
عواصم - «وكالات» : جددت القوات التركية قصفها الصاروخي على مدينة القامشلي بريف الحسكة، مستهدفة الفرن الآلي ومناطق أخرى في المدينة، مما أدى إلى إصابة 4 أشخاص، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس السبت.
وشهدت محاور في منطقة الدرباسية بريف الحسكة، حسب المرصد، اشتباكات عنيفة بين القوات التركية والفصائل التابعة لها من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى، ترافقت مع قصف مكثف وعنيف، كما استمرت المعارك بوتيرة عنيفة بين الطرفين، على المحاور الغربية لمدينة تل أبيض بريف الرقة، ومحيط وأطراف مدينة رأس العين بريف الحسكة، حيث استهدفت طائرات حربية تركية رأس العين.
ووثق المرصد السوري، ارتفاع حصيلة الخسائر البشرية في صفوف الأطراف المتقاتلة شرق الفرات، حيث ارتفع إلى 60 عدد عناصر قوات سوريا الديقراطية الذين قتلوا منذ انطلاق العملية العسكرية التركية، جراء القصف الجوي والبري والاشتباكات.
وارتفع إلى 42 عدد مقاتلي الفصائل الموالية لتركيا، بينهم 13 من خلايا أنقرة، ممن قتلوا خلال قصف والاشتباكات مع قوات «قسد»، فيما قتل 6 جنود أتراك خلال الاشتباكات والاستهدافات، اعترفت تركيا بمقتل 4 منهم، بالإضافة إلى معلومات عن قتلى أتراك آخرين عند الحدود التركية السورية.
كما أشار المرصد، إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات الحرجى، بعضهم في حالات خطرة.
من ناحية أخرى قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) مساء الجمعة إن قوات أمريكية بالقرب من مدينة كوباني السورية تعرضت لإطلاق نار من جانب المدفعية التركية.
وأوضح البنتاغون أن «كل القوات الأمريكية بخير ولا توجد أي إصابات بين صفوفهم» لكنه أكد أن الحادث وقع «في منطقة يعرف الأتراك أن بها قوات أمريكية».
وذكرت وكالة أنباء (بلومبرغ) أن وزارة الدفاع الأمريكية، أضافت في البيان أن الانفجار وقع على مسافة قريبة خارج «منطقة الآلية الأمنية».
ولم يقدم البيان مزيداً من التفاصيل، إلا أنه ختم بالقول إن «الولايات المتحدة تطالب تركيا بتجنب الأعمال التي يمكن أن تتسبب في القيام بعمل دفاعي فوري».
يذكر أن مدينة كوباني كانت مسرحاً لمعركة مطولة أسفرت عن هزيمة تنظيم داعش على أيدي القوات الكردية المدعومة من سلاح الجو الأمريكي.
من جهة أخرى تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الهجوم التركي شمال سوريا، حسبما قالت الرئاسة الفرنسية مساء الجمعة في بيان بالبريد الإلكتروني.
وأفادت وكالة أنباء (بلومبرغ) أن ماكرون أكد خلال الاتصال ضرورة إنهاء الهجوم التركي في أسرع وقت ممكن.
كما شدد الرئيس الفرنسي على أهمية دعم أولئك الذين قاتلوا مع التحالف من أجل حماية المدنيين.
كما أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة، فريقه بإعداد عقوبات «قوية» على الحكومة التركية بسبب حملتها في سوريا، بينما طالبت إدارته أنقرة بعدم ترك شخص واحد حتى من تنظيم داعش الإرهابي أسيراً بالمنطقة.
ورغم أن العقوبات لن يبدأ العمل بها فوراً، إلا أن من شأنها شل الاقتصاد التركي، حسبما أكد وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين، لدى إعلانه قرار ترامب خلال مؤتمر صحافي.
من ناحية أخرى بدأ وزراء الخارجية العرب صباح أمس السبت، جلسة تشاورية مغلقة ضمن اجتماعهم الطارئ بالقاهرة لبحث الاعتداءات التركية على شمال وشرق سوريا.
ويشارك في الجلسة وزراء الخارجية العرب المشاركين في الاجتماع برئاسة وزير خارجية العراق رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة محمد الحكيم، وبحضور وزراء خارجية مصر والإمارات والبحرين والسعودية وتونس ولبنان والكويت والأردن وموريتانيا، فيما مثل المندوب الدائم لكل من قطر والسودان وفلسطين بلادهم في الاجتماع ومثل الجزائر أمين عام الشؤون الخارجية.
وكانت مصر قد سبقت الاجتماع التشاوري المغلق بمشاورات أجراها سامح شكري مع نظرائه في كل من الأردن والبحرين لتنسيق المواقف قبيل الاجتماع.
يذكر أن الخروج بموقف عربي موحد يدين الاعتداء التركي على شمال سوريا سيجد صعوبة في ظل عدم وجود أطراف معنية بالأزمة ممثلة في الاجتماع كسوريا المجمدة عضويتها بالجامعة من ناحية، وتباين لغة الخطاب الرسمي للدول العربية من الهجوم التركي مع الاتفاق على وحدة وأمن الأراضي السورية، حيث أدانت كل من مصر والإمارات والسعودية الهجوم، فيما التزمت الدول الأخرى بالصمت كلبنان والعراق.
يشار إلى أن تركيا أطلقت العملية العسكرية «نبع السلام»، مستهدفة شمال شرقي سوريا الأربعاء الماضي مبررة ذلك بالتصدي للإرهاب وإقامة منطقة آمنة لتوطين النازحين السوريين هناك، وأعلنت وزارة الدفاع التركية اليوم تحييد 415 إرهابياً منذ بدء العملية.
من جانب آخر قال مسؤولان أمنيان إن تركيا تعتقد أن هناك أكثر من ألف من مقاتلي تنظيم داعش قيد الاحتجاز في المنطقة التي يستهدف جيشها السيطرة عليها في شمال شرق سوريا، معظمهم جهاديون أجانب من أوروبا والولايات المتحدة.
وأثار الهجوم التركي، الذي تشارك فيه قوات برية وجوية ضد قوات يقودها الأكراد كانت قد كسبت المعركة ضد داعش، قلق الحلفاء الغربيين الذين يخشون أن تتسبب العملية العسكرية في فرار المتشددين الخطرين لاستهداف الغرب.
وتحتجز قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد آلاف المقاتلين التابعين داعش في شمال شرق سوريا وقالت إنها لا يمكنها ضمان استمرار احتجازهم في الوقت الذي تتصدى فيه للتوغل التركي.
وليس هناك تحديد دقيق للأماكن التي توجد بها مراكز احتجاز المتشددين لكن مسؤولاً أمنياً تركياً قال إن أنقرة تعتقد أن عدداً منها موجود في المنطقة الحدودية التي يبلغ عمقها 30 كيلومتراً والتي تستهدف العملية العسكرية التركية إقامة «منطقة آمنة» فيها خاضعة للسيطرة التركية.
وقال أحد المسؤولين الأمنيين لرويترز مشترطاً عدم نشر اسمه «يقدر أن هناك ما يقرب من 1200 إلى 1500 عضو في (تنظيم) داعش في مبان تستخدم كسجون في داخل المنطقة التي تنفذ فيها تركيا... العملية».
وقال المسؤول إن تركيا لم تتلق إخطاراً رسمياً بشيء لكنه أشار إلى معلومات «من مصادر مختلفة في الميدان» قائلاً إن بينهم أعداداً كبيرة من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبلجيكا.
وقال المصدر «لن يتم إطلاق سراح المقاتلين الإرهابيين... ومع ذلك ستكون هناك مبادرات أيضاً لإعادتهم إلى بلادهم الأصلية».
من جهة أخرى قتل 4 جنود أتراك وأصيب عدد آخر في إطار العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، وفق ما نقلت السلطات والإعلام الجمعة.
وقالت وزارة الدفاع إن «جندياً قتل الخميس وآخر قتل الجمعة في إطار هجوم أنقرة على المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا.
كذلك، قتل جنديان وأصيب 3 الجمعة بقصف كردي لقاعدة عسكرية تركية قرب مدينة أعزاز في شمال غرب سوريا، بحسب وكالة أنباء «الأناضول» التركية الحكومية.
وبدأت تركيا الأربعاء عملية برّية وجوّية في شمال شرق سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية، التي دعمها الغرب في القتال ضد تنظيم داعش الإرهابي.
وتعتبر أنقرة هذه الفصائل «إرهابية» نظراً لارتباطها بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً داخل الأراضي التركية.
وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، منذ الأربعاء، مقتل 17 مدنياً و41 عنصراً من قوات سوريا الديموقراطية، التي تشكّل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري.
وفي الجانب التركي قتل 9 مدنيين بينهم رضيع سوري، وأصيب نحو 70 بجروح في قذائف سقطت على بلدات حدودية في محافظتي شانلي أورفا وماردين، اتهمت السلطات مقاتلين أكراداً بإطلاقها.
من ناحية أخرى قالت الأمم المتحدة الجمعة إن نحو مئة ألف شخص تركوا منازلهم في شمال شرق سوريا، حيث يتزايد عدد من يلوذون بالملاجئ والمدارس في أعقاب التوغل العسكري التركي في المنطقة هذا الأسبوع.
وقالت المنظمة الدولية في بيان «الأثر الإنساني ملموس بالفعل. غادر ما يقدر بمئة ألف شخص منازلهم بالفعل».
من جهة أخرى طالبت الحكومة الألمانية، الجمعة، تركيا بـ»وقف» هجومها في شمال غرب سوريا «على الفور»، محذرة من أن القضية ستطرح بين شركاء الاتحاد الأوروبي.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية «على تركيا الالتزام بقواعد التناسب في التدخلات في جيشها»، موضحاً أن هذا يمثل جانباً من «واجباتها» كذلك لكونها شريك في حلف شمال الأطلسي «الناتو».
وسيبحث الاتحاد الأوروبي العملية العسكرية لتركيا سواء على الصعيد الوزاري في اجتماع وزراء الخارجية الإثنين، بلوكسمبورغ أو على صعيد قادته في المجلس الأوروبي الأسبوع المقبل، وفقاً للمتحدثة باسم الحكومة أولريك ديمر.
وكان وزير الخارجية الألماني قد أدان الهجوم، الأربعاء، عقب معرفة قرار الولايات المتحدة سحب دعمها للقوات الكردية التي تسيطر على هذا القطاع من الأراضي.
وأكد ماس في بيان لوزارته «ندين بشدة الهجوم التركي في شمال غرب سوريا. تركيا تساهم بذلك في زعزعة استقرار المنطقة وتخاطر بتعزيز تنظيم داعش».
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية ونائبة المتحدث باسم حكومة انغيلا ميركل أيضا الاهتمام «المشترك» في «الدفاع عن استمرار» الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي في مجال اللاجئين.