
«وكالات» : أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أمس الإثنين، عن بذل الجهد لتسيير المفاوضات للتوصل إلى حل لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.
وقال غوتيريس، بعد لقائه أمس رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في بيروت: «لن ندخر جهداً لتسير المفاوضات من أجل التوصل لحل سريع لترسيم الحدود البحرية ليتثنى للبنان الاستفادة من الثروات الموجودة فيه».
وأضاف «آن الأوان للزعماء السياسيين في لبنان أن يتحدوا، وآن الأوان للمجتمع الدولي أن يعزز دعمه للشعب اللبناني».
ورأى أنه «فقط من خلال التضامن والوحدة يمكن المضي قدماً نحو مستقبل أفضل ويمكن أن يعود لبنان إلى ما كان عليه».
وقال غوتيريس: «لقد أخبرني الرئيس بري عن الانتهاكات المتكررة للأجواء اللبنانية وتناقشنا بضرورة تعزيز التعاون بين (القوات الدولية العاملة في الجنوب) اليونيفل والجيش اللبناني وضرورة أن يقدم المجتمع الدولي دعماً إضافياً للجيش».
ووصف حديثه مع بري بـ «البناء»، مضيفاً:» اعتقد أن اللبنانيين هم الأولى بحل أزماتهم لكن على المجتمع الدولي أن يساعد لبنان على إعادة هيكلة الاقتصاد اللبناني».
كما حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قادة لبنان على إعطاء الأولوية للشعب وتنفيذ إصلاحات لإنقاذ البلاد من كساد مالي وأسوأ أزمة اجتماعية منذ 30 عاماً.
والتقى غوتيريش مع الرئيس ميشال عون في بداية زيارة تستمر 4 أيام يُجري خلالها محادثات مع ساسة وزعماء مدنيين وعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية بشأن كيف يمكن أن تساعد المنظمة الدولية لبنان في التغلب على المشكلات المتفاقمة.
وقال في رسالة مصورة قبل الزيارة «ينبغي للقادة أن يضعوا الناس في المقام الأول، وأن ينفذوا الإصلاحات اللازمة لإعادة لبنان إلى المسار الصحيح، وهو ما يتضمن بذل الجهود لتعزيز المساءلة والشفافية واجتثاث الفساد». وكرر غوتيريش هذه الرسالة بعد وصوله.
وفي بلد منقسم طائفياً، فشلت الحكومات المتعاقبة المؤلفة من جميع الأحزاب الرئيسية في لبنان مراراً في تنفيذ الإصلاحات اللازمة لإصلاح المالية العامة.
ويضغط المانحون الأجانب منذ وقت طويل على الساسة من أجل القيام بالإصلاحات التي وعدوا بها سابقاً لكنها لم تُنفذ بسبب المصالح الخاصة.
ويقول المانحون إن هذه التعهدات شرط لإرسال الأموال.
وحذرت وكالات الأمم المتحدة من تدهور كبير في الظروف المعيشية.
وقال غوتيريش إنه يشعر بقلق عميق إزاء المصاعب التي يواجهها المواطن البسيط في لبنان.
وكرر غوتيريش دعوة أطلقها العديد من النشطاء والساسة اللبنانيين لمحاسبة المسؤولين عن انفجار كيماوي هائل في ميناء بيروت العام الماضي أودى بحياة 200 شخص وتسبب في خسائر بمليارات الدولارات.
وقال «أعرف أن اللبنانيين يريدون إجابات، وأسمع مطالبتكم بالحقيقة والعدالة».
كما قام الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الإثنين، بزيارة مرفأ بيروت حيث جال في أرجائه للاطلاع على الأضرار التي لحقت به جراء انفجار الرابع من أغسطس 2020.
ووفق «الوكالة الوطنية للإعلام»، اختتم غوتيريش جولته بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لـ «شهداء» انفجار المرفأ.
وكان انفجار ضخم هز مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس 2020 وأسفر عن تضرر عدد من شوارع العاصمة، ولقي أكثر من 200 شخص حتفهم، كما أصيب أكثر من ستة آلاف، وصار 300 ألف شخص بلا مأوى، ولم تعرف حتى الآن كيفية حصول الانفجار ومن تسبب به.
ووصل الأمين العام للأمم المتحدة إلى بيرو أمس الأحد في ما وصفه بـ «زيارة تضامن» مع لبنان وشعبه أثناء الأزمة الاقتصادية الطاحنة.
ويعاني لبنان من واحدة من أسوأ الأزمات الإقتصادية في العالم منذ أكثر من 150 عاماً، وفقاً للبنك الدولي.
وفقدت العملة الوطنية الآن نحو 95 في المئة من قيمتها، ويتوقع المحللون أن تنخفض الليرة اللبنانية أكثر من ذلك خلال الأيام القليلة المقبلة.
ووفقاً لتقرير للأمم المتحدة، يعيش أكثر من 70 في المئة من سكان لبنان البالغ عددهم 6 ملايين نسمة الآن تحت خط الفقر.