقوات سوريا الديموقراطية من جهة، وبالتدخل التركي دعماً لفصائل معارضة من جهة ثانية.
من ناحية أخرى قال قائد بالمعارضة السورية المسلحة لرويترز الثلاثاء، إن قوات الحكومة السورية وحلفاءها المدعومين من إيران سيواجهون «براكين من النيران» إذا هاجموا جنوب غرب البلاد الخاضع لسيطرة المعارضة.
وانتقل التركيز إلى جنوب غرب سوريا منذ أن تمكن الرئيس بشار الأسد، وحلفاؤه من سحق آخر جيوب المعارضة قرب دمشق وحمص.
وتعهد الأسد باسترداد المناطق الخاضعة للمعارضة قرب الحدود مع الأردن ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، وتقوم الحكومة والفصائل المتحالفة معها بحشد قواتها.
وأي اشتباك كبير هناك يهدد بتصعيد الأوضاع في الحرب المستعرة منذ نحو 7 أعوام والتي أودت بحياة ما يقدر بنحو نصف مليون شخص.
ووقعت أعمال عنف في مناطق عديدة بجنوب غرب البلاد الثلاثاء شملت ضربات جوية حكومية قرب قرية خاضعة للمعارضة.
لكن رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إنه «لا يوجد حتى الآن ما يشير إلى بداية هجوم كبير هددت به الحكومة».
وحذرت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي من أنها ستتخذ إجراءات «حازمة وملائمة» رداً على انتهاكات الحكومة لمنطقة «خفض التصعيد» في جنوب غرب سوريا.
وقال نسيم أبو عرة قائد قوات شباب السنة وهي إحدى جماعات الجيش السوري الحر الرئيسية في جنوب سوريا: «الجميع على أهبة الاستعداد، ونحن ما زلنا إلى الآن متمسكين باتفاقية خفض التصعيد، ولكن في حال قام النظام بشن أي هجوم على أي قطاع من قطاعات الجنوب السوري سيواجه ببراكين من النيران».
وأضاف أبو عرة أن المعارضة هاجمت قافلة عسكرية تحمل تعزيزات خلال الليل في منطقة خربة غزالة مما أشعل فتيل اشتباكات استمرت من منتصف الليل وحتى الثانية صباحاً.
وأضاف أن ضربات الطائرات الحكومية قرب قرية مسيكة كانت رداً على هجوم آخر للمعارضة أسفر عن تدمير دبابة.
وذكر تلفزيون الإخبارية السوري الرسمي، أن طفلاً قتل في هجوم صاروخي للمعارضة بنفس المنطقة.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن «قذائف للمعارضة سقطت على مدينة درعا ليلاً مما أسفر عن مقتل فتاة، كما سقطت قذائف على مدينة السويداء وأحدثت أضراراً مادية».
وقال نشطاء إن «عائلات فرت من بلدة بصر الحرير خشية استهدافها».
وتَعقدَ الصراع في جنوب غرب سوريا بسبب دور القوات المدعومة من إيران ومطالب إسرائيل بابتعادها عن مرتفعات الجولان المحتلة وخروجها من سوريا بالكامل.
وقال أبو عرة إن التعزيزات التي تصل إلى جنوب غرب البلاد تهدف إلى الضغط على المعارضة للرضوخ لمطالب الحكومة ومنها قبول اتفاقات «المصالحة» أو تسليم مواقع استراتيجية منها معبر النصيب مع الأردن.
وأضاف: «نحن حسمنا أمرنا، لا تنازل عن مبادئ الثورة، ولا تنازل عن شبر من أرض الجنوب السوري».
من ناحية أخرى قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا في بيان، إن مسؤولين كباراً من إيران وروسيا وتركيا أجروا محادثات «جوهرية» الثلاثاء، بشأن كيفية تشكيل اللجنة الدستورية السورية وعملها، وإن من المقرر إجراء المزيد من هذه المحادثات خلال أسابيع.
وجاء في البيان بعد المحادثات في جنيف «خلال الاجتماع جرت مناقشات بناءة وجوهرية بشأن قضايا متصلة بتشكيل وعمل لجنة دستورية وبدأت أرضية مشتركة تظهر».
من جهة أخرى قال التحالف بقيادة الولايات المتحدة في سوريا الثلاثاء إنه عطل تمويل تنظيم داعش بقتل الرجل الذي كان يدير شبكته للنفط والغاز وأعضاء آخرين في التنظيم الشهر الماضي.
وأضاف في بيان أنه قتل زعيم شبكة النفط والغاز أبو خطاب العراقي وثلاثة أعضاء آخرين في التنظيم في 26 من مايو في وادي نهر الفرات الأوسط.
وقال إن العراقي «كان يدير جني الإيرادات من خلال مبيعات نفط وغاز غير قانونية».