
الخرطوم - «وكالات» : أكد رئيس المجلس العسكريّ السوداني عبد الفتاح البرهان، أنّ مقتل متظاهرين في مسيرة الإثنين، في الأُبيض كبرى مدن ولاية شمال كردفان يعتبر «جريمة غير مقبولة»، على ما ذكر التلفزيون الرسمي الثلاثاء.
وقال البرهان في تصريحات لمجموعة صحافيين نقلها التلفزيون الرسمي: «ما حدث في الأُبيض أمر مؤسف وحزين، وقتل المواطنين السلميين غير مقبول ومرفوض وجريمة تستوجب المحاسبة الفورية والرادعة»، في إشارة لمقتل خمسة متظاهرين من بينهم أربعة طلاب ثانويين في المدينة الواقعة في وسط البلاد.
وقتل المتظاهرون الخمسة خلال مسيرة لطلاب مدارس ضد النقص في الغذاء والوقود في الأُبيض. وعلى الإثر، أعلن حاكم ولاية شمال كردفان فرض حظر تجوّل ليليّ في الأُبيض، وثلاث مدن أخرى، اضافة الى تعليق الدراسة في المرحلتين الأساسية والثانوية.
وجاء مقتلهم عشية استئناف المفاوضات بين المجلس العسكري الحاكم وقادة حركة الاحتجاج لحل مسائل متعلقة بتشكيل حكومة مدنية في المرحلة الانتقالية، والمقررة الثلاثاء.
ودعا تجمع المهنيين السودانيين الذي اطلق الاحتجاجات أنصاره للتظاهر في ارجاء البلاد تنديدا بـ»المذبحة» ضد طلاب المدارس، بعد أنّ أكّد في بيان «إطلاق الذخيرة الحية على موكب طالبات وطلاب المدارس» في الأُبيض.
ومساء الإثنين، تدخلت الشرطة واطلقت الغاز المسيل للدموع في ثلاثة مناطق بالخرطوم لتفريق متظاهرين استجابوا لدعوة حركة الاحتجاج.
وكان قادة الجيش وقادة تحالف الحرية والتغيير الذي يقود الاحتجاجات وقعوا صباح 17يوليو بالأحرف الأولى «إعلاناً سياسياً» لتشكيل مجلس عسكري مدني مشترك يؤسس لإدارة انتقالية تقود البلاد لمرحلة تستمر 39 شهراً، ما يمثل أحد المطالب الرئيسية للمحتجين.
وتشهد العاصمة الخرطوم، تظاهرات منذ إعلان ما توصلت اليه لجنة التحقيق في فض اعتصام المحتجين أمام مقر القيادة العامة للجيش، في 3 يونيو والذي أشار الى تورط قوات أمن بينها قوات الدعم السريع في العملية الدامية، بدون أن تتلقى أوامر رسمية بذلك.
من جهة أخرى اتهمت قوى الحرية والتغيير تنظيم «الإخوان» باستهداف العملية السياسية الجارية في السودان، من خلال توتير الأجواء، وتنفيذ مجازر بغرض عرقلة خطوات من شأنها أن تفضي تكوين مجلس سيادي في البلاد.
وقال القيادي بتحالف نداء السودان، الموقع على إعلان الحرية والتغيير، محمد سيد أحمد سر الختم، لصحيفة «البيان»، إن «النظام البائد، هو من يقوم بمثل هذه الأعمال، ومنسوبوه هم الذين يحاولون من خلال قتل الأبرياء عرقلة العملية السياسية».
وشدد الختم على أن مجزرة الأبيض لن توقف التفاوض مع المجلس العسكري، مشيراً إلى ضرورة العمل من أجل محاصرة عصابة «الإخوان»، التي الآن تحاول بشتى السبل إجهاض العملية الانتقالية في السودان.
وكانت لجنة الأطباء المركزية أعلنت في بيان أن « 5 شهداء ارتقوا، إثر إصابتهم إصابات مباشرة برصاص قناصة بمدينة الأبيض (عاصمة ولاية شمال كردفان في وسط البلاد)، بعد خروجهم في موكب الثانويات السلمي».
ولم تذكر اللجنة سبب خروج التظاهرة، لكنّها تأتي عشية استئناف المجلس العسكري الحاكم وقادة حركة الاحتجاج في السودان المفاوضات حول الإعلان الدستوري المتعلق بتشكيل حكومة مدنية في المرحلة الانتقالية.
وفرض حاكم الولاية حظر تجول ليلي في المدينة، فيما دعت حركة الاحتجاج أنصارها للتظاهر في ارجاء البلاد تنديداً بـالمذبحة التي حدثت خلال مسيرة لطلاب المدارس احتجاجاً على نقص الوقود والخبز في الأُبيض.
من ناحية أخرى توفيت والدة الرئيس السوداني المعزول عمر البشير مساء الإثنين، في مستشفى السلاح الطبي بعد معاناة طويلة من المرض.
وكشفت مصادر صحفية في الخرطوم أن والدة البشير قدمت طلباً رسمياً لزيارة ابنها المعتقل في أحد سجون العاصمة.
وذكرت صحيفة «آخر لحظة» السودانية إن «والدة الرئيس السابق عمر البشير، الحاجة هدية من زين طالبت بزيارة ابنها البشير في معتقله بسجن كوبر»، مشيرةً إلى أن الطلب تم تقديمه رسمياً للمجلس العسكري ولكن لم يتم الرد حتى توفيت أمس.
الى ذلك كشفت مصادر صحافية عن أن أسباب أمنية مهمة هي التي حالت دون التأكيد على مكان الرئيس المعزول عمر البشير، وما إذا كان يقبع في زنزانة بسجن كوبر، أم مسجون في مكان آخر غير معلوم.
وتدهورت الحالة الصحية لوالدة البشير ونقلت إلى مستشفى علياء التخصصي بأم درمان التابع لـ «السلاح الطبي» إلى أن توفيت مساء الإثنين.