العدد 3523 Monday 18, November 2019
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
الغانم : ثقة الشعب الكويتي راسخة بقائدهم الحكيم باسل الصباح : ربط إلكتروني قريباً بين المراكز الصحية والمستشفيات لبــنــان عـــــاد إلى «نقــطـــة الصــــفــــر» الأمير: عُمان حققت إنجازات حضارية في ظل القيادة الحكيمة للسلطان قابوس ولي العهد استقبل رئيسي مجلسي الأمة والوزراء المبارك استقبل وزيرة خارجية سيراليون باريس تمنع عروض الحيوانات البرية في السيرك البندقية تستعد لمد استثنائي مرتفع آخر والسياح يفرون «الهيئة» تنظم حفل استقبال لبطلات الجمباز 53 جواداً في الاجتماع الثالث لنادي الصيد والفروسية بطولة الكويت الوطنية لسباقات «دراغ.ريس» تختتم منافساتها بنجاح العـــراقـــيـــــون : «نـــــريــــد وطـــــنـــــاً» اليمن : مصرع رئيس شعبة التحقيقات في جهاز الأمن الوقائي التابع للحوثيين انطلاق حملة الانتخابات الرئاسية في الجزائر مؤشرات البورصة تمتص تداعيات استقالة الحكومة وتغلق على «ارتفاع» «مجموعة التمدين» تحصد ثلاث جوائز مرموقة عن «الكوت» و « 360» «ستاندرد آند بورز» تؤكد التصنيف الائتماني طويل الأجل لـ «بوبيان» عند «A» «إن بارادوكس».. أول فيلم كويتي في قائمة «غولدن غلوب» محمد عبده يحيى حفل «ليلة عراب الطرب» في رأس السنة أسما لمنور وعبادي الجوهر وفؤاد عبد الواحد يتألقون بحفلهم في «موسم الرياض»

دولي

العـــراقـــيـــــون : «نـــــريــــد وطـــــنـــــاً»

بغداد - «وكالات» : أفاد شهود عيان بأن الآلاف من المواطنين العراقيين نظموا، أمس الأحد، إضرباً طوعياً عن العمل تم فيه إغلاق عدد من الأبنية الحكومية والمدارس والأسواق والمحال التجارية، في مشهد غير مسبوق، دعماً لمطالب المظاهرات الاحتجاجية التي تشهدها بغداد و9 محافظات للمطالبة باستقالة الحكومة وحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة في البلاد.
وقال الشهود إن «الآلاف من طلاب المدارس والجامعات وموظفي العتبات المقدسة والدوائر الحكومية خرجوا إلى الشوارع في مناطق متفرقة من بغداد وعدد من المحافظات لتأييد مطالب المتظاهرين».
وذكر الشهود أن السلطات الأمنية في بغداد والمحافظات الأخرى أغلقت الطرق والجسور ونشرت قوات إضافية لمنع تدفق المشاركين في الإضراب من الوصول إلى ساحات التظاهر للمشاركة في المظاهرات الاحتجاجية.
وذكرقائد شرطة واسط العميد علي حسن، اليوم إن «هناك تعاوناً بين القوات الأمنية والمتظاهرين وتم تشكيل دوريات بالتعاون مع المتظاهرين لحماية ساحة التظاهرات».
وما زالت السلطات الإيرانية تمنع دخول المسافرين العراقيين عبر منفذ الشلامجة في محافظة البصرة بسبب الاحتجاجات التي تشهدها مدن إيرانية فيما يسمح فقط باستمرار حركة الشاحنات التجارية بين البلدين.
وأعلنت محافظات بابل وواسط وميسان وذي قار اعتبار اليوم الأحد، عطلة رسمية على خلفية الإعلان عن الإضراب العام عن العمل لدعم المظاهرات الاحتجاجية الكبرى التي تجتاح العاصمة وتسع محافظات للأسبوع الرابع على التوالي.
وكان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، دعا الأسبوع الماضي إلى دعم المظاهرات الاحتجاجية بالإضراب عن العمل ليوم واحد لجميع الموظفين وطلبة الجامعات والمدارس في مشهد غير مسبوق في تاريخ العراق.
وطلبت وزارتا التعليم العالي والتربية من طلبة الجامعات والكليات والمراحل الدراسية الأولية كافة الانتظام بالدراسة وعدم المشاركة في الإضراب العام. ورحب المتظاهرون في ساحات التظاهر في بغداد وعدد من المحافظات بانطلاق الإضراب العام لما له من أهمية كبيرة في دعم مطالب المتظاهرين في إسقاط الحكومة وحل البرلمان وتعديل الدستور.
وأكد متظاهرون أن مجرد إعلان الإضراب العام هو انتصار لمطالب المتظاهرين حتى وإن كان إضراباً طوعياً أو حتى لو اقتصر ذلك على إيقاف العمل أو التجمع أمام الأبنية الحكومية دون الوصول إلى ساحات التظاهر أو الخروج إلى الشوارع.
وشهدت الساعات 24 الماضية حالة من الهدوء في ساحات التظاهر في ساحة التحرير والخلاني في بغداد وأمام أبنية مجالس المحافظات في البصرة وميسان والناصرية وواسط والديوانية والسماوة والنجف وكربلاء وبابل.
ونشرت الحكومة العراقية تعزيزات أمنية في الشوارع لحماية التطورات الجديدة في الشوارع وضبط الأمن.
من ناحية أخرى ببزات حمراء وأقنعة دالي الشهيرة، يؤدي أعضاء فرقة موسيقية محلية في مدينة الموصل بشمال العراق على أنغام نشيد المقاومة الإيطالية الشهير «بيلا تشاو»، أغنية «ثورتهم» الخاصة دعماً لحركة الاحتجاج المتواصلة منذ أسابيع في كل أنحاء البلاد.
ومنذ الأول من أكتوبر الماضي، تشهد بغداد ومدن جنوبية عدة احتجاجات دامية مناهضة للحكومة، أسفرت عن مقتل أكثر من 330 شخصاً، بحسب مصادر أمنية وطبية، وقرّر أبناء مدينة الموصل، كبرى مدن محافظة نينوى الشمالية، استخدام الفن لمساندة المتظاهرين الساعين إلى «إسقاط الحكومة».
وفي فيديو كليب انتشر سريعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن رؤية فنانين يرتدون بزات حمراء اشتهرت في مسلسل «لا كاسا دي بابل» الإسباني الذي أنتجته «نيتفليكس»، ويعتقد البعض في العراق أن المقصود بـ»كاسا دي بابل»، مدينة بابل الأثرية جنوب بغداد التي أدرجت مؤخراً على لائحة التراث العالمي.
وولدت فكرة تعريب الأغنية إلى اللهجة العراقية لدى الفنان محمد البكري (26 عاماً) لتتحول كلمة «بيلا تشياو» (الوداع يا جميلة) إلى «بلاية جارة» (وتلفظ تشارة)، باللهجة العراقية وتعني «دون حل».
وتقول الأغنية «حلمي ما شفته، والدرس عفته، وضعيتي كفته بلاية جارة، حصتي سلبوني، اسمي نسوني، دمعات عيوني بلاية جارة، رزقي سلبوني، حقي باكوني (سرقوني)، متت صدقوني، مسؤولي ساكت، والوضع خابط، وضعيتي صارت بلاية جارة».
ويقول مخرج الأغنية عبد الرحمن الربيعي (25 عاماً): «الأغنية رسالة فنية للتضامن من الموصل مع المتظاهرين، ونقول لهم قلوبنا معكم»، وتبدأ صور الأغنية بمشهد لميكانيكي يائس يلعب دوره البكري، أحد أعضاء الفرقة المؤلفة من 14 فناناً.
ويقول البكري وهو أب لطفلين، إنه أسس الفرقة في العام 2016، مضيفاً «اشترينا ملابس مستعملة وصنعنا أقنعة من القماش والبلاستيك وقمنا بصبغها، وصورنا في منازلنا وفي شوارع»، ويضيف الفنان الذي كان يحلم بالتظاهر في الشوارع مثل أبناء بلده، بأن «وضعاً استثنائياً يمنع أهل الموصل من التظاهر، لذا اخترنا هذه الطريقة للمساندة».
وتمثل فرص العمل والخدمات العامة ومحاربة الفساد المطالب الرئيسية للاحتجاجات التي دخلت شهرها الثاني، وتحولت إلى مطالب بـ»إسقاط النظام»، وتواجه بقمع وعنف من السلطات.
ولم يلتحق سكان المحافظات ذات الغالبية السنية في شمال العراق وغربه بموجة الاحتجاجات، رغم أن الظروف فيها ليست بأحسن من باقي المحافظات، لكن سكان تلك المناطق يقولون إن تهمة «الإرهاب» ستكون جاهزة في حقهم، خصوصاً أن محافظاتهم كانت خاضغة لسيطرة تنظيم داعش الذي دحر من البلاد في نهاية العام 2017، كما أنهم يتخوفون من اتهامات بالولاء للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وحزب البعث.
وأشارت السلطات العراقية في مناسبات عدة إلى أن الاحتجاجات يخرقها «مندسون»، ولفت بعض المسؤولين إلى أنها «مؤامرة» تسعى إلى زرع الفوضى، ويرى البكري أن الشاشة هي بديل الشارع، قائلاً «بالفن، يمكننا دعم الحركة بطريقتنا الخاصة، اخترنا هذه الطريقة للمساندة، وأعتقد أنها تعبر عن رأي كل العراقيين».
وتمكنت الفرقة من إنتاج الفيديو خلال 12 ساعة فقط، وبثه عبر شبكات التواصل الاجتماعي قبل أن تحجبه السلطات نهائياً وتقطع الإنترنت في معظم محافظات البلاد، وفي الفيديو المتداول، يظهر الممثلون حاملين لافتات كتب عليها «نريد عراقاً موحداً» و»أريد حق أخي الشهيد» و»أريد حقي».
وتعتبر الطالبة جيهان مزوري(23 عاماً) أن دورها في مشاهد الأغنية، هو أقل واجب وطني يمكن تقديمه لإخواني المتظاهرين السلميين في مدن الجنوب، وتجسد هذه الشابة دور امرأة ترتدي عباءة سوداء وحجاباً يغطي جزءاً من وجهها، وتبدو في الفيديو كليب يائسة وهي تغني «المستقبل صار بلاية جارة».
وبعد نجاح الفيديو وانتشاره، قررت مزوري والفريق التوجه إلى بغداد، القلب النابض للاحتجاجات، للمشاركة في التظاهر، ووصل الفريق إلى ساحة التحرير وأدوا هناك أغنية «تك تك يا أم سليمان» الشهيرة للفنانة اللبنانية فيروز، مع بعض التغييرات والتحويرات لتناسب الوضع العراقي، ليعبروا عن تقديرهم لسائقي عربات الـ»توك توك» الثلاثية العجلات التي باتت رمزاً مهماً للاحتجاجات.
ويواصل العراقيون احتجاجاتهم التي تعد الأكبر منذ عقود، ويقول الربيعي إن «العراقيين أصبحوا اليوم أكثر شجاعة، زادت ثقة المواطن بنفسه وحبه لوطنه وعدم السكوت تجاه ما يحدث، ماكو (لا) خوف بعد الآن».
من جهة أخرى أبدت حكومة كندا، أمس الأحد، عن قلقها من ازدياد حالات القتل في تظاهرات العراق، مؤكدة دعمها حق التظاهر السلمي وحرية الصحافة.
وقالت الدائرة الإعلامية في السياسة الخارجية الكندية في بيان إن «حكومة كندا عبّرت عن قلقها الشديد تجاه العنف المتواصل الذي سبّب في حالات قتل متزايدة خلال التظاهرات في العراق»، مشيرة الى أن حكومة كندا تدعم بشكل متواصل حق التظاهر السلمي وحرية الصحافة، حسب ما ذكر موقع «السومرية نيوز» الإخباري.
وأضافت أن «الشعب العراقي يستحق الاستقرار والازدهار والأمان»، مؤكدة أن الحكومة الكندية تدعم وتشجع القيام بالحوار البنّاء لأجل العراقيين كافة.
ودخلت التظاهرات الشعبية الواسعة في بغداد وعدد من محافظات وسط وجنوب العراق، اليوم يومها الـ 24 والتي ابتدأت بمطالب توفير فرص العمل ومحاربة الفاسدين وتقديمهم للعدالة، وتطورت إلى مطالب أخرى أبرزها تغيير الحكومة الحالية وتعديل الدستور.
ويصر المتظاهرون على تلبية مطالبهم المتمثلة بتغيير الحكومة وتعديل الدستور وقانون الانتخابات ومفوضيتها، وتوفير فرص العمل ومحاربة الفاسدين وتقديمهم للعدالة، بينما تسابق الحكومة والبرلمان الزمن لتقديم حزم إصلاحية تلبية لهذه المطالب في محاولة منهما لإنهاء الأزمة ووقف التداعيات المحتملة التي قد تنجم عنها.
من ناحية أخرى أفاد مصدر أمني في قيادة عمليات نينوى العراقية، أمس الأحد، بمقتل 4 جنود و6 من عناصر تنظيم داعش الإرهابي إثر هجوم شنه عناصر من التنظيم شمال غرب الموصل 400 كلم شمال بغداد.
وقال العميد محمد الجبوري إن «قوات مكونة من الجيش والشرطة، وبإسناد من الطيران الحربي، تمكنت من صد هجوم كبير لداعش في سلاسل جبال العطشانة في بلدة بادوش (25 كلم شمال غرب الموصل)، وتمكنت خلال معارك استغرقت 30 دقيقة من قتل 6 من عناصر داعش واعتقال 13 آخرين»، مشيراً إلى أن عناصر داعش تمكنوا من قتل 4 جنود كانوا مرابطين في المنطقة.
وما زالت مناطق عديدة من محافظة نينوى، وخاصة القريبة من الحدود السورية شمال غرب الموصل، تشهد أعمال عنف ينفذها عناصر داعش ضد القوات الأمنية العراقية والمدنيين، وذلك رغم إعلان القضاء على تنظيم داعش عسكرياً في البلاد نهاية 2017.

اضافة تعليق

الاسم

البريد الالكتروني

التعليق