
بيروت - «وكالات» : وصل رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي للعاصمة اللبنانية بيروت أمس الثلاثاء، في زيارة تهدف لإبداء الدعم للبنان بعد الانفجار الهائل الذي شهده مرفأ بيروت في الشهر الماضي.
ويستهل كونتي زيارته التي تستمر يومين بزيارة مرفأ بيروت بعد الانفجار في 4 أغسطس لماضي، الذي أسفر عن مقتل 190 شخصاً وإصابة نحو 6 آلاف.
كما سيزور السفينة الإيطالية التي نقلت مساعدات لرجال الإطفاء في بيروت، والمستشفى الميداني الإيطالي في ضواحي العاصمة.
ومن المقرر أن يجري كونتي محادثات مع الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب، إضافةً إلى لقاءات مع ممثلين عن المجتمع المدني.
وفي مقابلة مع صحيفة «لوريان لوجور»، اللبنانية اليومية بالفرنسية، قال كونتي إن زيارته تمثل «دليلاً عملياً على التضامن الإيطالي مع لبنان وشعبه».
وشدد على أن لبنان في حاجة ماسة إلى حكومة تتمتع بثقة الشعب ويمكن للمجتمع الدولي التعاطي معها لإعادة الإعمار.
وأضاف للصحيفة «آمل أن ينتهي تشكيل الحكومة الجديدة في القريب، وأن يبدأ تنفيذ برنامج إصلاح عاجل يلبي الطموحات المشروعة للشعب اللبناني».
وتأتي زيارة كونتي للبنان بعد أقل من أسبوعين من زيارة وزير الدفاع الإيطالي لورينزو غويريني.
ومن المقرر أن يزور كونتي كتيبة بلاده ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، يونيفيل.
من ناحية أخرى يستمع المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان في الأيام القليلة المقبلة إلى إفادات وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال، ومديري جهازين أمنيين، وفق ما أفاد به مصدر قضائي وكالة فرانس برس الثلاثاء.
وتسبّب انفجار ضخم في مرفأ بيروت في 4 أغسطس الماضي، في مقتل أكثر من 190 شخصاً وإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح، وفي تشريد نحو 300 ألف من سكان العاصمة، تهدّمت منازلهم أو تضررت.
وقال المصدر القضائي إن «صوان استدعى الوزير ميشال نجار والمدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا للاستماع إلى إفادتيهما الخميس بصفة شاهدين».
وأوضح أنه «إذا توفرت معطيات أو شبهات عن تقصير لأي منهما يمكن تحويله إلى مدعى عليه واستجوابه بهذه الصفة».
كما استدعى صوان وفق المصدر ذاته المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، للاستماع إلى إفادته الإثنين المقبل بصفة شاهد أيضاً.
ويحقق صوان، الذي استمع في الأسبوع الماضي إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، مع كبار المسؤولين عن إدارة المرفأ وأمنه، لتحديد المسؤوليات ومعرفة ملابسات الانفجار المروع وتحديد هوية الذين أهملوا أو تجاهلوا خطر إبقاء كميات هائلة من نيترات الأمونيوم مخزنة في المرفأ.
وتسلم نجار في 3 أغسطس أي قبل يوم من الانفجار الذي حوّل بيروت مدينة منكوبة، رسالة صاغها المجلس الأعلى للدفاع الذي يضم قادة كل الأجهزة العسكرية والأمنية، حول «كمية كبيرة من نيترات الأمونيوم التي تستعمل للمتفجرات» في المرفأ.
وقال نجار بعد أيام من الانفجار، إنه «فور إبلاغه بالرسالة، طلب من مستشاره الاتصال برئيس مجلس إدارة المرفأ حسن قريطم الموقوف حالياً للاستفسار، وطلب منه إرسال كل المستندات المتعلقة بالقضية إلى الوزارة، وهو ما حصل».
لكن في اليوم التالي، وقع الانفجار.
وأعلن جهاز أمن الدولة بعد الانفجار أنه «أعلم السلطات بخطورة» المواد «بموجب تقرير مفصل» حذّر فيه من سرقات من العنبر نتيجة فجوة كبيرة في «الحائط الجنوبي».
وذكرت تقارير إعلامية عدة موثقة بمستندات رسمية أن كمية نيترات الأمونيوم التي انفجرت أقل بكثير من 2750 طناً، إذ تبين أن كميات كبيرة أخرجت من العنبر، سرقت على الأرجح، في الأعوام الماضية.
وكان هذا أحد الأسباب التي دفعت سلطات المرفأ الى إصلاح الفجوة في العنبر.
وأعلنت قيادة الجيش الخميس أنها كشفت مستوعبات لدى جهاز الجمارك، تبين أنها تحتوي على «حوالى 4.3 أطنان» من نيترات الأمونيوم، تخلصت منها لاحقاً.
ولم يتضح إذا كانت جزءاً من الكمية الأساسية.
وأوقف صوان منذ تسلّمه ملف التحقيق في الانفجار 25 شخصاً بموجب مذكرات توقيف وجاهية، بينهم المدير العام للنقل البري والبحري عبد الحفيظ القيسي، ورئيس مجلس إدارة المرفأ حسن قريطم، والمدير العام للجمارك بدري ضاهر وأربعة ضباط. ومن بينهم أيضا 3 عمال سوريين، تولوا قبل ساعات من الانفجار، تلحيم فجوة في العنبر رقم 12.
من جهة أخرى وجهت نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، ورئيس اللجنة الاستشارية للشارقة العاصمة العالمية للكتاب للعام 2019، الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، بترميم وتطوير عدد من المكتبات التي تضررت من انفجار مرفأ بيروت اللبنانية.
ودعت القاسمي حسب بيان صحافي، رموز ومؤسسات الحراك الثقافي والإنساني في المنطقة العربية والعالم لدعم جهود إصلاح الوجه الثقافي للعاصمة اللبنانية، وتخصيص جانب من مبادراتهم لإنقاذ مكتبات، ومعارض فنية، وبيوت موسيقى، وجمعيات توقفت أعمالها إثر الانفجار.
وتولى «مكتب الشارقة العاصمة العالمية للكتاب 2019» مهام ترميم وتطوير المكتبات المتضررة، واستهدفت مبادرة الشيخة بدور القاسمي، ثلاث مكتبات عامة تديرها «جمعية السبيل»، وتشمل ترميم وتأهيل مكتبة مونو، وتحسين بيئتها الداخلية والخارجية، وتحديث تجهيزات مكتبتي الباشورة والجعيتاوي، إلى جانب الدعم المؤسساتي لجمعية السبيل التي تأسست في 1997، وتعد واحدة من المؤسسات غير الحكومية الناشطة في دعم المكتبات العامة في لبنان لتكون مجانية.
ووجهت القاسمي في إعلانها للمبادرة برسالة تضامن مع اللبنانيين أكدت فيها أن ما يعيشونه ليس ظرفاً صعباً عليه وحدهم وإنما هنالك الملايين من العرب يشعرون بما يعانون منه، ويقفون بكل ما يستطيعون إلى جانبهم.
وقالت الشيخة بدور القاسمي: «تتوازى ضرورة الاهتمام بمكتبات ومراكز الثقافة اللبنانية مع ضرورة رعاية الحالات الإنسانية التي خلفها انفجار بيروت، ففي الوقت الذي نقف إلى جانب المتضررين بأعمالهم وبيوتهم، لا يجب أن ننسى الوجه الحضاري للمدينة، أوأن نغفل عن القيمة التي تحملها مكتباتها ومعارضها الفنية ومؤسساتها الإبداعية، فعودة هذه المؤسسات والمراكز إلى الحياة من جديد يمنح اللبنانيين القوة ليواصلوا نهوضهم، ويحفظ لنا تاريخ لبنان الثقافي العريق».
وأضافت «نأمل أن تتوالى المبادرات والجهود المحلية والعربية والعالمية لدعم عودة الحياة الثقافية في بيروت، ونتطلع أن تمنحها المؤسسات الإنسانية الداعمة أولوية في مشاريع الترميم والإصلاح التي تقودها، فمثلما هنالك أسر فقدت بيوتها، هنالك كتب ولوحات وآلات موسيقية لم يعد لها مأوى ولم تعد تجد من يرعاها، لتكمل رسالة الوعي والمحبة».
بدوره توجه رئيس «جمعية السبيل»، المهندس زياد بوعلوان بالشكر للشيخة بدور القاسمي على مبادرتها الإنسانية الثقافية، وقال: «مسيرة الشيخة بدور في دعم الكتاب والمكتبات طويلة وتشهد عليها الكثير من المبادرات والخطوات النوعية التي كانت سبباً لإحداث نقلة وتحوّل كبير في قطاع صناعة الكتاب العربي بصورة عامة».