
عدن - «وكالات» : أكد المتحدث الرسمي باسم قوات « تحالف دعم الشرعية في اليمن» العقيد الركن تركي المالكي، أن العلميات العسكرية في الحديدة وفي المحافظات اليمنية كافة تسير بحسب القانون الدولي والإنساني، وذلك في رد على بيان من الممثل المقيم للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في الداخل اليمني عن بعض المخاوف العملياتية العسكرية والتي تجري في محافظة الحديدة.
وقال المالكي: «كان أجدر أن تكون هذه المخاوف على الشعب اليمني وما يتعرض له من انتهاكات منذ 2014 وسقوط العاصمة صنعاء وتأثيرها على 27 مليون مواطن يمني، وكان الأجدر أيضاً إدانة المليشيات الحوثية في وضع كثير من التحصينات داخل المدن وإعاقتها لخروج المواد الغذائية من الحديدة إلى المحافظات اليمنية كافة، مبيناً أن هناك عمليات إنسانية مستمرة في محافظة الحديدة خاصة، سواء كان من خلال الحملات البرية أو من خلال الإنزال الجوي التي تقوم به قوات تحالف، منوهاً بالجهود الكبيرة من قبل مركز الملك سلمان للاغاثة والأعمال الإنسانية، والهلال الأحمر الإماراتي إلى جانب جهود بعض دول التحالف المشاركة في العمليات الإنسانية.
جاء ذلك خلال المؤتمر الدوري لقيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن الذي عقد في نادي ضباط القوات المسلحة بالرياض أمس الأول الإثنين.
وعن الحوادث العرضية، أكد العقيد تركي المالكي أن قيادة القوات المشتركة للتحالف تؤكد الإلتزام القانوني والأخلاقي بحسب اتفاقية جنيف والبرتوكولات الإضافية بالالتزام بقواعد الاستهداف والقواعد العرفية، مشيراً إلى أنه تم إحالة إحدى عمليات الاستهداف إلى الفريق المشترك لتقييم الحوادث، وأن قيادة القوات المشتركة للتحالف تتابع الادعاءات سواء الواردة في الإعلام أو غيره، وأن هناك إجراءات داخلية تتبعها قيادة التحالف من خلال المنفذين بالوحدات الأمامية سواء كانت برية أو بحرية أو جوية، وتتخذ القيادة الإجراءات كافة إذا كان هناك استدعاء في وجود أضرار جانبية للمدنيين.
وتطرق المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، إلى المناطق التي سيطر عليها الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية بدعم من قوات التحالف، مؤكداً استمرار تنفيذ العمليات العسكرية لتحرير المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيين.
واستعرض جملة من الانتهاكات الحوثية للقانون الدولي الإنساني، كما استعرض العمليات العسكرية التي نفذتها قوات التحالف المشتركة ضد أهداف لمليشيا الحوثي.
وتطرق العقيد المالكي إلى عدد الصواريخ والمقذوفات التي أطلقت باتجاه المملكة حتى 17 سبتمبر 2018 البالغة 197 صاروخاً، و66928 مقذوفاً، فيما بلغ إجمالي خسائر المليشيا الحوثية من تاريخ 11 سبتمبر 2018 حتى 17 سبتمبر 2018 256 من المواقع والأسلحة والمعدات، في حين وصل عدد القتلى من العناصر الإرهابية الحوثية إلى 690 قتيلاً.
من ناحية أخرى كشف العميد علي الطنيجي، قائد قوات التحالف العربي في الساحل الغربي لليمن عن بدء عمليات عسكرية نوعية واسعة النطاق في اتجاه مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي وتحرير مدينة الحديدة من عدة محاور وذلك بعد تعزيز تواجد القوات في منطقة الكيلو 16 وقطع أهم خطوط إمداد الحوثيين الرابط بين صنعاء والحديدة ومحاصرتهم داخل المدينة.
وأضاف الطنيجي، في تصريحات لوكالة الأنباء الإمارات، وام، أن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، تواصل عملياتها العسكرية في الساحل الغربي لليمن بمشاركة قوات المقاومة اليمنية المشتركة من خلال خطط عسكرية استراتيجية مفاجئة لا تتوقعها عناصر الميليشيات التي باتت في انهيارات متلاحقة أمام تقدم القوات حيث تتساقط مواقعها بشكل متواصل وسط هروب مسلحيها من جبهات القتال تاركين خلفهم عتادهم وأسلحتهم وقتلاهم، وذلك بعد السيطرة على مناطق استراتيجية في جبهة الحديدة وقطع خطوط إمدادهم.
وأشار إلى رفع الجاهزية القتالية لقوات المقاومة اليمنية المشتركة معززة بتسليح متطور ومتكامل استعداداً لتحرير ما تبقى من مديريات في محافظة الحديدة من قبضة ميليشيات الحوثي، مع الدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة حيث انتشرت القوات وتمركزت في مواقعها تأهباً لعمليات عسكرية كبرى تراعي في تكتيكها العسكري الحفاظ على أرواح المدنيين والبنى التحتية ودحر الميليشيات الانقلابية دون وقوع خسائر في صفوف المدنيين.
وقال قائد قوات التحالف العربي في الساحل الغربي لليمن: « إن العمليات العسكرية للتحالف العربي وقوات المقاومة اليمنية المشتركة في الحديدة أسفرت عن السيطرة على منطقتي الكيلو7 والكيلو 10 وتعزيز تواجد القوات في منطقة الكيلو 16 مع قطع أهم خطوط إمداد الميليشيات الرابطة بين صنعاء والحديدة وسط سقوط العشرات من ميليشيات الحوثي بين أسير وقتيل بينهم قيادات ميدانية تعبوية و عملياتية في ظل استسلام العشرات من مسلحي الميليشيات الحوثية نتيجة تضييق الخناق عليهم في جبهات القتال كافة ما يفتح المجال أمام القوات للسيطرة على مواقع جديدة من قبضة الميليشيات «.
وأوضح أن العمليات العسكرية في محافظة الحديدة، تتم وفق خطط دقيقة ومدروسة تضمن سلامة المواطنين، وتجنب وقوع أي أضرار على المدنيين الذين تتخذهم ميليشيات الحوثي الارهابية دروعاً بشرية لحماية عناصرها المهزومة في ساحات القتال، إضافة إلى استخدامهم المنشآت الحكومية والمدنية الخاصة بالمواطنين اليمنيين لأغراض عسكرية وتفخيخها بما يتعارض مع الأعراف والقوانين الدولية كافة «.
وقال الطنيجي: « إن العمليات العسكرية لقوات التحالف العربي في الحديدة أفقدت ميليشيات الحوثي قدرتها على الصمود والارتكاز ميدانياً مع فرار عناصرها من الجبهات وسط حالة من الانهزام والانكسار في صفوفها، حيث باتت عناصرها في انتظار هزيمة مدوية بجبهة الحديدة بعد التقدم المستمر للقوات والسيطرة على مواقع استراتيجية «.
ولفت إلى أن ميليشيات الحوثي دأبت على استهداف وتدمير مقدرات وممتلكات الشعب اليمني، ما يؤكد بشاعة مخططها وأغراضه التي لا تريد الخير لليمن ولا لأهله، مشيراً إلى أن قوات التحالف العربي رصدت ارتكاب عناصر ميليشيات الحوثي أعمالا تخريبية في منطقة الكيلو 16 بالحديدة بعد هزائمهم الساحقة وتضييق الخناق عليهم ومحاصرتهم داخل المدينة، فيما تؤكد التحركات الهيستيرية لمسلحي الميليشيات تهاوي دفاعاتهم وتحصيناتهم والروح المعنوية الانهزامية التي باتت تسيطر عليهم.
ونوه الطنيجي إلى أن قوات التحالف العربي ترصد كل تحركات ميليشيات الحوثي في جبهة الحديدة، بما يسهم في إفشال عملياتهم العسكرية التي تستهدف تحقيق انتصارات وهمية لرفع الروح المعنوية لعناصرها المنهارة.
وأشاد قائد قوات التحالف العربي في الساحل الغربي لليمن بالدور الكبير لقوات ألوية العمالقة العاملة ضمن المقاومة اليمنية المشتركة، مشيراً إلى أنها سطرت ملاحم قتالية ولقنت مسلحي الحوثي درساً قاسياً في القتال.
وأضاف أنه « تم الدفع بآلاف المقاتلين المدربين التابعين لقوات المقاومة اليمنية المشتركة لتأمين المناطق المحررة في الحديدة والتصدي بكل حسم لمحاولات التسلل اليائسة لعناصر الميليشيات ودحرهم في مواقعهم «.
وقال الطنيجي، إن «دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية تواكب عمليات التحرير بتوزيع المزيد من المساعدات الإغاثية وتنفيذ المشروعات التنموية والخدمية بهدف تحسين الأوضاع الإنسانية الراهنة في المناطق المحررة بمحافظة الحديدة ومساعدة المواطنين اليمنيين على تجاوز الظروف الصعبة التي يمرون بها جراء انتهاكات ميليشيات الحوثي».
من جهة أخرى أفادت قوات الجيش اليمني الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي، الإثنين، بمقتل 41 عنصراً من الحوثيين، بينهم قيادي في معارك بمحافظة صعدة 242 كيلومتراً شمال صنعاء.
ونقل موقع الجيش»سبتمبر نت»عن مصدر ميداني في اللواء الثالث عروبة «إن الميليشيا دفعت بـ40 من عناصرها لاسترجاع جثة القيادي في الميليشيا، حسين جابر أحمد، الذي لقي حتفه في معارك سابقة مع رجال اللواء الثالث عروبة في منطقة مران، غربي صعدة».
وأكد المصدر»مقتل كل عناصر الميليشيا المشاركين في العملية، بعد أن أطبقت قوات الجيش عليهم الحصار».
وأوضح المصدر أن «المدعو حسين جابر والذي لقي حتفه ومعه المسؤول المالي لعبد الملك الحوثي، في معارك مع الجيش قرب قبر مؤسس الميليشيا الحوثية حسين الحوثي، يعد من القيادات الميدانية التي يعتمد عليها زعيم الميليشيا في المهام الصعبة».
ولم يصدر الحوثيون اأي تصريح حول هذه الخسائر حتى الأن.
وتشهد عدد من الجبهات في محافظة صعدة، «المعقل الرئيسي للحوثيين» معارك عنيفة بين الطرفين، وقصف مكثف من مقاتلات التحالف العربي، منذ أكثر من 3 سنوات، أسفرت عن سقوط خسائر مادية وبشرية كبيرة في كلا الجانبين.
ودفعت قوات العمالقة التابعة للجيش الوطني، الإثنين، بتعزيزات كبيرة إلى منطقة كيلو 16 شرق مدينة الحديدة، وذلك استعداداً لاقتحام المدينة.
وقالت مصادر ميدانية: «الألوية عززت جبهة المنطقة الشرقية بقوات إضافية بمعية آليات عسكرية وأسلحة أخرى مختلفة وترتيب القوات للتوغل صوب المدينة لطرد الميليشيات الإرهابية».
ولجئت الميليشيات الإرهابية إلى زراعة الألغام على الطريق الرابط بين كيلو 10 والمدينة، بالإضافة إلى تقطيع الشوارع بالسواتر الإسمنتية خشية تقدم قوات الجيش.
وكانت قوات العمالقة التابعة للجيش الوطني تقدمت على محورين الشرقي والجنوبي سابقاً بالتزامن مع غارات مكثفة على مدى الأيام القليلة الماضية حيث باتت على بعد أقل من 9 كيلو من مركز مدينة الحديدة.