
بغداد - «وكالات» : رفض أفراد عائلة أحد قتلى تظاهرات «25 أكتوبر” في العراق، مصافحة وزير الداخلية العراقي، ياسين الياسري، وطردوه من العزاء الذي أقاموه في بغداد.
ولم تأتِ وسائل الإعلام العراقية، أو غيرها، على خبر الطرد الذي وصل صداه إلى مواقع التواصل، من دون أن ترد في أي منها تفاصيل ما حدث، خصوصا عن زمان ومكان مجلس العزاء، ولا معلومات عن هوية القتيل وظروف ما حل به.
إلا أن البعض علق بقوله إن الشخص الذي طرد الفريق الدكتور ياسين طاهر اليسري «هو شيخ عشيرة، وقال له حين اقترب ليصافحه ويعزيه: «شنو، جايين تضحكون علينا؟ يلا برة برة» فامتثل الياسري للأمر وخرج من دون أن يتلفظ بكلمة.
من ناحية أخرى تجددت المظاهرات الاحتجاجية، التي اندلعت في العراق مطلع أكتوبر الماضي، في بغداد وتسع محافظات عراقية؛ للمطالبة بإقالة الحكومة وحل البرلمان وتعديل فقرات في الدستور.
وتشهد ساحات التظاهر في التحرير والخلاني وحافظ القاضي في بغداد ومحافظات البصرة والناصرية وميسان والمثنى وواسط والديوانية والنجف وكربلاء وبابل تدفق مجاميع من المتظاهرين للتعبير عن مساندتهم لمطالب المتظاهرين حاملين أعلام العراق.
وأغلقت السلطات العراقية بالكتل الاسمنتية جسر الأحرار ليكون ثالث جسر يغلق في بغداد بعد تمركز المتظاهرين في ساحة حافظ القاضي المقابلة للجسر عند منتصف شارع الرشيد، كما أغلق متظاهرون في محافظة البصرة من جديد الطرق المؤدية إلى ميناء أم قصر التجاري والطرق المؤدية إلى حقل نهران عمر النفطي.
وفي محافظة الديوانية 280 كم جنوب بغداد أعلن أمس عن اختطاف الصحفي والناشط محمد الشمري بعد خروجه من منزله يوم أمس الأول، ويعمل الشمري لحساب وسائل إعلام متعددة لينضم إلى قافلة المختطفين (بينهم ضابط كبير بوزارة الداخلية) منذ انطلاق المظاهرات الاحتجاجية في الأول من الشهر الماضي.
من جهة أخرى قال مصدران بميناء أم قصر العراقي أمس الإثنين، إن محتجين سدوا مدخل الميناء القريب من البصرة ومنعوا الموظفين والشاحنات من دخوله، مما أدى لتراجع العمليات بنسبة 50 في المئة.
وأضاف المصدران، أنه في حالة استمرار الحصار حتى بعد الظهر، فإن العمليات ستتوقف كلياً.
وسبق إغلاق مداخل الميناء من 29 أكتوبر إلى التاسع من نوفمبر، مع استئناف وجيز للعمليات بين السابع والتاسع من نوفمبر.
يستقبل ميناء أم قصر، وهو الميناء الرئيسي للعراق على الخليج، شحنات الحبوب والزيوت النباتية والسكر لبلد يعتمد بدرجة كبيرة على واردات الغذاء.
من جانب اخر أفاد شهود عيان بأن القوات العراقية فرقت مساء الأحد، مظاهرة احتجاجية بالقنابل المسيلة للدموع في قضاء الرفاعي بمحافظة الناصرية، 375 كيلومتراً جنوب بغداد.
وذكر الشهود، أن أعداداً كبيرة من المتظاهرين قطعت الطرق المؤدية إلى مدينة الرفاعي لمنع دخول القوات الأمنية إليها لتفريق المظاهرات وفض الاعتصامات، وأن القوات الأمنية أطلقت الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع على المتظاهرين والمعتصمين.
وتشهد محافظة الناصرية، مثلها مثل عدة محافظات، موجة عنف واضطرابات على خلفية تصاعد وتيرة المظاهرات الشعبية التي تطالب بإقالة الحكومة العراقية، وحل البرلمان.
من جهة أخرى نفى الحزب الديمقراطي الكردستاني في شمال العراق، أمس الإثنين، مشاركة قوات البيشمركة الكردية في قمع المظاهرات التي يشهدها العراق حالياً.
وقال الحزب، في بيان إن «قسماً من أبناء الشعب العراقي، يمارس حقاً ضمنه الدستور بالتظاهر والمطالبة بحقوق ضمن هوية مواطنة ترتقي بالواقع العراقي نحو الأفضل».
وأضاف: «اننا اذ نحيي كل الجهود الشعبية السلمية، وبكافة القطاعات التي تجتمع في ساحات التظاهر، نود أن نلفت انتباه الأخوات والأخوة أصحاب هذا الحق الدستوري، للحذر من النفر الضال المضل الذي يروم ترويج شائعات مسمومة بغية تهديد السلم الاجتماعي، وسلامة الوطن، بزج اسم أخوتكم من البيشمركة في المسؤولية عن الحوادث التي رافقت التظاهرات».
وتابع البيان أن «البيشمركة بتاريخها الوطني الطويل، كانت درعا لكل العراقيين، وحمتهم جميعاً وقدمت ألوفا من الشهداء الأبرار ليبقى الشعب العراقي بكافة أطيافه في طليعة الشعوب الوثابة للحرية والتقدم، وهم جزء من منظومة الدفاع وأخوة لكم، وهي أبعد منالاً من أن يتلطخ اسمها أو تتلطخ مسيرتها بما لا يرضي الضمير والوطن».
ويعد الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الإقليم السابق مسعود بارزاني، من أكبر الأحزاب الكردية وله 25 مقعداً من أصل 328 في مجلس النواب العراقي.
من ناحية أخرى أفاد مصدر في قيادة عمليات نينوى مساء الأحد، بمقتل 7 من عناصر تنظيم داعش في قصف لطيران التحالف الدولي شمال غرب الموصل، 400 كيلومتراً شمال بغداد.
وقال العميد محمد الجبوري، إن «طيران التحالف الدولي نفذ 5 ضربات جوية على أنفاق ومواقع داعش في سلسلة جبال عطشانة، 25 كيلومتراً شمال غرب الموصل، ما أسفر عن قتل 7 من عناصر داعش في حصيلة أولية».
كانت قوات من قيادة عمليات نينوى وبإسناد الطيران الحربي تمكنت من صد هجوم لداعش في سلسلة جبال العطشانة وتمكنت من قتل 6 من عناصر داعش واعتقال 13 آخرين، مشيراً إلى أن عناصر داعش تمكنوا من قتل 4 جنود كانوا مرابطين في جبال بادوش.
ولاتزال مناطق عدة من محافظة نينوى خاصةً القريبة من الحدود السورية شمال غرب الموصل، تشهد أعمال عنف، واختطاف، وقتل، وتفجيرات ينفذها عناصر داعش ضد القوات الأمنية العراقية، والمدنيين، رغم القضاء على تنظيم داعش عسكرياً في نهاية 2017.