
بغداد - «وكالات» : أفاد شهود عيان ومصادر طبية، مساء الأربعاء، أن 5 متظاهرين أصيبوا بجروح جراء الاضطرابات التي تشهدها ساحة التظاهر بين اتباع الصدر المتظاهرين السلمين وسط محافظة النجف 180 كم جنوب بغداد.
وذكرت المصادر أن «خمسة متظاهرين اصيبوا بجروح من جراء المصادمات بين اتباع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، والمتظاهرين المعتصمين في ساحة الصدرين المركزية للتظاهر بعد دخول موجات كبيرة من أصحاب القبعات الزرقاء «اتباع الصدر» للساحة».
وذكرت المصادر أن أصحاب القبعات الزرقاء اعتقلوا اثنين من المتظاهرين.
من جانب آخر، ذكر المتحدث العسكري باسم سرايا السلام التابعة للتيار الصدري صفاء التميمي، عن قيام مجموعات مجهولة بمهاجمة المتظاهرين في ساحة الصدرين بمحافظة النجف الأشرف بالقنابل، والاعتداء على المتظاهرين السلميين وأصحاب القبعات الزرقاء.
وتشهد ساحة الصدرين المكتظة بالمتظاهرين وسط مدينة النجف اضطرابات ومصادمات بين اتباع الصدر، والمتظاهرين أدت إلى إحراق عدد من خيام الاعتصام وسط حالة من الانفلات الأمني وغياب القوات الأمنية.
كما أمر وزير الداخلية العراقي ياسين الياسري، أمس الخميس، باتخاذ الإجراءات الأمنية لحماية ساحة التظاهر في النجف.
وقالت وزارة الداخلية في بيان وفق «السومرية نيوز»: «من أجل استتباب الوضع الأمني وتهدئة الأوضاع، وفرض الأمن، والنظام في المحافظة وصل وزير الداخلية ياسين طاهر الياسري إلى محافظة النجف».
وأضاف البيان أن «وزير الداخلية أمر بحماية المتظاهرين واتخاذ الإجراءات الأمنية لحماية ساحة التظاهر».
وأكدت الوزارة «عقد اجتماع أمني في مقر المديرية حضره مديرو الأجهزة الأمنية والضباط لمناقشة آخر المستجدات الأمنية وأمر باتخاذ التدبير الأمنية والانتشار لحماية ساحة التظاهر وتأمين المحافظة».
من ناحية أخرى التقى رئيس الوزراء العراقي المكلف محمد علاوي عشرات من ممثلي الاحتجاجات المطلبية التي تشهدها بغداد ومدن جنوبية ذات الغالبية الشيعية، منذ أكتوبر، حسبما نقل أحد الحضور الأربعاء.
ويطالب المحتجون بإصلاحات سياسية أبرزها تغيير الطبقة السياسية الحاكمة، كما رفضوا ترشيح علاوي لرئاسة الوزراء كونه مرشحاً عن الأحزاب التي يحتجون ضدها منذ أشهر.
وأعلن علاوي عند ترشيحه في الأول من فبراير، عن دعمه للاحتجاجات وحث المتظاهرين على التمسك بمطالبهم.
وقال المحلل الأمني هشام الهاشمي الذي حضر الاجتماعات «عقد محمد علاوي منذ بداية الأسبوع، سلسلة اجتماعات مع عشرات الممثلين عن التظاهرات في المحافظات الثماني المشاركة في الاحتجاجات».
وتعهد علاوي بإطلاق سراح جميع المتظاهرين المحتجزين بسبب التظاهر، وتعويض عائلات القتلى خلال أعمال عنف مرتبطة بالاحتجاجات، والعمل مع الأمم المتحدة لتنفيذ مطالب المتظاهرين، وفقاً للهاشمي.
عمل علاوي (65 عاماً) وزيراً للاتصالات مرتين منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، لكنه استقال في كلتا المرتين، متهماً رئيس الوزراء نوري المالكي آنذاك بغض النظر عن عمليات فساد في العراق الذي يأتي بالمرتبة الـ16 بين الدول الأكثر فساداً في العالم وفقا لمنظمة الشفافية الدولية.
وذكر الهاشمي، بإن علاوي وعد وفود المتظاهرين بإنه سيتخذ إجراءات لمعالجة الفساد والقطاع العام من خلال تغيير حوالى 170 مسؤولاً حكومياً بالوكالة و450 مديراً عام في مختلف الوزارات.
كما تعهد رئيس الوزراء المكلف بمنح ناشطين وزارتين كحد أعلى في تشكيلة حكومته، التي يتعين عليها تشكيلها بموعد أقصاه الثاني من مارس، وبأنه سيأخذ برأي المحتجين في خمس وزارات ضمن مجلس الوزراء المقبل.
ووفقاً للدستور، يجب أن يمنح علاوي الثقة عبر تصويت البرلمان لتبدأ بعدها الفترة الرسمية لولايته.
وحتى ذلك الحين، لا يمكن لعلاوي أتخاذ قرارات وتنفيذ وعود الإصلاحات التي تعهد القيام بها.