
السودان - «وكالات» : أكد المجلس العسكري الانتقالي في السودان أن حزب «المؤتمر الوطني»، الذي كان يقوده الرئيس المعزول عمر البشير، لن يشارك في الحكومة الانتقالية المقبلة، مُضيفاً أنه بدأ في مصادرة مقاره وحصر الأصول تمهيداً لتجميدها.
وأوضح المتحدث باسم المجلس الفريق شمس الدين الكباشي في مؤتمر صحافي أمس الأول الأحد، حسب ما ذكر موقع «سودان تريبون» الإخباري، «أن المؤتمر الوطني لن يشارك في الحكومة الانتقالية وعليه أن ينتظر الانتخابات».
وأوضح كباشي أن السلطات الجديدة، بدأت فعلياً في مصادرة وتجميد أصول الحزب ومقاره، في الخرطوم والولايات عبر لجنة مختصة.
وأكد الكباشي أيضاً مواصلة القبض على رؤوس النظام السابق المشتبه في تورطهم في الفساد، على أن يُكشف لاحقاً عن قائمة بأسماء الشخصيات الموقوفة.
كما أعلن المتحدث باسم المجلس العسكري في السودان، مساء الأحد، تعيين رئيس جديد لجهاز المخابرات والأمن الوطني بعد استقالة رئيسه السابق.
وقال الكباشي للصحافيين، إن «رئيس المجلس العسكري عين الفريق أبو بكر مصطفى، رئيساً لجهاز المخابرات والأمن الوطني».
من جهة أخرى طالب تجمع المهنيين السودانيين، التجمع النقابي غير الرسمي، أمس الاثنين بالتوجه إلى ساحات الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش في الخرطوم.
ولفت التجمع، في بيان مقتضب بثه موقع صحفية «الراكوبة نيوز» السوداني أمس، إلى «محاولات تجري الآن لفض الاعتصام أمام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة، وإزالة جميع المتاريس».
وأضاف «نرجو من الجميع التوجه فوراً إلى ساحات الاعتصام لحماية ثورتكم ومكتسباتكم».
وبدأت قوة عسكرية من الجيش السوداني تتكون من أكثر عشرين سيارة عسكرية ومدرعة، في إزالة الحواجز التي وضعها المعتصمون بشارع الجامعة لحمايتهم من أي هجوم في مقر اعتصام وزارة الدفاع في الخرطوم.
وكان المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي الفريق شمس الدين كباشي طالب في مؤتمر صحافي بإزالة هذه المتاريس لتطبيع الحياة، وأكد في الوقت ذاته أن الجيش لن يفض الاعتصام بالقوة، وأنه يعمل على حماية المعتصمين.
ولايزال الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش السوداني، مستمراً منذ نحو 10 أيام، حتى بعد عزل الرئيس السوداني عمر البشير.
كما قال شاهد عيان إن محتجين سودانيين تحركوا لصد محاولة لفض اعتصام أمام وزارة الدفاع، أمس الإثنين.
وتجمعت قوات عند ثلاثة جوانب للاعتصام وتستعد جرارات لإبعاد حواجز من الحجارة والمعادن، لكن المحتجين شكلوا حلقات حول المنطقة لمنعهم.
وردد المحتجون، الذي يبلغ عددهم نحو 5 آلاف ويتوافد عليهم المزيد، شعارات «حرية، حرية» و»ثورة، ثورة»، وناشدوا الجيش أن يحميهم.
وقد أصدر تجمع المهنيين السودانيين، جماعة الاحتجاج الرئيسية في البلاد، نداءً عاجلاً للمواطنين للانضمام للاعتصام، وإحباط أي محاولة لفضه.
وقال: «نرجو من الجميع التوجه فوراً إلى ساحات الاعتصام لحماية ثورتكم ومكتسباتكم».
بدأ الاعتصام خارج المجمع، الذي يضم أيضاً مقر جهاز الأمن، والمخابرات الوطني، ومقر إقامة الرئيس، في 6 أبريل بعد احتجاجات استمرت أكثر من ثلاثة أشهر، أشعلت فتيلها أزمة اقتصادية متفاقمة.
وأعلن الجيش يوم الخميس، الإطاحة بالبشير الذي حكم البلاد 30 عاماً واحتجازه، وتشكيل مجلس عسكري انتقالي، لإدارة شؤون الدولة.
بعد ذلك استبدل رئيس المجلس العسكري، ورئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطني، بينما واصل المحتجون المطالبة بالتغيير.
وفي مزيد من التغييرات، قال المجلس العسكري إنه «يعيد تشكيل رئاسة الأركان المشتركة»، وأنه «عين الفريق أول ركن هاشم عبد المطلب أحمد بابكر رئيساً للأركان».
وأعلن المجلس في بيانه تعيين الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين نائباً لرئيس الأركان المشتركة.
ويطالب تجمع المهنيين السودانيين بتسليم السلطة فوراً لحكومة انتقالية مدنية، ومقضاة مسؤولين سابقين.
من جهة أخرى كشفت وسائل إعلام سودانية الأحد، اختفاء طيار عسكري منذ التغييرات العسكرية الأخيرة في السودان، ويساور القلق أسرته التي أفادت بأنه شارك في المحاولة الانقلابية على الرئيس السابق للمجلس العسكري الانتقالي، وفق ما أوردت صحيفة «عكاظ» السعودية، اليوم الإثنين.
وأبدت أسرة المقدم طيار خالد محمد البدوي قلقلها عليه بعد التغييرات العسكرية الأخيرة في السودان، في ظل ما تناقلته بعض الوسائط عن مشاركته في محاولة انقلاب على رئيس المجلس العسكري السابق، عوض بن عوف.
وقالت شقيقة العسكري المختفي، إن «الأسرة لا تعرف مصير ابنها بعد ما تناقلته الوسائط منذ الأربعاء الماضي حول مشاركته في محاولة انقلابية»، مؤكدةً أنهم سمعوا بالمحاولة الانقلابية عبر وسائل الإعلام.