
عدن - «وكالات» : تعهد رئيس هيئة الأركان اليمني، الفريق الركن عبدالله النخعي، بالمضي قدماً في استكمال التحرير وإنهاء انقلاب ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية، السبت.
وقال خلال اجتماع في عدن، بقيادة المنطقة العسكرية الرابعة وقادة الوحدات العسكرية في محوري محافظتي الضالع وإب: إن «تحرير المحافظتين وكل الأراضي في البلاد من مشروع الحوثي الطائفي سيكون بداية العهد الجديد لبناء اليمن الاتحادي الحديث القائم على العدل والمساواة».
وشدد وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية، على أهمية تماسك الجبهة الداخلية وتوحيد الجهود وتحمل المسؤولية الوطنية في المرحلة الراهنة، مشيراً إلى أن الميليشيا الإرهابية المدعومة من إيران ترفض القبول بالآخر والرضوخ لدعوات السلام وهدفنا هو استكمال التحرير.
وناقش الاجتماع الجاهزية القتالية والبشرية والفنية والإشكالات والمعوقات والمتطلبات الضرورية لإنجاح المهام العسكرية المطلوبة واستكمال التحرير.
من جهة أخرى تصدت قوات الجيش اليمني، لهجوم عنيف شنته ميليشيا الحوثي الانقلابية، في جبهة الملاجم، شمال شرقي محافظة البيضاء.
وأكدت مصادر يمنية، أن «الجيش الوطني اليمني في محور بيحان، صد هجوماً عنيفاً شنته الميليشيا، على مواقعه في جبهة الملاجم».
وتحاول الميليشيا الانقلابية منذ أسبوعين استعادة السيطرة على مواقع فقدتها في وقت سابق، إلا أن الجيش اليمني يحبط مسعاها باستمرار ويكبدها خسائر فادحة.
كما أعلنت قوات الجيش الوطني اليمني، تحرير مواقع استراتيجية في محافظة حجة، القريبة من الحدود السعودية، مشيرة إلى أنها تمكنت من قتل وجرح عدد من عناصر ميليشيا الحوثي.
وذكر بيان صادر عن المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة بالجيش اليمني أن» قوات الجيش الوطني، حررت عدداً من المواقع والتباب الاستراتيجية أهمها تبة سيّان والتبة السوداء، غربي مدينة حرض بمحافظة حجة».
وأكد البيان نقلاً عن مصدر عسكري «أن قتلى وجرحى من الحوثيين، سقطوا في المواجهات مع قوات الجيش، في حين فر آخرون باتجاه المدينة».
وتحدث المصدر بأن قوات الجيش تمكنت من مصادرة أسلحة متنوعة خلال المعارك.
وقال المصدر إن طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية، نفذ غارتين جويتين على مواقع الحوثيين، قبيل اقتحامها والسيطرة عليها من الجيش.
و أحرزت قوات الجيش الوطني، تقدماً جديداً في مديرية كتاف شمال شرق محافظة صعدة.
وتمكنت قوات الجيش من استكمال تحرير ما تبقى من سلسلة جبال رشاحة والخط الأسفلتي المؤدي إلى منطقة «آل أبو جبار»، عقب معارك خاضتها مع ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، بحسب ما أفاد موقع الجيش اليمني «سبتمبرنت».
وأسفرت المواجهات عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيا، وتدمير عدد من الآليات التابعة لها.
من ناحية أخرى خرج نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، قائد ألوية «المقاومة الوطنية» في اليمن، العميد طارق صالح، عن صمته، وأجرى أول حديث مع وسائل إعلام منذ مقتل عمه، داعياً اليمنيين إلى الوقوف صفاً واحداً، والتصدي لمشروع الحوثيين «الكهنوتي».
وقال طارق صالح في مقابلة له مع صحيفة «إندبندنت عربية»: «أنا من هنا أوجه دعوة صادقة لكافة القوى السياسية والوطنية والنخب ورجال الصحافة والإعلام إلى مغادرة خندق 2011، وطي صفحة الماضي بكل تراكماته فالجميع أخطأ بحق الوطن وبحق أنفسنا، والتخندق في معركة الدفاع عن الوطن ومكتسباته واستعادة كرامة وعزة اليمنيين وإنقاذ بلدنا وشعبنا من هذه الأوضاع المأساوية التي نعيشها على كافة الصعد».
ونفى طارق صالح خلال حديثه مع الصحيفة، ما تم ترويجه عن مقتل الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، قائلاً إنه « عمي استشهد داخل منزله وهو يتصدى لعصابة الحوثي».
وأشار إلى أن «الحوثيين بثوا شريط فيديو زعموا أنه للسيارة، التي حاول الرئيس السابق الهرب بها قبل مقتله، بهدف النيل من صورته».
وأضاف صالح في الحوار الصحافي، أن «التحالف العربي في اليمن يعمل مع قوات المقاومة المشتركة للتصدي للخطر الإيراني الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم».
وتابع حديثه أن «حربه ضد الحوثيين ليست مشروعاً انتقامياً أو ثأرياً بعد مقتل الرئيس المغدور به علي عبدالله صالح، ولكنه ليضمن إنهاء الانقلاب الحوثي الذي لم يحمل سوى الموت والدمار والجهل والجوع والمرض».
وشدد القائد العسكري على أهمية التعاون مع قوات المقاومة والتحالف العربي للتصدي لانقلاب الحوثي والحد من تمدد نفوذ إيران داخل بلاده.
وأكد القائد العسكري اليمني أن «انتفاضة 2 ديسمبر جاءت كمحاولة للحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه من مؤسسات الدولة، ووقف عمليات الفساد المالي والإداري المستشري والممنهج من قبل الحوثي».
وأشار إلى أن الحوثي سعى لتدمير مؤسسة الجيش والأمن وحرف ولاءها وعقيدتها العسكرية، وجر اليمن لمحاور إقليمية تتعارض مع مصالح اليمنيين والموقع الطبيعي لليمن كجزء من الجغرافيا العربية.
وأوضح صالح أن إنشاء ألوية حراس الجمهورية كان تطوراً وامتداداً طبيعياً لانتفاضة ديسمبر وما تلاها من أعمال انتقامية وقمع وتنكيل مارسه الحوثيون بحق اليمنيين.
كما كشف عن الخطوات التي اتخذت لإنشاء ألوية حرس الجمهورية قائلاً: «فتحت المعسكرات لاستقبال وتجميع وإعادة جاهزية منتسبي المقاومة الوطنية وغالبيتهم من ضباط وأفراد القوات المسلحة والأمن، بدعم وإسناد من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وتعاون الإخوة في المقاومة الجنوبية الذين رحبوا بهذه الخطوة واحتضنوا إخوانهم في المقاومة الوطنية رغم كل حملات التحريض والافتراء ومحاولات خلط الأوراق».
ولفت صالح إلى أنه ومنذ إنشاء الحرس أطلق عملية تحرير «مفرق البرح»، وهي المعركة التي نتج عنها تحرير مناطق: الوازعية وموزع وجبال العمري وكهبوب، وكان لها دور حاسم في سقوط مواقع الحوثيين في مناطق جنوب غرب محافظة تعز وتأمين الساحل الغربي من باب المندب حتى المخا.
وتابع: «استمرت بعد ذلك العمليات العسكرية من مدينة الخوخة على الشريط الساحلي حتى تطهير الأحياء الجنوبية والشرقية والشمالية في مدينة الحديدة»، مؤكداً أن المصلحة العليا تأتي في زوال الانقلاب الحوثي والتخلص من كل تبعاته، مشيراً إلى أنه مع كل فرص السلام المطروحة التي تحقق مصلحة البلاد.
كما أوضح أن ميليشيا الحوثي استغلت الشرخ الذي أفرزته الأزمة التي عصفت باليمن في العام 2011، لاختراق الصفوف والنفاذ بمشروعهم الكهنوتي الرجعي المتخلف ونجحوا في ذلك، مؤكداً أن الحركة الحوثية منذ نشأتها وحتى اليوم تمر بأضعف مراحلها، ولا تمتلك من القوة ما يكفي للسيطرة على محافظة واحدة.
وأضاف أن «ما يحدث بين فترة وأخرى من مناوشات وتراشقات سياسية وإعلامية بين المكونات الوطنية على خلفية اصطفافات أزمة عام 2011، وانخرطت فيه أخيراً بعض القيادات الوازنة في البلد أمر مؤسف، يؤكد أننا كيمنيين لم نستفد بعد من دروس الماضي القريب والبعيد، ولم ندرك حتى اللحظة المخاطر والتحديات التي نواجهها».
وأوضح العميد طارق صالح، أيضاً أنه «لولا الضغط العسكري على المليشيات في الحديدة لما رضخت تلك المليشيات للحوار في السويد ولما وافقوا على الانسحاب منها، قبل أن يتراجعوا عن التزاماتهم».
وقال أيضاً إن «الحوثيون تراجعوا عن التزامات السويد معتقدين أن التعزيزات التي جلبوها إلى مدينة الحديدة والمتارس والخرسانات والأنفاق التي استحدثوها ستؤثر في موازين المعركة»، مضيفاً أن «الحوثيين يواصلون عرقلة تنفيذ بنود الاتفاق السويد بالاستمرار في خرق وقف إطلاق النار ومحاولة تمرير مسرحية تسليم ميناء الحديدة ورفض كل المقترحات لفتح خطوط آمنة للقوافل الإنسانية وإعادة الانتشار في مدينة ومحافظة الحديدة».
كما أكد القائد العسكري اليمني أن جهوزية المقاومة الوطنية لكافة الخيارات وفق ما ستقرره جولات المشاورات للجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة برعاية وإشراف الأمم المتحدة.
ونوه العميد طارق صالح إلى أن المقاومة الوطنية وكجزء من القوات المشتركة أعلنوا منذ اللحظة الأولى ترحيبهم باتفاق السويد والتزامهم الكامل بكل مخرجاته المتعلقة بوقف إطلاق النار وإعادة الانتشار في مدينة ومحافظة الحديدة على مراحل.
ودعا العميد طارق صالح، في ختام الحوار، المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى فتح أعينهم على الأوضاع المأساوية الناجمة عن الحصار الذي يفرضه الحوثيون على محافظة تعز ومديريات حجور حجة وقبائل عذر بعمران والقصف الوحشي على هذه المناطق بمختلف أنواع الأسلحة.