
عواصم - «وكالات» : ذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن قوات روسية تحاول عزل كييف، من الشرق، بالإضافة إلى نقاط وصول أخرى، في إطار حصارها، للعاصمة.
وأضافت الهيئة في كييف أن وحدات روسية عبرت طريق «إي95.»، في اتجاه ضاحيتي «برواري» و»بوروسبيل» ، بينما كانت روسيا تحشد أيضاً قواتها إلى الشمال الغربي والشمال الشرقي من المدينة.
وتابعت الهيئة أن الجيش الروسي يرسل أيضاً قوات احتياطية.
ويتم الآن نقل الجنود، الذين تم نشرهم بالفعل للحفاظ على السلام، في منطقة «ناغورني-قرة باغ» المتنازع عليها في القوقاز، والتي تطالب بها أذربيجان وأرمينيا، إلى أوكرانيا.
وذكر مسؤولون في كييف أن مرتزقة من سوريا وصربيا يقاتلون على الجانب الروسي.
من جهته حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القوات الروسية من أنها ستواجه قتالاً حتى الموت إذا حاولت احتلال العاصمة كييف، وذلك في الوقت الذي استيقظ فيه سكان المدينة مجدداً على صوت صفارات الإنذار صباح أمس الأحد.
وقال زيلينسكي السبت «إذا قرروا قصف (كييف) بالقنابل ومحو تاريخ هذه المنطقة بكل بساطة... وتدميرنا جميعاً فعندئذ فقط سيدخلون كييف. إذا كان هذا هو هدفهم دعهم يدخلون ولكن سيتعين عليهم العيش على هذه الأرض وحدهم».
وقال الرئيس الذي ظهر مراراً على وسائل التواصل الاجتماعي من العاصمة إن بعض البلدات الصغيرة لم يعد لها وجود في الأسبوع الثالث من الهجمات الروسية والتي تعد الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
وتقطعت السبل بالآف في المدن المحاصرة جراء القصف الروسي الذي أجبر 2.5 مليون أوكراني على الفرار إلى دول مجاورة.
واتهمت أوكرانيا القوات الروسية أمس السبت بقتل 7 مدنيين في هجوم على نساء وأطفال كانوا يحاولون الهرب من القتال قرب كييف. وقالت فرنسا إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثبت أنه غير مستعد لتحقيق السلام.
من جانب اخر قالت السلطات الأوكرانية إن القوات الروسية قامت باختطاف يفيني ماتفييف عمدة مدينة دنبرارودني بجنوب أوكرانيا.
وكتب رئيس الادارة العسكرية لمنطقة زابوريجيا اوليكساندر ستاروخ في تغريدة» جرائم الحرب أصبحت أكثر منهجية».
وتعد دنبرارودني بلدة صغيرة يقطن بها ما يقرب من 20 ألف شخص، وتقع على نهر دنيبرو.
وكانت كييف قد قالت في وقت سابق إن القوات الروسية قامت باختطاف إيفان فيدوروف عمدة مدينة ميليتوبول.
كما قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن النساء والأطفال السبعة الذين تقول أوكرانيا إنهم لقوا حتفهم عندما هاجمت القوات الروسية قافلة كانت تلوذ بالفرار من قرية في منطقة كييف أمس السبت، لم يستخدموا ممر الإجلاء المتفق عليه مع روسيا.
وقالت المخابرات الأوكرانية في بادئ الأمر إن من لقوا حتفهم خارج قرية بريموها كانوا في «ممر أخضر» متفق عليه مع روسيا.
ولكن وزارة الدفاع الأوكرانية قالت في بيان لاحق إن الناس حاولوا في واقع الأمر الفرار بأنفسهم «لذلك بدأوا في الإجلاء (عن القرية) دون استخدام «الممر الأخضر» الذي اتفق عليه الطرفان».
من جهة أخرى قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس الأحد إن روسيا قد تستخدم أسلحة كيماوية في أعقاب غزوها لأوكرانيا وإن خطوة كهذه ستكون جريمة حرب، وذلك وفقاً لمقابلة نشرتها صحيفة فيلت أم زونتاغ الألمانية.
ونقلت الصحيفة عن ستولتنبرغ قوله «سمعنا في الأيام القليلة الماضية مزاعم سخيفة بشأن معامل الأسلحة الكيماوية والبيولوجية» مضيفاً أن الكرملين يخترع ذرائع كاذبة لتبرير ما لا يمكن تبريره.
ونسبت الصحيفة إلى ستولتنبرغ قوله «الآن وبعد تقديم هذه الادعاءات الكاذبة، علينا أن نتحلى باليقظة لأن من الممكن أن تخطط روسيا نفسها لعمليات بأسلحة كيماوية في ظل هذا التلفيق للأكاذيب. ستكون هذه جريمة حرب».
وأضاف أنه على الرغم من أن الشعب الأوكراني يقاوم الغزو الروسي بشجاعة فإن من المرجح أن تجلب الأيام المقبلة المزيد من الصعوبات.
من جهة أخرى قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة على استعداد لاتخاذ خطوات دبلوماسية إذا اعتبرت الحكومة الأوكرانية أنها مفيدة، وذلك بعد أن قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن على الغرب الانخراط أكثر في المفاوضات لإنهاء الحرب.
وأضاف المتحدث «إذا كانت هناك خطوات دبلوماسية يمكننا اتخاذها وتعتقد الحكومة الأوكرانية أنها مفيدة، فإننا على استعداد لاتخاذها».
ومضى يقول «نعمل على وضع الأوكرانيين في أقوى موقف تفاوضي ممكن بما يشمل تكثيف الضغط على روسيا بتحميلها تكاليف باهظة وبتقديم مساعدة أمنية لمساعدة الأوكرانيين على الدفاع عن أنفسهم.
من جانب اخر قال مسؤول في الرئاسة الفرنسية، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يُبد رغبة لإنهاء الحرب مع أوكرانيا أثناء اتصال السبت مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس.
أضاف المسؤول، أن الزعيمين الفرنسي والألماني أكدا خلال مكالمتهما على أن الوقف العاجل لإطلاق النار في أوكرانيا يعد شرطاً لإجراء مفاوضات شاملة.
وأكد المسؤول في الرئاسة الفرنسية، أن باريس مصممة على استخدام الدبلوماسية مع روسيا لتفادي الأسوأ في أوكرانيا. وشدد المسؤول على جعل كلفة الحرب في أوكرانيا باهظة على روسيا.
واعتبرت الرئاسة الفرنسية، أن اتهام فلاديمير بوتين للقوات الأوكرانية بانتهاك القانون الإنساني لا يعدو كونه «أكاذيب».
وقال الإليزيه، إنه خلال هذه المكالمة التي استمرت ساعة ونصف ساعة، جدد الرئيس الفرنسي والمستشار الألماني دعوة روسيا إلى «وقف فوري لإطلاق النار» و»رفع الحصار» عن مدينة ماريوبول.
من جهة أخرى ارتفع عدد الوفيات المؤكدة بين المدنيين منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير إلى 579، بحسب بيانات مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
وتشمل البيانات 42 طفلاً وشاباً. بالإضافة لتأكيد 1002 إصابة.
وكان عدد القتلى أمس الجمعة 564. ولا تسجل المفوضية سوى الحالات التي يمكنها التأكد منها، مشيرة إلى أن العدد الفعلي ربما يكون أعلى.
وجاء في بيان: «أغلب الخسائر المدنية المسجلة كانت ناتجة عن استخدام الأسلحة الناسفة ذات التأثير واسع النطاق بما في ذلك القصف من مدفعية ثقيلة وأنظمة صاروخية متعددة الإطلاق والصواريخ والقذائف والغارات الجوية».
من جهة أخرى تحطمت حافلة، تقل حوالي 20 لاجئاً من أوكرانيا، على طريق سريع في إيطاليا، مما أدى لمقتل امرأة.
وذكرت الشرطة أن الحافلة انحرفت عن الطريق السريع «إيه 14»، بالقرب من منطقة «تشيسينا»، الواقعة بالقرب من ساحل البحر الأدرياتيكي، لأسباب غير واضحة مبدئيا ،الأمر وانقلبت على جانبها.
والضحية هي امرأة (32عاماً) من أوكرانيا، التي حوصرت على متن الحافلة ولقيت حتفها متأثرة بإصاباتها.
وأصيب 5 ركاب آخرين، بإصابات غير خطيرة، طبقاً لما ذكرته الشرطة. وهناك أطفال بين الركاب الـ20.
وتوجهت فرق الإطفاء لإجراء عملية إنقاذ، مستخدمة رافعتين خاصتين لرفع الحافلة من جانب الطريق.
من جانب آخر قال الرئيس البولندي آندريه دودا في مقابلة أمس الأحد إن استخدام روسيا لسلاح كيماوي في أوكرانيا سيغير من قواعد اللعبة وسيتعين على حلف شمال الأطلسي (الناتو) التفكير بجدية في كيفية الرد.
ورد دودا على سؤال عما إذا كان استخدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لسلاح كيماوي سيكون خطاً أحمر لحلف شمال الأطلسي يمثل النقطة التي يقرر فيها التدخل قائلاً لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) «إذا استخدم أي أسلحة للدمار الشامل سيغير ذلك قواعد اللعبة في الأمر برمته».
وأضاف «بالتأكيد، سيتعين على حلف شمال الأطلسي وزعمائه بقيادة الولايات المتحدة الجلوس والتفكير بجدية بشأن ما الذي يتعين عمله لأن هذه ستكون بداية الخطر».
من ناحية أخرى تُعقَد في الأمم المتحدة هذا الأسبوع اجتماعات عدة مخصصة للغزو الروسي لأوكرانيا، دون أن يُعرف حتى الآن ما إذا كانت ستؤدي إلى تبني أي نص، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية.
وقال أحد هذه المصادر إن من المرتقب أن تكون هناك الاثنين، خلال اجتماع في مجلس الأمن، كلمة لوزير الخارجية البولندي زبيغنيو راو، رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لعام 2022.
إلى ذلك، يُناقش عدد من أعضاء مجلس الأمن منذ أسبوعين مشروع قرار فرنسياً مكسيكياَ يتعلق بالمساعدات الإنسانية. ولم يُحدد بعد موعد للتصويت الذي كان مأمولا في الأصل إجراؤه أوائل مارس المقبل.
وقال السفير الصيني لدى الأمم المتحدة تشانغ جون لوكالة فرانس برس الجمعة إنه لم يطّلع بعد على أيّ نص نهائي.
وفي نسخة من المشروع حصلت عليها فرانس برس، يندد المجلس بـ»العواقب الإنسانية الكارثية للأعمال العدائية ضد أوكرانيا» ويطالب «بوقف فوري للأعمال العدائية» و»لكل الهجمات ضد المدنيين». كما سيطالب النص بحماية «المدنيين، بمن فيهم العاملون في المجال الإنساني، والأشخاص الضعفاء، بمن فيهم الأطفال».
لكنّ هذا المشروع يواجه خطر الفيتو من جانب روسيا بحسب ما قال دبلوماسيون اقترح بعضهم تقديم المشروع مباشرة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة (193 عضواً).