
الخرطوم – "وكالات": قال وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين إسماعيل إنه إذا لم تصل أطراف المفاوضات بشأن سد النهضة إلى اتفاق، فإن الأزمة ستدخل في "نفق يصعب الخروج منه"، على حد قوله.
وأكد إسماعيل خلال لقاء تلفزيوني مساء أمس الوأل أن اتفاقات مياه النيل السابقة ستظل مُلزمة للأطراف المعنية بها.
وشدد الوزير السوداني على ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم وعادل حول سد النهضة الإثيوبي.
وأضاف أن السودان متمسك بخيار "التفاوض المباشر بوساطة أفريقية إن أمكن" أو بوساطة أخرى أو بخيار التحكيم إذا وصلت الأمور لنقطة يصعب فيها التوصل إلى اتفاق.
وسدّ النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق منذ 2011 أصبح مصدر توتر شديد بين أديس أبابا من جهة والقاهرة والخرطوم من جهة ثانية. ويتوقع أن يصبح هذا السد أكبر منشأة لتوليد الطاقة الكهربائية من المياه في إفريقيا.
ومنذ 2011، تتفاوض الدول الثلاث للوصول إلى اتّفاق حول ملء السد وتشغيله، لكنها رغم مرور هذه السنوات أخفقت في الوصول إلى اتّفاق.
وترى إثيوبيا أن السد ضروري لتحقيق التنمية الاقتصادية، في حين تعتبره مصر تهديداً حيوياً لها، إذ إن نهر النيل يوفّر لها أكثر من 95% من احتياجاتها من مياه الري والشرب.
وفي يوليو الماضي أعلنت إثيوبيا أنها بدأت تعبئة سدّها العملاق، ما أثار قلق القاهرة والخرطوم.
من جهة أخري بعدما أكدت وسائل إعلام سودانية نقل الرئيس السوداني السابق، عمر البشير، فجر أمس الأول، إلى مستشفى علياء العسكري في أم درمان، لإجراء فحوصات طبية إثر تدهور حالته الصحية، عاد الأخير إلى السجن عقب استقرار وضعه.
فقد أعلن أبو بكر هاشم الجعلي، عضو هيئة الدفاع عن الرئيس عودة الأخير إلى سجن كوبر، عقب استقرار حالته الصحية، بعد خضوعه لفحوصات طبية بالمستشفى.
وأوضح الجعلي، وفق وسائل إعلام محلية، أن البشير دخل مستشفى "علياء التخصصي"، بمدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، لإجراء المزيد من الفحوصات، وذلك لأن طبيبه المعالج لاحظ عليه بعض الأعراض تقتضي التأكد من عدم وجود أمراض مزمنة.
وأشار إلى أن الفحوصات الطبية أثبتت عدم معاناته من أي مرض مزمن سوى الضغط.
فيما أثبتت الفحوصات أن تورم القدمين الذي عانى منه البشير في الفترة الأخيرة، أسبابه مشاكل في الأوعية الدموية ولا يشكل أي خطورة.
وأوضح أن التقرير الطبي للبشير خلص إلى عدم حاجته للبقاء بالمستشفى.
وكانت مصادر سودانية قد أشارت إلى أن صحة البشير، المحتجز في سجن "كوبر" في العاصمة السودانية الخرطوم، منذ الإطاحة به في إبريل 2019، تدهورت في أعقاب وفاة شقيقه عبدالله حسن أحمد البشير الأسبوع الماضي، نتيجة الإصابة بفيروس كورونا المستجد، حيث كانا محتجزين في نفس السجن.
وشيع جثمان عبدالله البشير إلى مقابر "حلة حمد"، في الخرطوم بحري، دون حضور شقيقه، الذي رفضت السلطات السودانية طلبه لحضور الجنازة.
يذكر أن آخر ظهور لعمر البشير كان في 17 نوفمبر الماضي، حين حضر جلسة لمحاكمته رفقة متهمين آخرين في تدبير انقلاب 1989.