
عواصم - «وكالات» : أكد الجيش الإسرائيلي عدم وقوع إصابات في صفوف جنوده، جراء استهداف ميليشيا «حزب الله»، لنقطة عسكرية تابعة للجيش الإسرائيلي وآلية عسكرية في منطقة «أفيفيم»، القريبة من الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي: «لا توجد إصابات جراء العملية التي نفذها حزب الله على الحدود اللبنانية».
وأضاف «حزب الله تمكن من تنفيذ العملية التي خطط لها، ولكنه فشل في تحقيق الغاية التي كان يخطط لها، العملية التي نفذها حزب الله كانت متمثلة بإطلاق بين 2-3 صواريخ مضادة للدروع باتجاه جيب عسكري وموقع أفيفيم دون وقوع إصابات».
وتابع «لقد رد جيش الدفاع على العملية التي نفذها حزب الله باستهداف الخلية التي أطلقت الصواريخ المضادة للدروع، بالإضافة إلى إطلاق نحو 100 قذيفة مدفعية باتجاه مصادر النيران في جنوب لبنان، كما نفذت مروحيات حربية غارات على أهداف أخرى».
وأشار الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أن رئيس الأركان الجنرال أفيف كوخافي، عقد جلسة لتقييم الوضع بمشاركة كبار قادة الجيش الإسرائيلي، وأوعز بمواصلة الحفاظ على حالة جاهزية وتحسينها نظرًا لتطور الأحداث، ونحن مستعدون لكل الاحتمالات».
وقالت قناة «ريشت كان» الإسرائيلية، إن الحياة الطبيعية عادت إلى طبيعتها في شمال إسرائيل، باستثناء المزارعين بالقرب من السياج الحدودي مع لبنان.
من ناحيته قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إن إسرائيل ستحدد التحرك المقبل على الحدود مع لبنان «وفق التطورات».
جاء ذلك في كلمة متلفزة أدلى بها نتنياهو بعد مشاورات مع رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي، وعلق خلالها على تطور الأوضاع على الحدود.
وكانت وسائل إعلام قد أفادت بأن نتانياهو طلب من القادة الأمريكيين والفرنسيين التدخل لوقف التصعيد.
وفي المقابل، طلب رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري عصر الأحد، تدخل الولايات المتحدة وفرنسا والمجتمع الدولي لمواجهة تطور الأوضاع على الحدود الجنوبية، خلال اتصالين هاتفيين أجراهما بوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ومستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل بون. كما تابع تطورات الأوضاع في جنوب لبنان.
من جهة أخرى أعلنت ميليشيات حزب الله قصف نقطة عسكرية تابعة للجيش الإسرائيلي وتدمير آلية عسكرية في منطقة أفيفيم قرب الحدود الجنوبية للبنان، مشيراً إلى سقوط قتلى وجرحى، وذلك بعد أسبوع من اتهامه إسرائيل بشن هجوم بطائرتين مسيرتين في معقله قرب بيروت وقتل اثنين من عناصره في غارة في سوريا.
وقال حزب الله في بيان «عند الساعة الرابعة و15 دقيقة من بعد ظهر الأحد بتاريخ 1 سبتمبر 2019 قامت مجموعة الشهيدين حسن زبيب وياسر ضاهر بتدمير آلية عسكرية إسرائيلية عند طريق ثكنة افيفيم وقتل وجرح من فيها».
وأطلق حزب الله اسم عنصريه اللذين قتلا في الغارة الإسرائيلية في سوريا قبل أسبوع على المجموعة التي نفذت الضربة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته إن «عدداً من الصواريخ المضادة للدبابات أطلقت من لبنان باتجاه قاعدة افيفيم العسكرية الإسرائيلية ومركبات عسكرية»، مشيراً إلى أن قواته ردت «بالنيران على مصدر الصواريخ وأهداف في الجنوب اللبناني».
بدورها، قالت القناة 13 العبرية، إن «دورية تتبع للجيش الاسرائيلي تعرضت لصواريخ مضادة للدروع، والنيران تشتعل في محيط الموقع المستهدف، وإنه حتى اللحظة لا معلومات عن إصابات».
ويوم الخميس الماضي، ذكرت قنوات تابعة موالية لحزب الله أن الجيش الإسرائيلي «أخلى ثكنة افيفيم وموقع صلحا ونقاط المراقبة مقابل مارون الراس وفي شبعا تحسباً لرد من لبنان».
وأفادت الوكالة الوطنية للاعلام اللبنانية الرسمية أن القوات الإسرائيلية تستهدف أطراف بلدة مارون الراس، التي تقع على الجهة المقابلة من منطقة أفيفيم.
وذكر متحدث عسكري في بيان أن «الجيش يرد باطلاق النار نحو نقاط الإطلاق وأهداف في جنوب لبنان». وقد أصدر الجيش الإسرائيلي أوامره للمواطنين الذين يعيشون على بعد 4 كيلومترات من الحدود اللبنانية بفتح الملاجئ والبقاء بالقرب منها.
وفي إطار متصل، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ألغى لقاءاته السياسية وتوجه لوزارة الدفاع لمتابعة مجريات الأمور.
وفي الضفة الأخرى، طالب رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بتدخل أمريكي- فرنسي لوقف التصعيد.
ويأتي ذلك وسط توتر بين لبنان وإسرائيل بدأ قبل نحو أسبوع مع اتهام حزب الله والسلطات اللبنانية إسرائيل بشن هجوم بواسطة طائرتين مسيرتين في ضاحية بيروت الجنوبية. وقال الحزب إنهما كانتا محملتين مواد متفجرة. إحداهما سقطت بسبب عطل فني والثانية انفجرت، من دون أن يحدد هدف الهجوم.
ووقع الهجوم بعد وقت قصير من غارات إسرائيلية استهدفت ليل السبت الأحد الماضي منزلاً لمقاتلين من حزب الله قرب دمشق، ما أسفر عن مقتل إثنين منهما، هما زبيب وضاهر.
وتوعد حزب الله بالرد على الهجومين الإسرائيليين، وقال زعيم الميليشيا حسن نصرالله مساء السبت إن «الموضوع بالنسبة لنا ليس رد اعتبار انما يرتبط بتثبيت معادلات وتثبيت قواعد الاشتباك وتثبيت منطق الحماية للبلد»، مضيفاً «يجب أن يدفع الإسرائيلي ثمن اعتدائه».
وتوعد نصرالله أيضاً باستهداف المسيّرات الإسرائيلية، التي غالباً ما تحلق في الأجواء اللبنانية.
ومنذ وقوع الهجومين، يترقّب اللبنانيون الردّ، ويتساءل البعض ما إذا كان سيؤدي إلى تصعيد أكبر.
إلا أن نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم قال في مقابلة مساء الثلاثاء مع قناة روسيا اليوم «استبعد أن تكون الأجواء أجواء حرب، الأجواء هي أجواء رد على اعتداء وكل الأمور تقرر في حينه».
وكان حزب الله استهدف في العامين 2015 و2016 آليات عسكرية إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة رداً على غارات إسرائيلية استهدفت مقاتليه في محافظة القنيطرة السورية.
من جهته يتابع الأمين العام أحمد أبو الغيط بقلق وانزعاج تطورات تبادل إطلاق النار في المناطق الحدودية بين لبنان وإسرائيل، مؤكداً تضامن الجامعة العربية الكامل مع الدولة اللبنانية في مواجهة أية اعتداءات تتعرض لها، ومُشدداً على أن الانزلاق نحو المواجهات العسكرية قد يخرج بالوضع عن السيطرة، ومحملاً المجتمع الدولي مسئولية ضبط ردود الأفعال الإسرائيلية التي قد تدفع بالأمور نحو مزيد من التصعيد لأغراض انتخابية داخلية.
وأوضح مصدر مسؤول في الجامعة العربية أن الحفاظ على مصداقية مؤسسات الدولة اللبنانية أمام المجتمع الدولي يجب أن يُمثل أولوية متقدمة في هذا الظرف الدقيق، وأن انفراد جهة أو فصيل باتخاذ قرارات مصيرية متعلقة بالحرب هو أمرٌ لن يصب في صالح الدولة اللبنانية أو الشعب اللبناني في عمومه.
وشددّ المصدرُ المسئول على أن السياسة الإسرائيلية تستهدف ضرب التماسك اللبناني وبالتالي فإن على اللبنانيين مواجهة هذا المخطط المكشوف عبر التمسك بالمؤسسات ووحدة القرار السياسي والأمني في يد الدولة، ووضع مصلحة الوطن اللبناني فوق أي اعتبار.
من جانبه أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالاً تليفونياً مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، للتشاور حول آخر مستجدات الوضع في لبنان وخاصةً في ظل التصعيد الذي شهدته الساعات الماضية على الحدود الجنوبية للبنان.
وأكد شكري خلال الاتصال حرص مصر على الاستقرار في لبنان، موضحاً أن الاتصال جاء في إطار جهود مصرية حثيثة مع كافة الأطراف المعنية لاحتواء التوتر الحالي، ومنع تدهور الوضع اﻷمني، انطلاقاً من مسئولية مصر التاريخية ودورها المعروف للحفاظ على السلم والاستقرار في المنطقة. كما أكد حافظ أن مصر مستمرة في متابعة الوضع عن كثب والتواصل مع كل اﻷطراف المعنية للحفاظ على الاستقرار في لبنان وتجنيب المنطقة أي أزمات إضافية.
من جانبه أعلن مسؤول في الخارجية الأمريكية الأحد أن الولايات المتحدة «قلقة لتصعيد التوتر» على الحدود بين لبنان واسرائيل، بعد تبادل للنيران والقصف بين حزب الله الشيعي والجيش الاسرائيلي.
وقال المبعوث الأمريكي الخاص جيسون غرينبلات إن «الولايات المتحدة تدعم بالكامل حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها. على حزب الله أن يمتنع عن اعمال معادية من شأنها تهديد أمن لبنان واستقراره وسيادته. هذا الأمر هو مثال آخر على دور وكلاء إيران المزعزع للاستقرار عبر تقويض السلام والأمن في المنطقة».
وتابع قائلاً « تم إطلاق صواريخ من لبنان على إسرائيل . إيران لها وكلاء في لبنان وغزة يلحقون الأذى بإسرائيل ويقوضون فرص التوصل إلى سلام ويهددون إقامة مستقبل أفضل للفلسطينيين».
وأضاف «الولايات المتحدة تدعم بشكل كامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها».
كان حزب الله اللبناني شن هجمات على أهداف إسرائيلية في وقت سابق اليوم الأحد، ورد الجيش الإٍسرائيلي بقصف أهداف داخل لبنان.
من جهة أخرى دعت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) الأحد، جميع الأطراف المعنيين إلى «ضبط النفس» بعد استهداف حزب الله آلية عسكرية إسرائيلية قرب الحدود الجنوبية ورد إسرائيل باطلاق النار.
وقال المتحدث باسم اليونيفيل في لبنان أندريا تينيتي، إن قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة «الجنرال ستيفان ديل كول على تواصل مع جميع الأطراف داعياً إياهم لممارسة أقصى درجات ضبط النفس ووقف كافة النشاطات التي تهدد وقف الأعمال العدائية».