
بغداد – طهران – واشنطن – "وكالات":قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه أمر بقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني لمنع حرب لا لإشعالها مشيرا إلى أن سليماني كان يخطط لهجمات وشيكة ضد أمريكيين.
وأبلغ ترامب الصحفيين في منتجعه مار الاجو بولاية فلوريدا:"سليماني كان يخطط لهجمات وشيكة وشريرة ضد دبلوماسيين وجنود أميركيين لكننا ضبطناه متلبسا وقمنا بتصفيته".
وتابع ترامب:"تحركنا الليلة الماضية لمنع حرب. لم نتحرك لإشعال حرب" مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لا تسعى لتغيير النظام في إيران.
وقال ترامب إن الهجمات الأخيرة على أهداف أمريكية في العراق والهجوم على السفارة الأمريكية في بغداد كان بتوجيهات من سليماني.
وأضاف: "استخدام إيران لمقاتلين بالوكالة لزعزعة استقرار دول الجوار يجب أن يتوقف الآن".
من جانب آخر، حض الممثل السامي للاتحاد الأوروبي المكلف بالشؤون الخارجية جوزيف بوريل "جميع الجهات الفاعلة المعنية وشركاءها على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس" بعد مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في هجوم أميركي في بغداد.
ودعا بوريل إلى "التحلي بالمسؤولية في هذا الوقت الحاسم"، مؤكداً أن "أزمة أخرى قد تهدد جهود سنوات بُذلت من أجل استقرار العراق".
من جانب اخر تجمع الآلاف من المشيعين أمس في موكب جنازة عبر بغداد لأكبر جنرالات إيران وغيره من قادة الميليشيات الذين قتلوا في غارة جوية أميركية. وشارك رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبدالمهدي في مراسم التشييع، وكان العديد من المشيعين يرتدون ملابس سوداء، ويحملون أعلاما عراقية وأعلام ميليشيات مدعومة من إيران وموالية بشدة لسليماني.
وأقفلت ميليشيات الحشد الشعبي في العراق طرقات العاصمة بغداد، حيث تجمع المشيعون في موكب حول نعشي الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس أبرز مساعديه في العراق.
وجري التشييع في حي الكاظمية في بغداد، قبل أن تنظم مراسم تشييع وطنية في المنطقة الخضراء بحضور عدد من القادة العراقيين.
وذكرت قناة العالم الإيرانية على تليغرام أن جثمان سليماني يشيع في بغداد ثم في كربلاء والنجف ثم ينقل إلى مشهد وبعدها لطهران ثم يدفن في كرمان.
ونقلت نعوش العراقيين الخمسة إلى الكاظمية على سيارات بيك-آب رفعت عليها أعلام عراقية، وسارت بين الحشد. ورفعت على السيارات التي تنقل القتلى الإيرانيين أعلام إيران. ورفع عدد من المشاركين في الحشد صورا للمرشد الإيراني علي خامنئي والأمين العام لميليشيا حزب الله حسن نصر الله.
وكان الحرس الثوري الإيراني، أعلن أمس الأول، مقتل قائد فيلق القدس التابع له قاسم سليماني في قصف أميركي.
وأقر بدوره متحدث باسم ميليشيا الحشد الشعبي، فجر أمس الأول، بمقتل سليماني، والقيادي البارز في الميليشيا أبومهدي المهندس في قصف استهدف موكبهما بالقرب من مطار بغداد الدولي، وذلك بعد أن أعلن التلفزيون العراقي الرسمي نبأ مقتلهما، فيما تم نقل ما تبقى من جثتي سليماني والمهندس إلى مستشفى المثنى في بغداد.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية، البنتاغون، أكدت فجر أمس الأول، العملية التي استهدفت مطار بغداد الدولي، وقتلت قادة إيرانيين بينهم قاسم سليماني، وأبومهدي المهندس نائب رئيس ميليشيا الحشد الشعبي.
وأعلن البنتاغون أن الهدف من الضربة الأميركية كان ردع أي خطط إيرانية في المستقبل لشن هجمات ضد أميركا. وأضافت الوزارة أن الرئيس ترمب أمر بقتل قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، بعد أن تأكد أن الأخير صادق على قرار الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد.
من جهة أخري قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أمس الأول إن الولايات المتحدة بصدد نشر ما يصل إلى 3500 جندي إضافي في الشرق الأوسط في استعراض للقوة بعد اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في العراق.
وستأتي التعزيزات من قوة رد سريع تابعة للفرقة 82 المحمولة جواً كانت وضعت بحالة تأهب بعد مهاجمة السفارة الاميركية في بغداد، بحسب بيان للمتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية.
وأوضح المصدر ان "هذه الكتيبة ستنشر في الكويت وهو اجراء مناسب ووقائي استجابة لتزايد مستوى التهديد ضد القوات والمنشآت الاميركية".
من جهة أخري قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أمس، تعليقاً على مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، بعملية عسكرية في بغداد، إنه "ببساطة انتهى عصر مسايرة أميركا للإرهابيين".
جاء ذلك في مقابلة لوزير الخارجية الأميركي مع "إيران إنترناشيونال عربي" للتعليق على العملية الأميركية التي أدت لمقتل سليماني.
وقال إن سليماني كان في قلب كل الأحداث، مضيفاً أن 6 ملايين شخص نزحوا في سوريا، والمأساة التي رأيناها في العراق، كان (سليماني) وسط شبكة العنكبوت والآن رحل.
وأضاف: "راقبنا سليماني وقواته في الحرس الثوري وقواته بالوكالة في العراق.. وجدنا أنهم يشاركون في أنشطة مثيرة للتوتر تهدد حياة الأميركيين".
وعن التظاهرات بالعراق ولبنان، قال بومبيو إن الشعبين اللبناني والعراقي لا يتظاهران ضد أميركا، وإنهما يريدان الحرية لمنع حكومتيهما من الفساد، هما يريدان أن يعيشا.
وفي ذات السياق، صرح بومبيو، أمس الأول، أن الأوروبيين "لم يكونوا مفيدين" بالقدر الذي كانت تأمل به الولايات المتحدة بشأن قتل سليماني في العراق.
وأوضح بومبيو في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" أنه اتصل بمسؤولين في جميع أنحاء العالم لمناقشة الهجوم الذي أشاد به الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لكنه واجه تحذيرات من أنه يمكن أن يؤجج التوتر في المنطقة.
وقال الوزير الأميركي: "أمضيت اليوم الأخير ونصف يوم، أتحدث مع شركاء في المنطقة وأطلعهم على ما كنا نفعله، ولماذا كنا نفعل ذلك، سعيا للحصول على مساعدتهم. جميعهم كانوا رائعين".
وأضاف "ثم جاء الحديث مع شركائنا الآخرين في أماكن أخرى ولم يكن جيدا. بصراحة لم يكن الأوروبيون مفيدين بالقدر الذي كنت أتمناه".
وبعد الإعلان عن مقتل سليماني، دعا مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، كل الأطراف الفاعلة إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتحمل المسؤولية في هذه اللحظة الحاسمة".
من جهته، حثَّ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الولايات المتحدة على "ضبط النفس" بعد عملية مقتل سليماني، بينما رأى وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أن وقف التصعيد سيكون أساس الحل.
وقال بومبيو إن "البريطانيين والفرنسيين والألمان يجب أن يدركوا أن ما فعلناه، ما فعله الأميركيون أنقذ أرواحاً في أوروبا كذلك".
وأضاف "كان هذا أمراً جيداً للعالم بأسره، ونحن نحث الجميع في العالم على الوقوف بجانب ما تحاول الولايات المتحدة فعله وهو ببساطة دفع جمهورية إيران إلى اتباع سلوك دولة طبيعية".
وكان بومبيو قد صرح قبل ذلك أمس الأول أن سليماني كان يخطط لعمل وشيك يهدد مواطنين أميركيين عندما قُتل في الغارة.
من جهة أخري قرّر التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب تقليص عملياته العسكرية في العراق بعد الضربة الأمريكية التي استهدفت رئيس فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس في بغداد، حسب ما أفاد به مسؤول عسكري أمريكي أمس.
وقال المسؤول: "سننفذ بعمليات محدودة ضد تنظيم داعش مع شركائنا لتدعم بشكل متبادل جهودنا لحماية قواتنا"، مضيفاً "عزّزنا الإجراءات الأمنية والدفاعية في القواعد العراقية التي تستضيف قوات التحالف".
من جهة أخر أكد كبير المتحدثين باسم القوات المسلحة الإيرانية أبو الفضل شكارجي أمس أن "إيران ستمتنع عن أي رد متهور ومتسرع" على مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في غارة أميركية بالعراق أمس الأول.
وأضاف شكارجي، في حديث وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء: "لكن الانتقام سيكون وفقاً لما يطالب به الشعب" الإيراني. وشدد مضيفاً: "من حقنا الرد على هذه الجريمة. وبالتأكيد إيران سترد على هذه العملية الإرهابية"، حسب وصفه.
كما اعتبر شكارجي أنه "في حال حصول أي حرب في المنطقة، فإن مشعلها الرئيسي هي واشنطن.. وستنال ضربة قاسية تجعلها تندم".
في سياق متصل، نقلت وكالة "مهر" عن نائب قائد الحرس الثوري العميد علي فدوي تعليقه على الرسالة التي سلمتها الولايات المتحدة لإيران عبر القائم بالأعمال السويسري في طهران والذي ترعى بلده المصالح الأميركية في إيران.
وقال فدوي: "الرسالة الرسمية الأميركية طلبت ألا يتجاوز حجم الرد الإيراني سقف الانتقام لسليماني فقط"، وأضاف معلقاً: "لا يمكن لواشنطن أن تحدد شكل وطبيعة وسقف الرد الإيراني بعد اغتيالها سليماني".
من جهته، قال محسن رضائي أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران: "نعد بأن ثأرنا سيكون قاسياً جداً بحيث لا تجرؤ أي دولة أخرى على ارتكاب مثل هذه الأعمال"، في معرض تعليقه على مقتل سليماني.
كما اعتبر رضائي أن "أميركا أقدمت على انتحار سياسي وعسكري باغتيالها سليماني.. إذا اندلعت حرب فإن (الرئيس الأميركي دونالد) ترمب ليس أهلا لها"، حسب وصفه.
في سياق متصل، قال رضائي إن "سليماني كان قادماً من سوريا" عندما تم قتله، مضيفاً أن "احتمال أن تكون إسرائيل قد زودت أميركا بمعلومات الطيران أمر وارد".
في سياق آخر، اعتبر رضائي أنه "يجب إعلان الخطوة الخامسة لخفض مستوى التزام إيران بالاتفاق النووي سريعاً".
من جانب أخر قال السفير الإيراني في الأمم المتحدة أمس الأول إن قتل قاسم سليماني أبرز قائد عسكري إيراني في ضربة جوية أمريكية أشبه بشن حرب وإن ”الرد على عمل عسكري يكون بعمل عسكري“.
وقال السفير مجيد تخت روانجي في مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية الأمريكية إن الولايات المتحدة دخلت ”باغتيال“ سليماني مرحلة جديدة بعدما بدأت ”حربا اقتصادية“ بفرض عقوبات مشددة على إيران في عام 2018.
وأضاف السفير ”لذلك كان هذا...فصل جديد يعادل بدء حرب ضد إيران“.
وقال روانجي مكررا تصريحات زعماء إيرانيين إن بلاده ستوجه ردا قاسيا.وكان السفير أبلغ مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في وقت سابق الجمعة بأن بلاده تحتفظ بحقها في الدفاع عن النفس بموجب القانون الدولي بعدما قتلت الولايات المتحدة سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني.
وذكر روانجي في رسالة إن قتل سليماني ”مثال واضح لإرهاب الدولة وعمل إرهابي يمثل انتهاكا صارخا للمبادئ الأساسية للقانون الدولي وخاصة تلك المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة“.
وقد تسعى الولايات المتحدة إلى تبرير قتل سليماني بالمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تغطي حق الدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسها ضد هجوم مسلح. وتلزم تلك المادة الدول بإبلاغمجلس الأمن الدولي ”على الفور“ عن أي إجراءات تتخذ للدفاع عن النفس.
واستخدمت الولايات المتحدة المادة 51 لتبرير تحركها في سوريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014.
وقال دبلوماسيون إن المجلس لم يتلق بعد رسالة من واشنطن بشأن قتل سليماني.
وقال فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام في بيان يوم الجمعة إن جوتيريش يشعر بقلق بالغ بشأن التصعيد الأخير في التوتر بالشرق الأوسط.
وأضاف المتحدث ”هذه لحظة ينبغي فيها للزعماء ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. العالم لا يمكن أن يتحمل حربا أخرى في الخليج“.
من جانب أخر دعت السفارة الأمريكية في بيروت، في بيان صدر عنها أمس الأول، رعاياها في لبنان لتوخي درجة عالية من الحذر بسبب التوترات في العراق والمنطقة.
بدورها، حثت فرنسا، أمس الأول، مواطنيها على توخي "الحذر" في العديد من دول الشرق الأوسط، بما في ذلك العراق ولبنان وإيران.
وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية في موقعها على الإنترنت "إن التوترات المتصاعدة في المنطقة والتطورات الأخيرة تتطلب منا توخي أقصى درجات الحذر عند السفر من أو إلى العراق".
كما نصحت بشدة بتفادي المناطق القريبة من لبنان وسوريا فأوصت "بتجنب أي تنقل بالقرب من الحدود مع لبنان (الخط الأزرق، الذي يفصل لبنان عن إسرائيل) وسوريا والذهاب إلى منطقة التزلج في جبل حرمون، والتي قررت السلطات (الإسرائيلية) إغلاقها" في الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان السورية منذ 1967.
كما دعت بريطانيا أمس رعاياها إلى تجنب السفر إلى العراق وإيران الا للضرورة القصوى وذلك عقب مقتل قاسم سليماني بغارة امريكية.
وقال وزير الخارجية البريطاني دومنيك راب في بيان صحفي انه عقب مقتل سليماني وتصاعد التوتر في المنطقة تقرر تحديث ارشادات السفر بالنسبة للمواطنين البريطانيين وحثهم على تجنب السفر كلية الى كل المناطق العراقية باستثناء (كردستان) التي يفضل عدم السفر اليها الا للضرورة.
وأضاف ان القرار يشمل إيران أيضا ولكن بأقل حدة حيث ينصح بعدم السفر اليها الا للضرورة الملحة داعيا جميع الرعايا البريطانيين في المنطقة الى توخي الحيطة والحذر ومتابعة تطورات الأوضاع عبر وسائل الإعلام.
وأكد راب ان وزارته تتابع تطورات الأحداث عن كثب وستقوم بتحديث ارشادات السفر مجددا عندما تقتضي الحاجة ذلك.
يذكر أن براين هوك المبعوث الأميركي الخاص بإيران كان قد قال في لقاء مع قناة "العربية"، إن قاسم سليماني كان يخطط لهجوم وشيك على منشآت أميركية وموظفين أمريكيين في العراق ولبنان وسوريا ودول أخرى. وأضاف هوك أن هذا المخطط كان سيؤدي إلى مقتل مئات الأميركيين.وفي سياق متصل، أعلنت وزارة النفط العراقية أن العشرات من المواطنين الأميركيين العاملين لدى شركات النفط الأجنبية في مدينة البصرة النفطية بالجنوب غادرون البلاد.