
عواصم - «وكالات» : وافق قادة الفصائل في قطاع غزّة على وقف لإطلاق النار مع إسرائيل في وقت باكر الإثنين، بعد اندلاع أخطر مواجهات منذ حرب العام 2014، بحسب ما أعلن ثلاثة مسؤولين مطلعين على المفاوضات.
وقد توسّطت مصر في اتّفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ الساعة 4,30 فجرا (01,30 بتوقيت غرينتش) بحسب ما قال مسؤول في حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة وآخَر في حركة الجهاد الإسلامي اشترطا عدم كشف هويتيهما.
كما أكّد مسؤول مصري طلب عدم ذكر اسمه حصول الاتّفاق، بينما لم تشأ متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي التعليق.
وتسود حالة من الهدوء الحذر، في قطاع غزة، وذلك بعد ساعات من دخول اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل حيز التنفيذ.
وأكدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، أن الجهود المصرية والأممية نجحت في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين القوات الإسرائيلية والفصائل في قطاع غزة، بعد التصعيد العسكري الذي شهدته الأيام الماضية بين الجانبين.
ونقلت الوكالة عن مصدر مصري القول: «بجهود مصرية، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل ابتداء من الساعة الرابعة والنصف صباحاً بتوقيت فلسطين».
وأكد أن تفاصيل وقف إطلاق النار تشمل «وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، والتزام الاحتلال بتنفيذ إجراءات تخفيف الحصار بما فيها فتح المعابر».
وأضاف، أن الاتفاق يشمل أيضاً «وقف استهداف الصيادين والمزارعين والمتظاهرين في المسيرات السلمية شرق القطاع».
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مساء أمس الأحد، استشهاد 28 فلسطينياً منذ بدء التوتر بين الجانبين الجمعة الماضية.
أما إسرائيل فأعلنت انطلاق 690 قذيفة من غزة، ومقتل 4 إسرائيليين.
من جهته رحب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، باتفاق التهدئة المعلن في قطاع غزة، بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين.
وأعرب اشتية، لدى ترؤسه اجتماع حكومته الأسبوعي في رام الله، عن «أمل الحكومة أن يكون الاتفاق لصون أرواح أبنائنا ويوقف المأساة المتكررة على أبناء غزة».
وطالب اشتية «الأمم المتحدة بالتدخل الفوري لمنع إمكانية تجدده العدوان الإسرائيلي على غزة وتوفير الحماية الدولية لأهل القطاع».
ومن جهة أخرى، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم الإثنين، انتشال جثماني شهيدين فلسطينيين، قضيا في غارة إسرائيلية على شمال القطاع مساء الأحد.
وذكرت الوزارة في بيان، أن هناك سيدة ضمن الشهيدين، وقد جرى انتشالهما من تحت أنقاض شقة سكنية دمرتها الغارة الإسرائيلية.
ويرتفع بذلك إجمالي عدد الشهداء الفلسطينيين، إلى 31 في جولة التوتر بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، التي استمرت ثلاثة أيام، وانتهت فجر اليوم باتفاق جديد لوقف إطلاق النار.
من جانب آخر بعد التوصل الى هدنة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، توالت ردود الفعل على الساحة السياسية في إسرائيل. واعترف التلفزيون الإسرائيلي في تقرير، بغضب الكثير من القادة والمسؤولين الإسرائيليين نتيجة لهذه الهدنة.
وقال رئيس حزب «أزرق أبيض»، بيني غانتس، إن «نجاح الفلسطينيين في إطلاق حوالي 700 قذيفة، ومقتل أربعة إسرائيليين وجرح آخرين، يعكس فشلاً إسرائيلياً».
وقال غانتس، أيضاً إن «هذا العدد من الضربات الفلسطينية يعكس فقدان هيبة الردع الإسرائيلي»، واصفاً وقف إطلاق النار بأنه «رضوخ آخر لابتزاز حماس، وغيرها من المنظمات الفلسطينية».
وأكد غانتس، على ضرورة الرد بحزم، إذا تجددت الضربات الفلسطينية، وإذا ساد الهدوء فيجب اغتنام الوضع للدفع قدماً بخطوة سياسية تؤدي إلى ضمان الهدوء والاستقرار طويلي الأمد.
ولم تتوقف الانتقادات عند حزب «أزرق أبيض» فقط، ولكن أيضاً لدى حزب الليكود، حيث انتقد عضو حزب الليكود جدعون ساعر، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، كما أعلنت عنه حماس، والجهاد الإسلامي، دون أن يؤكد إسرائيلياً.
واعتبر ساعر، في تغريدة على تويتر أنه «ما من إنجازات لإسرائيل في ذلك، وأن الفترات الزمنية التي تمر بين جولة قتالية وأخرى آخذة في التقلص، بينما تزداد المنظمات الفلسطينية قوة». وأضاف أن المعركة لم تمنع بل تم تأجيلها.
يذكر أن نتانياهو أصدر، اليوم الإثنين، بياناً، قال فيه إن «إسرائيل نجحت في ضرب أكثر من 350 هدفاً واستهدفت قادة فلسطينيين، قائلاً، إن «المعركة لم تنتهِ بعد، وهي تتطلب الصبر والرشد»، حسب زعمه.
من جهة أخرى اقتحم عشرات المستوطنين، أمس الإثنين، ساحات المسجد الأقصى، في أول أيام شهر رمضان، من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة لشرطة الاحتلال، التي انتشرت في ساحات الحرم لتأمين اقتحاماتهم.
وأوضحت دائرة الأوقاف في القدس، أن المستوطنين نفذوا جولات استفزازية في الساحات، وتلقوا شروحات عن «الهيكل» المزعوم، وبعضهم أدوا صلوات تلمودية قبالة قبة الصخرة ومصلى باب الرحمة، قبل أن يغادروا من باب السلسلة، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا»، أمس الإثنين.
وفي المقابل، واصلت شرطة الاحتلال منع العديد من المصلين من دخول المسجد، كما تواصل فرض إجراءات مشددة عند أبوابه، ونصب الحواجز العسكرية في القدس القديمة عند الطرقات المؤدية للمسجد.
وكان مئات المقدسيين، أدوا الليلة الماضية صلاة التراويح برحاب الأقصى، بعد اعلان المفتي العام للقدس، والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، عن بدء صوم شهر رمضان بدءاً من أمس.
من ناحية أخرى تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقال 15 صحفياً فلسطينياً تحت ظروف صعبة، فيما يستمر مسلسل الاعتداءات على الصحفيين في الميدان واستهدافهم بشكل مباشر، والتي كان آخرها إصابة الصحفي ساري جرادات في الخليل.
ووفقا لتقرير هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين فقد بلغ عدد الصحفيين المعتقلين في سجون الاحتلال إلى 15 صحفياً، من بينهم الاسير الصحفي بسام السايح (45 عاماً)، من مدينة نابلس، والذي يصنف بأنه من أخطر الحالات المرضية في سجون الاحتلال، ويعاني من سرطان في الدم والعظم.
ولفتت إلى أن أربعة أسرى صحفيين لا زالوا قيد الاعتقال الإداري، وهم كل من الصحفي أسامة شاهين والصحفي محمد منى، والصحفي الأسير موسى سمحان والأسير الصحفي احمد فتحي الخطيب.
وطالبت الهيئة المؤسسات الدولية والحقوقية بضرورة التدخل لوقف سياسة اعتقال الصحفيين واحتجازهم بظروف قاسية، وتوفير الحماية لهم خلال تأديتهم واجبهم الصحفي، وإرسال لجنة تحقيق للوقوف على جرائم الاحتلال المتصاعدة بحقهم في الأراضي الفلسطينية، لضمان عدم الاعتداء عليهم.