
عواصم - «وكالات» : قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الوقت قد حان للولايات المتحدة كي تعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، وهي المنطقة التي استولت عليها إسرائيل من سوريا خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967.
وقال ترامب في تغريدة عبر موقع تويتر: «بعد 52 عاماً، حان الوقت للولايات المتحدة أن تعترف تماماً بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، ذات الأهمية الاستراتيجية والأمنية الكبرى بالنسبة لدولة إسرائيل والاستقرار الإقليمي».
وتأتي تصريحات ترامب في الوقت الذي يزور فيه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إسرائيل، وقبل أسبوع من زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لواشنطن وإلقاء كلمة أمام الإجتماع السنوي للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية «إيباك» وهي جماعة ضغط يهودية.
كانت إسرائيل أعلنت ضم الجولان في عام 1981، لكن هذه الخطوة لم تحظ باعتراف دولي.
من جهته رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بسيادة الدولة العبرية على مرتفعات الجولان التي احتلتها من سوريا خلال حرب 1967، واصفاً القرار بالتاريخي الشجاع، على حد تعبيره.
وكتب نتانياهو على تويتر «في وقت تسعى إيران إلى استخدام سوريا منصة لتدمير اسرائيل، يعترف الرئيس ترامب بجرأة بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان. شكراً للرئيس ترامب».
وكانت إسرائيل احتلت مرتفعات الجولان عام 1967 وضمتها عام 1981، الأمر الذي لم يتم الاعتراف به عالمياً.
ووفقاً للقانون الدولي تعتبر هذه المناطق أراضي سورية محتلة من جانب إسرائيل.
5454
يأتي موقف رئيس الولايات المتحدة تجاه هذه الأراضي الواقعة على الحدود بين إسرائيل وسوريا ولبنان والأردن، قبل أيام من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن في 25 من الشهر الجاري.
وردا على تغريدة ترامب، كتب نتنياهو عبر موقع (تويتر) الاجتماعي «في الوقت الذي تسعى فيه إيران لاستخدام سوريا كمنصة لتدمير إسرائيل، يعترف ترامب بشجاعة بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان. شكرا للرئيس ترامب».
كانت وسائل إعلام إسرائيلية عدة قد ألمحت الخميس إلى احتمال إعلان واشنطن رسميا الأسبوع المقبل اعترافها بالأراضي السورية المحتلة جزءا من إسرائيل، نقلا عن مصادر رسمية في القدس وواشنطن.
وحال حدوث هذه الخطوة، سيحصل نتنياهو على دعم جديد، بعد أن كان يطالب منذ فترة المجتمع الدولي باتخاذ هذا الإجراء، وإثر زيارة الشهر الجاري للمنطقة برفقة السناتور الجمهوري ليندسي جراهام والسفير ديفيد فريدمان.
من جانب آخر قال مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية إن تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الاعتراف بسيادة إسرائيل على أرض الجولان يعتبر تحدياً لحقوق الشعب السوري في استرداد أرضه المحتلة، وهو كذلك تحد للشرعية الدولية التي تعتبر الجولان السوري أرضاً محتلة.
وأدان مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية هذا التصريح، واعتبره تطوراً خطيراً يأتي في سياق التطورات الخطيرة التي أعلنت عنها الإدارة الأمريكيه أخيراً بشأن قضايا الصراع العربي الإسرائيلي، ولم يكن قرار الإدارة الامريكيه بنقل سفارتها إلى القدس آخرها.
ودعا المؤتمر الرئيس ترامب والولايات المتحدة الأمريكية بصفتها دولة عظمى وعضواً دائما في مجلس الأمن الدولي إلى أن تحترم الشرعيه الدولية، وتسعى لتنفيذ القانون الدولي ورعاية الأمن والسلم الدوليين اللذين لا يتحققان بالانحياز لدولة تحتل أراضي الغير بالقوة.
وقال المؤتمر إن هذه السياسات سوف تُدخل منطقتنا في مزيد من الحروب والدمار، بدلاً من تحقيق السلام والاستقرار.
وتوجهت المعارضة بالشكر لموقف جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي وروسيا، ومصر، ولكل الدول والقوى السياسية التي تساند لحق الشعب السوري والشرعية الدولية.
وأدانت الموقف الأمريكي والأطماع الإسرائيلية التوسعية، وأضافت: سنبقى إلى جانب شعبنا متمسكين بالسلام العادل وبحقنا في استرداد أرضنا المحتلة، وفق كل السبل التي تتيحها مبادئ الشرعية الدولية.
من جهتها طلبت سوريا، من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة تأكيد قرارات تنص على انسحاب إسرائيل من مرتفعات الجولان، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستعترف بضم إسرائيل لهذه المنطقة.
وحض سفير سوريا بشار الجعفري، على «اتخاذ إجراءات عملية تكفل ممارسته لدوره وولايته المباشرين في تنفيذ القرارات» التي تنص على انسحاب إسرائيل من الجولان «إلى خط الرابع من حزيران لعام 1967».
ومن المقرر أن يناقش مجلس الأمن قضية الجولان الأربعاء، خلال اجتماع من أجل تجديد ولاية قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المنتشرة بين إسرائيل وسوريا في الجولان، والمعروفة باسم قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك أو «أندوف».
وطلب الجعفري في رسالته من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إعادة تأكيد موقف الأمم المتحدة من احتلال إسرائيل للجولان في حرب الأيام الستة عام 1967.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، لدى سؤاله عن موقف ترامب، إن سياسة المنظمة الأممية تستند إلى قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة بشأن وضع الجولان.
وأضاف، «القرارات لم تتغير بالطبع، وسياساتنا لم تتغير في هذا الصدد».
وأيدت الولايات المتحدة القرار 242 الذي تم تبنيه عام 1967 والذي يدعو إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في حرب الأيام الستة، ويشير إلى «عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالحرب».
وتبنى مجلس الأمن قراراً آخر عام 1973، أعاد تأكيد المطالبة بالانسحاب، وعام 1981 أيد إجراءً منفصلاً يرفض ضم إسرائيل للجولان.
وبعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، قدمت مجموعة من الدول العربية مشروع قرار إلى الجمعية العامة عام 2017 يدين قرار ترامب، وقد نال تأييداً ساحقاً.
وقال دبلوماسيون في الأمم المتحدة، إن من السابق لأوانه التكهن بشأن ما إذا كان سيكون هناك إجراء مماثل في الجمعية حول الجولان.
من جهتها قالت بريطانيا الجمعة إنها «لا تخطط لتغيير موقفها من هضبة الجولان بعد تحرك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاعتراف بسيادة إسرائيل على المنطقة التي انتزعتها من سوريا في حرب عام 1967».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية في بيان «المملكة المتحدة تعتبر هضبة الجولان أرض تحتلها إسرائيل. ضم الأرض بالقوة محظور وفقا للقانون الدولي بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة».
وأضاف البيان «نحن لم نعترف بضم إسرائيل (للجولان) في عام 1981 ولا ننوي تغيير موقفنا».
من ناحيته قال أستاذ القانون الدولي السوري الدكتور محمد شاكر إن القانون الدولي يمنع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من تحقيق هدفه بتهويد الجولان، لأن كل المواثيق الدولية معترفة بأنها أراضٍ سورية محتلة، مؤكداً أن وجود إسرائيل فيها هو اعتداء مسلح على سيادة الدولة السورية.
وأوضح شاكر أن الجولان أرض سورية، وتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة إسرائيل تعتبر تصريحات غير مسؤولة، لا تستحق مناقشتها.
وشدد الدكتور محمد شاكر على أن قرارات مجلس الأمن الدولي تؤكد على أن هضبة الجولان سورية وإنها محتلة من قبل إسرائيل ولابد من العمل على تسوية، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة أيدت القرار 242 الذي تم تبنيه عام 1967 والذي يدعو إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في حرب الأيام الستة، ويشير إلى «عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالحرب».
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدأ في التمهيد لتهويد الجولان السوري، على غرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس باعتبارها عاصمة لإسرائيل.
من جانبها أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أن الجولان أرض سورية تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، وأن قرار ضمه في عام 1981 باطل وغير شرعي.
وقالت الخارجية، في بيان، نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أمس السبت، إن «المواقف الأمريكية والإسرائيلية الداعية للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان تتناقض مع القانون الدولي، وتشكل انتهاكاً صارخاً للشرعية الدولية وقراراتها ذات الصلة، لا سيما القرار رقم 497».
وأدانت الوزارة بشدة «تلك التصريحات والدعوات واعتبرتها إمعاناً أمريكياً إسرائيلياً في تكريس الاستعمار وعنجهية البلطجة والقوة، وامتداداً لمحاولات إدارة دونالد ترامب الانقلاب على مرتكزات النظام الدولي واختطافه والسيطرة عليه».
وطالبت الوزارة «الدول كافة خاصة تلك التي تدعي الحرص على السلام واستقرار المنطقة، رفع صوتها عالياً وتوحيد جهودها، لوقف الانحياز الأمريكي الكامل للاحتلال وسياساته، بصفته اعتداءً مباشراً على الحقوق الفلسطينية والعربية التي أقرتها الشرعية الدولية».