
عواصم - «وكالات» : كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، عن عملية مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي وعدد كبير من عناصره، في عملية خطرة جداً نفذتها القوات الأمريكية الخاصة وحدها استهدفت مكانه في قرية باريشا في ريف محافظة إدلب في سوريا.
وقال ترامب، خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، إن «القوات الأمريكية أجرت تحليل الحمض النووي للبغدادي بعد مقتله مباشرة التي أثبتت أن الجثة تعود للبغدادي».
ترامب أكد أن الجيش الأمريكي لم يفقد أياً من قواته خلال عملية استهداف البغدادي، بينما قُتل العديد من مرافقيه.
وأضاف الرئيس الأمريكي أن «عملية استهداف البغدادي كانت ضمن أولويات إدارته لوقت طويل»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة بحثت عن زعيم داعش لسنوات.
وأشار ترامب إلى أن القوات لاحقته حتى وصل إلى نهاية نفق ثم قتل مع 3 من أطفاله بعد أن فجّر سترته المفخخة.
وتابع قائلاً أن «عملية استهداف أبوبكر البغدادي استغرقت نحو ساعتين»، واصفاً البغدادي بأنه «كان متوحشاً وعنيفاً ولقي حتفه بنفس الشكل، ولن يقتل أبرياء أو نساء أو أطفال بعد الآن».
وأوضح أنه «تم وضع البغدادي تحت المراقبة منذ أسابيع، ووصلتنا معلومات جيدة.. حصلنا على معلومة عن مكان المجمع السكني الذي وصل إليه البغدادي واحتوائه على نفق.. هناك 8 مروحيات شاركت في عملية استهداف البغدادي».
واستطرد الرئيس الأمريكي أن «أخطر جزء من العملية استغرق ساعة و10 دقائق، حيث حلقت المروحيات فوق أماكن شديدة الخطورة»، مقدماً الشكر إلى روسيا وسوريا والعراق والأكراد على دعمهم في عملية استهداف البغدادي.
وأكد ترامب: «تعاوننا بشكل كبير مع العراق وروسيا في عملية استهداف البغدادي، وسمح لنا الروس بالتحليق في مناطق تخضع لسيطرتهم، والأكراد قدموا لنا عدة معلومات».
وأضاف ترمب أن «النفق الذي فر إليه البغدادي انهار بفعل التفجيرات، حيث فجر البغدادي نفسه مع أطفاله، وقد تم التعرف على جثة البغدادي بعد 15 دقيقة من مقتله، حيث أخذت العينات من جثة البغدادي في موقع العملية بعد إزالة ركام النفق».
وقال إن «الطائرات التي شاركت في عملية استهداف البغدادي حلقت على ارتفاع منخفض للغاية، وإن العملية الحقيقية لاستهداف البغدادي بدأت منذ نحو أسبوعين».
وأشار إلى أنه «كانت لديه أموال كثيرة ويغير مواقعه بسرعة وباستمرار، وسنعلن عن عدد القتلى من مرافقيه خلال 24 ساعة».
وواصل الرئيس الأمريكي قوله إن «الجانب الروسي لم يكن يعرف طبيعة المهمة قبل بدايتها، كما أن سحب قواته من الأراضي السورية لا علاقة له بعملية استهداف أبوبكر البغدادي».
وأكد أن الإدارة الأمريكية ستبقي بعضاً من القوات في سوريا لتأمين حقول النفط، لافتاً إلى أنه تم تسليم نحو 11 طفلاً كانوا في موقع استهداف البغدادي لطرف ثالث.
ترامب أعلن أن بلاده حصلت على أسماء قيادات مرشحة لخلافة البغدادي.
كما رفض ترامب الإفصاح عن أسماء وهويات أفراد المهمة الخاصة الذين قتلوا البغدادي.
من جانب آخر قال مصدران أمنيان عراقيان، إن فرق المخابرات العراقية حققت، خلال مطاردتها الطويلة لزعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، انفراجة في فبراير 2018 بعد أن قدم لهم أحد كبار مساعدي البغدادي معلومات عن كيفية إفلاته من القبض عليه لسنوات عديدة.
وقال إسماعيل العيثاوي للمسؤولين بعد أن اعتقلته السلطات التركية وسلمته للعراقيين إن البغدادي كان يجري أحياناً محادثات استراتيجية مع قادته داخل حافلات صغيرة محملة بالخضروات لتجنب اكتشافها.
وقال أحد مسؤولي الأمن العراقيين «قدم العيثاوي معلومات قيمة ساعدت فريق الوكالات الأمنية المتعددة في العراق على إكمال الأجزاء المفقودة من أحجية تحركات البغدادي والأماكن التي كان يختبئ فيها».
وأضاف لرويترز «أعطانا العيثاوي تفاصيل عن خمسة رجال، هو منهم، كانوا يقابلون البغدادي داخل سوريا والمواقع المختلفة التي استخدموها».
من جهة أخرى قالت وكالة بلومبرغ للأنباء، الأحد، إن مقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، لا يعني نهاية التنظيم.
وأوضحت الوكالة في تحليل بعد مقتل البغدادي، أن من السابق لأوانه القول إن تنظيم داعش أصبح قوة مستهلكة، خاصةً أنه لا يزال يملك امتداداً في مناطق أخرى من العالم، ولا يزال ينفذ هجمات فيها.
وأشارت إلى أن مقتل البغدادي ربما يمثل صيحة لأنصار التنظيم، وعنصراً محفزاً يجمع أنصاره ليظهروا للولايات المتحدة والآخرين أنهم لا يزالون قوة لا يستهان بها.
وأوضحت أنه ربما يأتي ذلك، في شكل زيادة في عدد الهجمات التي ينفذها التنظيم.
وقال أمارناث أماراسينغام، الأستاذ المساعد في جامعة كوينز، وزميل معهد الحوار الاستراتيجي في لندن، إن خليفة البغدادي «سيكون شخصاً مناسباً لاحتياجات التنظيم الحالية، أي قائد عسكري له خلفية «جهادية» بإمكانه أن يكون بمثابة إشارة إلى عملية انتقالية قوية».
وأضاف «ربما نشهد زيادة محدودة في الهجمات، وهذا أمر متوقع لكن لا يجب الخلط بينها وبين القوة».
وفي سياق متصل، قال كمران بخاري، المدير المؤسس لمركز غلوبال بوليسي للدراسات السياسية في واشنطن، إن «الظروف الجيوسياسية الأساسية التي سمحت لتنظيم داعش بالظهور في المقام الأول، ستظل قائمة في المستقبل القريب، وسيتمكن أتباع البغدادي من استغلال ذلك للعودة مجدداً».
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن مقتل البغدادي في عملية عسكرية استهدفت مخبأه بقرية باريشا بمحافظة إدلب السورية الليلة الماضية.
وقال ترامب، في خطاب تلفزيوني الأحد، إن البغدادي قتل بعد أن حُشر في نفق، وبعد أن فجر سترة ناسفة كان يرتديها، مشيراً إلى أن البغدادي قتل مع ثلاثة من أطفاله.
وأضاف «حصلنا على وثائق حساسة بعد مقتل البغدادي»، لافتاً إلى أن «البغدادي كان عنيفاً وقُتل بطريقة وحشية».
وأوضحت بلومبرغ أن هناك أسئلة أخرى تبقى قائمة عن مستقبل التنظيم، خاصةً بعد أن سحب الرئيس دونالد ترامب القوات الأمريكية وأبعدها عن الطريق في سوريا، ما سمح بهجوم تركي ضد المسلحين الأكراد.
وكان الأكراد شكلوا قوة المواجهة والخط الأمامي في المعارك ضد تنظيم داعش، عندما كان التنظيم موجوداً على الآرض وفارضاً سيطرته على الأراضي.
واستطردت الوكالة بالقول إن «الأهم من ذلك يتمثل فى غموض ما سيحدث للآلاف من معتقلي تنظيم داعش الذين احتجزهم الأكراد ذات مرة، وإذا كان هناك عدد كافٍ منهم يمكنهم الهروب أو يُطلق سراحهم لتشكيل تهديد جديد وسط فوضى الحرب الأهلية الطويلة في سوريا».
من ناحية أخرى صرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، بأن حكومة المملكة تابعت إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نجاح جهود ملاحقة قائد تنظيم داعش الإرهابي أبوبكر البغدادي، والقضاء عليه.
وأضاف المصدر لوكالة الأنباء السعودية واس، أن حكومة المملكة تثمن جهود الإدارة الأمريكية الكبيرة في ملاحقة أعضاء هذا التنظيم الإرهابي الخطير، الذي عمل على تشويه الصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين حول العالم، وارتكب فظائع وجرائم تتنافى مع أبسط القيم الإنسانية في العديد من الدول ومن بينها المملكة.
وأكد أن حكومة المملكة مستمرة في جهودها الحثيثة مع حلفائها وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، في محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه والتصدي لفكره الإجرامي الخطير.