
الرياض - «وكالات» : قال ولي العهد السعودي، نائب رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، إن بلاده لا تنظر إلى إسرائيل كعدو، بل كحليف محتمل في العديد من المصالح التي يمكن تحقيقها على نحو مشترك.
جاء ذلك في حوار أجرته معه مجلة أتلانتيك» وأوردته وكالة الأنباء السعودية (واس) .
وحول ما إذا كان يعتقد أن السعودية ستحذو حذو بعض الدول العربية في إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، قال ولي العهد السعودي» بالنسبة لنا، فإننا نأمل أن تُحل المشكلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. إننا لا ننظر لإسرائيل كعدو، بل ننظر لهم كحليف محتمل في العديد من المصالح التي يمكن أن نسعى لتحقيقها معاً، لكن يجب أن تحل بعض القضايا قبل الوصول إلى ذلك.»
كما قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن المملكة ستواصل «المحادثات المفصلة» مع إيران بغية التوصل إلى اتفاق مرض للجانبين، بينما أكد على الحاجة إلى اتفاق نووي قوي بين طهران والقوى العالمية في المحادثات الجارية في فيينا.
وأضاف، في تصريحات لمجلة «ذي أتلانتيك» نقلتها وسائل الإعلام السعودية الرسمية اليوم الخميس، إن المحادثات المباشرة مع إيران ستتيح الوصول إلى «موقف يكون جيداً لكلا البلدين، ويشكل مستقبلاً مشرقاً للسعودية وإيران».
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) عنه قوله، إن الإيرانيين «جيراننا وسيبقون جيراننا للأبد، ليس بإمكاننا التخلص منهم وليس بإمكانهم التخلص منا».
تأتي تصريحات الأمير محمد بن سلمان في الوقت الذي تقترب فيه المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في فيينا من إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي فرض قيوداً على برنامج طهران النووي مقابل تخفيف العقوبات.
واعتبرت الرياض وحلفاؤها الخليجيون الاتفاق معيباً لعدم معالجته مخاوفهم بشأن برنامج إيران للصواريخ الباليستية وشبكة الوكلاء بما في ذلك باليمن حيث تخوض السعودية حرباً ضد الإرهابيين الحوثيين.
وقال الأمير محمد بن سلمان، «نحن لا نرغب في رؤية اتفاق نووي ضعيف، لأنه سيؤدي في النهاية إلى ذات النتيجة».
وبعد أن قطعتا العلاقات الثنائية عام 2016، بدأت السعودية وإيران العام الماضي محادثات استضافها العراق بهدف احتواء التوتر الذي تصاعد في 2019 بعد هجوم على منشآت نفطية سعودية حمّلت الرياض إيران المسؤولية عنه، وهو ما تنفيه طهران.
وقال وزير الخارجية السعودي الشهر الماضي، إن المملكة تتطلع إلى تحديد موعد جولة خامسة من المحادثات رغم «عدم إحراز تقدم جوهري في الجولات السابقة»، وحث طهران على تغيير سلوكها.
من ناحية أخرى شددت المملكة العربية السعودية والبحرين على ضرورة تجنيب المنطقة برنامج الصواريخ الإيراني، مطالبين ضرورة «مراعاة مصالح جميع دول المنطقة وأمنها واستقرارها».
وجاء في بيان مشترك صدر بمناسبة زيارة العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى المملكة، أمس الأربعاء، ولقائه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في حضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - وفقاً لوكالة الأنباء السعودية «واس» الخميس أن الجانبين أكدا «بشأن الملف النووي الإيراني، على أهمية التعاون والتعامل بشكل جدّي وفعال مع الملف النووي لإيران بكافة مكوناته وتداعياته بما يُسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي».
كما أكد الجانبان السعودي والبحريني «على مبادئ حُسن الجوار واحترام القرارات الأممية والشرعية الدولية»، داعين في نفس الوقت الى ضرورة «تجنيب المنطقة كافة الأنشطة المزعزعة للاستقرار وفي مقدمتها برنامج الصواريخ الإيراني».
وطالبت السعودية والبحرين «الأطراف المعنية بمراعاة مصالح جميع دول المنطقة وأمنها واستقرارها».
كما استعرض الجانبان القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية، مشددين على مواصلة دعمهما لتحقيق كل ما من شأنه إرساء السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وأهمية التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للنزاع الفلسطيني الإســـــرائيلي وفقاً لحل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية، بما يكفل حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».