بغداد - «وكالات» : قال وزير التجارة العراقي محمد هاشم العاني، أمس الأحد، إن استمرار الاحتجاجات أدى إلى التأثير سلباً على ميناء أم قصر المطل على الخليج العربي، جنوبي البلاد.
وأضاف العاني، أن «الاحتجاجات أدت إلى تأخير تفريغ العديد من شحنات الأرز والأغذية في الميناء».
وكان أكثر 100 شخص أصيبوا من جراء استخدام قوات الأمن العراقية الغاز المسيل للدموع لتفريق عدد من المحتجين أمام ميناء أم قصر، الذي يقع في محافظة البصرة جنوبي العراق، أمس السبت، وذلك بعد تجدد التظاهرات في المنطقة لليوم الثاني على التوالي، مما أدى إلى إغلاق كل الطرق المؤدية إلى ميناء أم قصر.
وقالت الوكالة الوطنية العراقية للأنباء: أن «القوات فرقت متظاهرين أغلقوا ميناء أم قصر قرب البصر منذ 3 أيام»، مشيرةً إلى وقوع اشتباكات بين الجانبين.
وكان المتظاهرون أغلقوا الثلاثاء الماضي المدخل الرئيسي للميناء، ومنعوا دخول وخروج الشاحنات المحملة بالبضائع.
وأفادت الوكالة بأن «القوات أدخلت وأخرجت الشاحنات من الميناء بعد إعادة فتحه».
وأدى غلق الميناء المخصص للسلع الأولية، بحسب مسؤولين، إلى توقف جميع العمليات فيه.
ويستقبل أم قصر واردات الحبوب والزيوت النباتية وشحنات السكر التي تغذي البلد الذي يعتمد إلى حد كبير على الأغذية المستوردة.
وتعليقاً على إغلاق الميناء، دعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، المحتجين إلى «الالتزام بأماكن التظاهرات، وعدم تعريض المرافق العامة والممتلكات للخطر».
من جهة أخرى أطلق عراقيون حملة على وسائل التواصل الاجتماعي لمقاطعة البضائع الإيرانية، بالتزامن مع تصاعد حدة الغضب الشعبي من دور إيران في العراق ومشاركتها في قمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة العراقية.
وتداول ناشطون هاشتاغ «خليها تخيس» دعوا من خلاله العراقيين إلى مقاطعة المنتجات الإيرانية، حسب ما نقل موقع قناة «الحرة «.
وقال مغردون على تويتر، إن «أحد أهم أهداف الحملة معاقبة طهران والضغط عليها اقتصادياً لوقف تدخلاتها في العراق».
ويهدف أصحاب الحملة إلى تشجيع العراقيين على شراء منتجات مصنعة محلياً لتنشيط اقتصاد البلاد المتهالك.
وغرقت السوق العراقية في المنتجات المستوردة من معظم دول جوار العراق، خاصةً إيران التي تملك الحصة الأكبر بسبب رداءتها وأسعارها الرخيصة.
وبلغ حجم الصادرات الإيرانية إلى العراق في 2016 نحو 6 مليارات دولار، مايعادل 15% من واردات العراق الكلية في العام ذاته.
وتزامنت حملة «خليها تخيس» مع موجة غضب تصاعدت في احتجاجات العراق ضد النفوذ الإيراني وتنامي سطوة الميليشيات المدعومة من طهران.
وشهدت ساحات المظاهرات في بغداد، ومدن جنوبية إحراق محتجين غاضبين العلم الإيراني، وصور المرشد علي خامنئي، وقائد فيلق القدس الإرهابي قاسم سليماني.
ومنذ 1 أكتوبر الماضي، قتل 257 شخصاً في مظاهرات العراق، حسب أرقام رسمية.
من جانب آخر نفى مجلس القضاء الأعلى في العراق السبت إصداره مذكرة قبض بحق رئيس الوزراء السابق وزعيم ائتلاف «النصر» حيدر العبادي، مؤكداً أن وزارة الداخلية هي المختصة بتنفيذ مذكرات القبض.
وذكر المركز الإعلامي للمجلس في بيان، بحسب «السومرية» العراقية، أنه «اطلع على بيان ائتلاف النصر بخصوص (محاولة محاصرة منزل العبادي والاستفسار حول وجود مذكرة من القضاء بحقه من عدمه)»، موضحاً أنه «لم يصدر من القضاء أي مذكرة بخصوص العبادي».
وأضاف البيان أنه في حال صدور مذكرة من القضاء بحق أي شخص، فإن الجهات المختصة بتنفيذها هي الجهات الرسمية التابعة إلى الدولة متمثلة بوزارة الداخلية وهي جهة معلومة للجميع تتبع السياقات القانونية العلنية».
وكان ائتلاف النصر ذكر في بيان أن «مجلس القضاء لم يصدر اي توضيح بخصوص (محاصرة منزل العبادي) وهو إصدر توضيحات ونفي في مواضيع ملفقة أقل شأناً».
وتضاربت الأنباء حول محاصرة مجموعة ملثمة أمس الأول الجمعة منزل العبادي في المنطقة الخضراء المحصنة إذ تؤكد الجهات المقربة من العبادي الأمر إلا أن السلطات الأمنية تنفي ذلك من بينهم المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة.
وكان مكتب العبادي، قال إن «قوه ترتدي زياً عسكرياً وتحمل أسلحه داخل المنطقه الخضراء، قامت بفرض طوق تام على منزل العبادي وحاصرته».
من ناحية أخرى أعلنت السلطات العراقية، الأحد، إحباط مخططات لهجمات إرهابية تستهدف العاصمة بغداد، بالتزامن مع استمرار التظاهرات التي تعم المدينة ومناطق أخرى من البلاد.
