
الخرطوم – "وكالات": جدد الرئيس السوداني عمر البشير الحديث عن تعرض بلاده لمؤامرات خلال الفترة الماضية، وقال خلال حشد جماهيري بالخرطوم أمس الأول إن هناك من تآمروا ويريدون تركيع السودان بقليل من الدولارات والقمح، في وقت تجددت فيه المظاهرات بأمدرمان.
وقال البشير إن "هناك من تآمروا ويريدون تركيع السودان بقليل من الدولارات والقمح، وبشروط بسيطة لحل المشاكل، لكن كرامة وعزة السودان أغلى من الدولار".
وفي كلمته خلال التجمع الجماهيري الذي شارك فيه الآلاف بالساحة الخضراء في العاصمة الخرطوم، أكد البشير ضرورة أن يسلك من يريد السلطة طريقا واحدا هو انتخابات 2020.
وطالب الرئيس السوداني الشباب في بلاده بتوحيد وتنظيم صفوفهم، معربا عن استعداده لتسليم السلطة إليهم، بينما تواصلت المظاهرات المطالبة برحيله في مدينة أم درمان.
ورفع المشاركون في التجمع الجماهيري لافتات مؤيدة للرئيس السوداني حملت بعضها عبارات من قبيل "تقعد بس"، في شعار مضاد للمحتجين الذين رفعوا في المظاهرات شعار "تسقط بس".
في المقابل، انطلقت في مدينة أم درمان مظاهرات مطالبة بتنحي النظام الحاكم، وردد المتظاهرون هتافات تطالب بالحرية والعدالة والسلام، وبادرت قوات الأمن إلى تفريق المتظاهرين وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع.
من جانبه، أعلن تجمع المهنيين السودانيين أن مظاهرات أهالي ولاية القضارف شرقي البلاد استطاعت الوصول إلى برلمان الولاية وتلاوة مذكرة تطالب البشير بالتنحي.
من جانب أخر كشفت وكالة السودان للأنباء أن 3 أشخاص قتلوا خلال "أحداث شغب" في مدينة أم درمان الأول، وذلك بعد ساعات على خطاب للرئيس السوداني، عمر البشير، اتهم فيه جهات خارجية بالتآمر على بلاده التي تشهد أزمة اقتصادية.
وقالت الوكالة "شهدت مدينة أم درمان أمس الأول أحداث شغب وتجمعات غير مشروعة متفرقة تعاملت معها الشرطة والأجهزة الامنية بموجب القانون وتم تفريقها بإستخدام الغاز المسيل للدموع".
ونقلت عن الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة، اللواء هاشم على عبدالرحيم، قوله إن الشرطة "تلقت لاحقا بلاغات عن بعض الإصابات، وثلاث حالات وفاة جاري التحري في شأنها تحت إشراف النيابة".
وتسببت الأزمة الاقتصادية التي يمر بها السودان في اندلاع احتجاجات واسعة، انطلقت في 19 من الشهر الماضي في مدينة عطبرة شمالي البلاد، مطالبة بضرورة الإصلاح.
وامتدت، بعدها، الاحتجاجات إلى مدن سودانية عدة من بينها العاصمة الخرطوم، حيث وقعت صدامات بين قوات الأمن ومحتجين، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
هذا وأعلنت السلطات السودانية، في وقت سابق، توقيف 816 شخصا خلال 381 تظاهرة حصلت في مدن السودان.
وكان الرئيس السوداني، عمر البشير، قد قال خلال تظاهرة مؤيدة له في الخرطوم، الأربعاء، إن هناك جهات تتآمر على بلاده وتسعى لتركيع وإذلال السودان.
وشدد البشير، أمام تجمع دعت إليه منسقية أحزاب الحوار الوطني، على أنه لا بديل عن الحوار الوطني والرجوع للانتخابات، لافتا إلى أن هناك من "لديهم أجندات خارجية".
كما جدد دعوته لحاملي السلاح بالعودة، وتحكيم العقل، والمساهمة في بناء السودان، مؤكدا أن الشعب السوداني هو الذي سيختار من يحكمه عبر صناديق الانتخابات.