
عواصم - «وكالات» : استشهد شابان فلسطينيان، صباح أمس الأحد، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مجموعة شبان وسط مخيم البريج وسط قطاع غزة، ما يرفع عدد الشهداء بسبب الغارات الإسرائيلية المستمرة منذ يوم الجمعة إلى 10 أشخاص، بينهم طفلة رضيعة ووالدتها الحامل في شهرها السادس.
وأوضحت مصادر طبية فلسطينية، أن الشابين محمود صبحي عيسى (26 عاماً)، وفوزي عبد الحليم بوادي (24 عاماً)، استشهدا قبل فجر اليوم الأحد، في قصف إسرائيلي استهدف مدخل مخيم البريج.
وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، أن «طائرات الاحتلال الإسرائيلي ما زالت تشن غارات شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، مستهدفة المباني والورش والمحال التجارية».
فيما ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، أن رجلاً إسرائيلياً يبلغ من العمر 58 عاماً، توفي أثناء نقله إلى المستشفى، بعد سقوط صاروخ على منزله، فيما أصيب 83 شخصاَ آخرين، منذ بداية إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على جنوب إسرائيل.
وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية، مساء السبت، بنايتين في مدينة غزة، في تصعيد للقصف المتواصل على قطاع غزة، منذ الصباح.
وقالت مصادر فلسطينية، إن بناية قطيفان التي تضم مكاتب صحفية وشققاً سكنية غرب مدينة غزة، تم تدميرها بالكامل من قبل الطائرات الإسرائيلية.
وبحسب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، فإن البناية السكنية تضم مقر الاستخبارات العسكرية والأمن العام التابع لحماس.
وبعد أقل من نصف ساعة، دمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية مبنى عمارة الخزندار، وسط حي الرمال بمدينة غزة، بعد أن قصفته بأكثر من 4 صواريخ.
وتضم البناية، مركز عبدالله الحوراني الثقافي، وعدداً من المكاتب الثقافية ومكاتب لمؤسسات فلسطينية.
وتواصل إسرائيل، شنها لعشرات الغارات على أهداف متفرقة شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، فيما أطلقت الفصائل الفلسطينية أكثر من 200 صاروخ وقذيفة مدفعية منذ صباح اليوم على مناطق مختلفة.
كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأحد، استدعاء لواء مدرعات لمنطقة الحدود مع قطاع غزة.
وذكر المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي أنه تم استدعاء اللواء «كقوة قتالية جاهزة.. لمواصلة الجهود الدفاعية المختلفة».
ومن جانبه، قال المتحدث العسكري رونين مانليس إنه «لا توجد جهود وساطة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الوقت الراهن».
وكانت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية ذكرت اليوم أن القاهرة رمت بثقلها أمس لتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر القول إن «مصر دخلت بقوة على الخط وطلبت من قائد سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي الحضور إلى القاهرة لمناقشة الموقف».
وأضافت المصادر أن «بهاء أبو العطا قائد الجناح العسكري للجهاد الإسلامي غادر القطاع أمس عبر معبر رفح للقاء مسؤولين مصريين».
وأكدت المصادر أن مصر ضغطت على الفصائل وكذلك على إسرائيل لتثبيت وقف النار وإنقاذ الاتفاق الأخير الذي ينص على تهدئة مقابل تسهيلات ويقوم على مراحل.
وكان يفترض أن يتم تنفيذ المرحلة الثانية بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
من جهة أخرى ترأس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأحد جلسة خاصة للمجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية لبحث التصعيد الأمني مع قطاع غزة
وذكرت هيئة البث الإسرائيلي أن نتنياهو أجرى مشاورات مطولة بهذا الخصوص مع رؤساء الدوائر الأمنية في مقر وزارة الدفاع بتل أبيب.
وتواصل إسرائيل إغلاق المعابر الحدودية مع قطاع غزة، ومن ثم علقت نقل كافة البضائع باستثناء الوقود.
كما واصلت فرض قيود على حركة الطيران المدني في المناطق القريبة من المنطقة الحدودية بين القطاع وإسرائيل.
وكانت إسرائيل قررت أمس إغلاق معابر قطاع غزة حتى إشعار آخر على خلفية حالة التوتر الراهنة مع الفصائل الفلسطينية.
وكانت مصادر فلسطينية ذكرت أمس أن السلطات الإسرائيلية قررت إغلاق ساحل البحر قبالة قطاع غزة بشكل كامل أمام الصيادين حتى إشعار آخر.
من ناحيته أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء يوم السبت «العدوان الاسرائيلي المتصاعد» على قطاع غزة، مطالباً المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
واعتبر عباس أن «هذا الصمت على جرائم إسرائيل وانتهاكاتها للقانون الدولي، يشجعها على الاستمرار في ارتكاب المزيد من الجرائم بحق أبناء الشعب الفلسطيني».
من ناحية أخرى طالبت جامعة الدول العربية السبت الأمم المتحدة واللجنة الرباعية الدولية ولجان حقوق الانسان في العالم بتحمل المسؤولية في توفير الحماية للشعب الفلسطيني.
وطالب الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية السفير سعيد أبوعلي في تصريح له تعقيباً على القصف الاسرائيلي على قطاع غزة اليوم بالزام اسرائيل بوقف عدوانها على الشعب الفلسطيني في القطاع الذي يتنافى مع اتفاقية جنيف الرابعة والتزاماتها المنصوص عليها بصفتها دولة قائمة بالاحتلال.
وقال إنه في ظل التصعيد الاسرائيلي المستمر على الأرض الفلسطينية أصبح مفروضاً على المجتمع الدولي الكف عن صمته والبدء بالضغط الجاد على إسرائيل لالزامها بالامتثال لقواعد القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني وبالإقرار بالحقوق الفلسطينية.
وأكد أبو علي أن تحقيق السلام في المنطقة لن يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة عام 1967 وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وأشار إلى أن الوضع شائك ومضطرب بسبب أن أسرائيل انهت كافة الاتفاقيات الموقعة و»الولايات المتحدة الأمريكية تحاول تدمير كل ما قامت عليه الشرعية الدولية».
وطالب أبوعلي بضرورة توفير الحماية للشعب الفلسطيني حيث يتعرض قطاع غزة لمختلف أنواع العدوان بالقصف بالطائرات العسكرية فيما تتعرض الضفة الغربية بما فيها القدس من توغل استيطاني واعتداءات على المواطنين من قبل جنود الاحتلال والمستوطنين.
وتشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة لاسيما قطاع غزة في الفترة الأخيرة تصعيداً من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ما أسفر عن استشهاد واصابة عشرات الفلسطينيين.