
عواصم - «وكالات» : أجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان اتصالاً هاتفيا، الجمعة، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية (واس).
وبحث الوزيران خلال الاتصال، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في شتى المجالات، إضافة لتبادل وجهات النظر حيال مستجدات الأوضاع في المنطقة والعالم والجهود المبذولة تجاهها.
كما بحث الوزيران، آخر التطورات المتعلقة بالأزمة في أوكرانيا.
وأكّد الوزير السعودي أن «الطريقة المثلى للتعامل مع هذه الأزمة هي بتعزيز الحوار بين الطرفين للوصول إلى حلٍ سياسي يحقق الأمن والاستقرار في تلك المنطقة والعالم».
وتطرق الجانبان، إلى تكثيف التنسيق والعمل الثنائي في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وعلى رأسها تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وجهود إرساء دعائم السلام التي يبذلها البلدان في المنطقة والعالم.
من جهة أخرى قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس السبت، إن العقوبات التي فرضها الغرب على بلاده أشبه بإعلان حرب، ودافع عن غزو أوكرانيا قائلاً إن موسكو في حاجة للدفاع عن الناطقين بالروسية في شرق أوكرانيا وكذلك المصالح الروسية.
وذكر أثناء حديث مع مضيفات طيران بثه التلفزيون الرسمي أن روسيا تريد «نزع سلاح» أوكرانيا و»التخلص من النزعة النازية» بها، مضيفاً أنه يتعين أن يكون لأوكرانيا وضع محايد.
كما أشار بوتين إلى أن أي بلد يسعى إلى فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا ستعتبر موسكو أنه أصبح طرفاً في النزاع.
وأوضح بوتين خلال اجتماع مع موظفي شركة الطيران الروسية «إيروفلوت» التي أعلنت السبت تعليق رحلاتها الدولية اعتباراً من 8 مارس أن «أي تحرك في هذا الاتجاه سنعتبره المشاركة في نزاع مسلح من قبل ذلك البلد».
من جهة أخرى قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس السبت، إن السلطات الأوكرانية تستخدم الأجانب كرهائن ودروع بشرية، أما في ما يتعلق بإجلاء المدنيين من ماريوبول، بيّن الوزير الروسي أن سلطات الأوكرانيا ترفض خروج المدنيين عبر الممرات الإنسانية.
وأضاف أن الجيش الروسي يقصف فقط أهدافاً عسكرية أوكرانية، مشيراً في ذات الوقت إلى أن وزارة الطوارئ الروسية تقدم المساعدات الإنسانية للطلاب الأجانب هناك.
وقال لافروف أيضاً إن تصريحات الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي الغاضبة لا تمنحه تفاؤلاً بشأن مصير محادثات إنهاء العمليات الحربية في أوكرانيا.
وتابع قائلاً: «فريق التفاوض الروسي ينتظر رد فعل الجانب الأوكراني حول المفاوضات».
وفي وقت سابق أمس، قال دميترو كوليبا وزير الخارجية الأوكراني إنه مستعد لمحادثات مع لافروف لكن في حالة واحدة أن تكون المفاوضات «هادفة».
وتابع لافروف: «سلطات مدينة ماريوبول الأوكرانية ترفض السماح للسكان بالخروج عبر الممرات الآمنة التي فتحها جنودنا»، مضيفاً أن روسيا تتحقق من معلومات بشأن عدم سماح السلطات الأوكرانية بخروج المدنيين من مدينة ماريوبول عبر الممرات الآمنة التي سبق الاتفاق عليها.
من جانب آخر ذكرت وكالة الإعلام الروسية نقلاً عن وزارة الدفاع أمس السبت أن القوات الروسية تواصل هجومها واسع النطاق في أوكرانيا.
وأكدت الوزارة أن وحداتها أوقفت إطلاق النار وفتحت ممرات آمنة للأغراض الإنسانية قرب مدينتي فولنوفاخا وماريوبول اللتين تحاصرهما القوات الروسية.
من جهته أكد الكرملين أن روسيا لا ترى نفسها معزولة عن العالم، وذلك على خلفية العقوبات المشددة التي فرضها الغرب على موسكو بسبب الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية «إنترفاكس» عن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، قوله اليوم السبت: «العالم أكبر من أن تعزل أوروبا وأمريكا أي دولة، خاصة دولة كبيرة مثل روسيا».
وأعلن بيسكوف عن تقديم مساعدات جديدة في ضوء العواقب الاقتصادية الفادحة للعقوبات الغربية المفروضة على بلاده، وقال: «الوضع استثنائي بالنسبة للاقتصاد، إنه يتطلب إجراءات استثنائية»، دون الإفصاح عن تفاصيل بشأن هذه المساعدات.
وفي الوقت نفسه، أعرب بيسكو عن قلقه من أن الولايات المتحدة قد تمتنع عن شراء المزيد من النفط من روسيا، مشيراً إلى أن ذلك قد يزعزع أسواق الطاقة العالمية على نحو كبير، وقال: «لا يمكن أن يكون لذلك سوى عواقب وخيمة للغاية».
كما قال الكرملين أمس السبت، إن الغرب يتصرف مثل العصابات مع روسيا، مضيفاً أن موسكو أكبر من أن يعزلها أحد والعالم أكبر من الولايات المتحدة وأوروبا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين إن «الغرب يشن حرب عصابات اقتصادية على روسيا»، مضيفاً أن موسكو سترد، ولم يحدد الرد الروسي، لكنه ذكر أنه سيكون وفقاً للمصالح الروسية.
وأضاف أن فرض الولايات المتحدة عقوبات على صادرات الطاقة الروسية سيحدث هزة كبيرة في أسواق الطاقة.
من جهة أخرى أعلن الجيش الأوكراني أنه لا يزال يخوض معارك عنيفة مع القوات الروسية.
وجاء في التقرير الصباحي للجيش، الذي نُشر في كييف أمس السبت: «نقاتل بضراوة لتحرير مدن أوكرانية من المحتلين الروس».
ولم يحدد الجيش المناطق والمدن التي تدور فيها المعارك، وقال إن الجنود الروس «محبطون»، وإنهم يفرون تاركين أسلحتهم ورائهم.
ولا يمكن التحقق من هذه المعلومات من مصدر مستقل.
وبحسب بيانات سلطات أوكرانية، ساد الهدوء ليلة أمس السبت في العاصمة كييف، وذكرت السلطات أن «الوضع تحت السيطرة»، وأن إمدادت الكهرباء والمياه سارية، وأن وسائل النقل العام استأنفت عملها في الصباح.
وغرد وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن أكثر من 66 ألف أوكراني عادوا من الخارج «للدفاع عن بلادهم».
من جهة أخرى تتوقع السلطات الأوكرانية أن يغادر أكثر من 200 ألف شخص مدينة ماريوبول الساحلية في منطقة دونيتسك خلال فترة وقف إطلاق النار، حسبما ذكرت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إيرينا فيريشتشوك، أمس السبت في تصريحات لبوابة «سترانا نيوز» الأوكرانية الإخبارية.
وتتوقع فيريشتشوك أن يغادر 15 ألف شخص مدينة فولنوفاخا.
وأعلنت كييف وموسكو في وقت سابق أمس دخول وقف إطلاق النار في مدينتي ماريوبول وفولنوفاخا الأوكرانيتين حيز التنفيذ.
وبحسب بيانات الجيش الأوكراني والجيش الروسي، فإن الغرض من وقف إطلاق النار هو فتح ممرات إنسانية في المدينتين.
وبحسب بيانات أوكرانية، سيستمر وقف إطلاق النار لمدة 7 ساعات، من الساعة الثامنة صباحا حتى الثالثة عصرا بتوقيت وسط أوروبا، وذلك حتى يمكن إخلاء المدينتين وانتقال المدنيين إلى أماكن آمنة.
ومن المقرر أن يبدأ الإخلاء في الساعة العاشرة صباحا.
وفي وقت سابق، تحدث عمدة ماريوبول، فاديم بويتشينكو، عن حصار للمدينة، التي يقطنها 440 ألف شخص، وهجمات روسية لا هوادة فيها.
وبحسب بيانات المدينة، من المفترض أن تكون هناك عمليات إجلاء على مدار عدة أيام. وذكرت المدينة أن هناك حافلات متوفرة، وأنه يمكن للمقيمين مغادرة المدينة بسيارتهم على طرق محددة. وناشدت المدينة المواطنين في بيان: «خذوا أكبر عدد ممكن من الناس معكم». وقال بويتشينكو إن الإخلاء لم يكن قرارا سهلا.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية «إنترفاكس» عن المتحدث باسم المتمردين في منطقة دونيتسك، إدوارد باسورين، قوله إن «كتيبة قومية» تسببت في انفجار في مبنى سكني متعدد الطوابق في ماريوبول.
ولم يتضح بعد متى وقع هذا الحادث.
وذكر باسورين أن نحو 200 شخص كانوا يحتمون في قبو في ذلك الوقت، وأصبحوا محبوسين.
ولم يرد تأكيد من الجانب الأوكراني حتى الآن. ولا يمكن التحقق من المعلومات بشكل مستقل.
من جهة أخرى أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس السبت، أنها رصدت تراجعاً في قصف القوات الروسية من الجو والأرض للأهداف الأوكرانية خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
جاء ذلك في التقرير اليومي عن الوضع الذي تنشره الوزارة عبر موقع تويتر، استناداً إلى معلومات جهاز الاستخبارات العسكرية البريطاني.
وكتبت الوزارة في تقريرها أن «عدد الضربات المدفعية والجوية الروسية التي أمكن متابعتها في الـ24 ساعة الماضية، جاء أقل بشكل عام من الأيام السابقة».
وأضافت الوزارة أن أوكرانيا لا تزال تحتفظ بالمدن المهمة خاركيف وتشيرنيهيف وماريوبول، مشيرة إلى تقارير تحدثت عن وقوع قتال شوارع في مدينة سومي بشمال شرق الجمهورية السوفيتية السابقة.
وذكرت الوزارة أن «من المرجح بشدة أن تكون كل المدن الأربعة محاطة بالقوات الروسية».
وقالت الوزارة إن القوات الروسية لا تزال تتقدم في مدينة ميكولاييف جنوب أوكرانيا وأضافت أن من الممكن أن تتجاوز القوات الروسية هذه المدينة للتركيز على الزحف إلى مدينة أوديسا المليونية.
من جانب آخر أفادت وزارة الداخلية التشيكية، أمس السبت، بأن نحو 5400 لاجئ أوكراني سجلوا أنفسهم لدى شرطة الشؤون الأجنبية أمس الجمعة، ليرتفع بهذا إجمالي عدد المسجلين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا إلى 38 ألفاً و505 لاجئين.
وكان وزير الداخلية التشيكي فيت راكوشان قد صرح الجمعة، إن هناك بالفعل ما يقدر بـ50 ألف لاجئ أوكرانياً في جمهورية التشيك، بحسب ما نقله موقع راديو براغ إنترناشونال.
ووصل أغلب هؤلاء اللاجئين إلى براغ وبوهيميا الوسطى.
وبحسب الأمم المتحدة، فر أكثر من 1.2 مليون أوكراني من الصراع حتى الآن.
من جهة أخرى قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إنها علمت أن إجلاء المدنيين من ماريوبول وفولنوفاخا في أوكرانيا لن يبدأ أمس السبت، بسبب الصراع الدائر هناك.
وذكرت في بيان «ما زلنا نتحدث مع الأطراف المعنية بشأن الخروج الآمن للمدنيين من مدن مختلفة متضررة من النزاع».
وأضافت «المشاهد في ماريوبول ومدن أخرى أمس تفطر القلب، نرحب بأي مبادرة من الأطراف لحماية المدنيين من العنف والسماح لهم بالمغادرة طواعية إلى مناطق أكثر أمناً».
من جهته قال مستشار الرئيس الأوكراني في كلمة بثها التلفزيون، إن روسيا لا تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه في مناطق معينة مما يفشل خطة مشتركة تسمح بإجلاء المدنيين من المدن الواقعة على جبهات القتال مثل ماريوبول.