
عواصم - «وكالات» : أصيب مصنع «آزوفستال» للصلب والمعادن في ماريوبول، أحد أكبر معامل الحديد في أوروبا، بأضرار جسيمة بسبب عمليات قصف، بحسب ما أعلن مسؤولون أوكرانيون، اليوم الأحد.
وقالت النائبة ليزيا فاسيلنكو «دُمّر أحد أكبر مصانع الصناعات المعدنية في أوروبا. الخسائر الاقتصادية لأوكرانيا هائلة».
ونشرت مقطع فيديو على حسابها على تويتر تظهر فيه أعمدة كثيفة من الدخان تتصاعد من مجمع صناعي.
وقال النائب سيرغي تاروتا على فيسبوك إن القوات الروسية التي تحاصر ماريوبول «دمّرت عمليا المصنع».
ومن جهته، صرح المدير العام لشركة «آزوفستال» إنفر تسكيتيشفيلي في رسالة فيديو على تلغرام إن شركته اتخذت إجراءات احترازية في المصنع منذ بداية الغزو الروسي في 24 فبراير لمنع حدوث أضرار في البيئة.
وأشار إلى أن «بطاريات أفران الفحم لم تعد تشكل خطراً على حياة السكان، وأغلقنا أفران الصَّهر بشكل صحيح».
وأضاف «سنعود إلى المدينة ونعيد البناء»، من دون أن يحدد حجم الضرر.
وتملك مصنع «آزوفستال» في ماريوبول مجموعة «ميتينفست» التي يرأسها رينات أحمدوف أغنى رجل في أوكرانيا.
من جهة أخرى قتل 260 مدنياً أوكرانياً على الأقل في معارك حول مدينة خاركيف منذ اجتياح القوات الروسية أوكرانيا قبل نحو شهر تقريباً، وفقاً للسلطات الأوكرانية.
وقالت السلطات القضائية الأوكرانية في تحديث ليل السبت إن هناك 14 طفلا بين القتلى.
وتحاصر القوات الروسية المدينة الواقعة شمال شرقي أوكرانيا والتي كان يبلغ تعداد سكانها 1.5 مليون نسمة قبل اندلاع الحرب.
ولا تزال المدينة تتعرض للقصف بالمدفعية وضربت العديد من المباني السكنية واندلعت بها النيران مساء السبت، وفقاً لوكالة المعلومات المستقلة الأوكرانية.
ولم يتسن التأكد من المعلومات بشكل مستقل حتى الآن.
من جانب اخر قال مجلس مدينة ماريوبول الأوكرانية إن القوات الروسية رحلت بالقوة عدة آلاف من المدينة المحاصرة الأسبوع الماضي، بعد أن تحدثت روسيا عن وصول «لاجئين» من الميناء الاستراتيجي.
وقال المجلس في بيان على قناته على تليغرام في ساعة متأخرة من مساء السبت: «خلال الأسبوع الماضي تم ترحيل عدة آلاف من سكان ماريوبول إلى الأراضي الروسية.
«أخذ المحتلون بشكل غير قانوني الناس من حي ليفوبيريجني ومن الملجأ في مبنى النادي الرياضي الذي كان يختبئ فيه أكثر من ألف شخص (معظمهم من النساء والأطفال) من القصف المستمر».
ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة هذه المزاعم بشكل مستقل.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية نوفوستي في الأسبوع الماضي عن وزارة الدفاع قولها إن حافلات تقل أشخاصاً وصفتهم بلاجئين من ماريوبول بدأت في الوصول إلى روسيا يوم الثلاثاء. ولم يتسن الاتصال بالوزارة للتعليق على ما أعلنه مجلس مدينة ماريوبول.
وقالت السلطات المحلية إن نحو 400 ألف شخص محاصرون في ماريوبول المطلة على بحر آزوف منذ أكثر من أسبوعين ويختبئون في ملاجيء من القصف العنيف الذي قطع الإمدادات المركزية من الكهرباء والتدفئة والمياه.
من جهة أخرى قالت وزارة الخارجية الأوكرانية إن نحو 14 ألفاً و400 جندي روسي قتلوا في أوكرانيا حتى يوم السبت، مع فقدان آلاف القطع من المعدات الروسية أيضا منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.
ووفقاً لمنشور من الحساب الرسمي للوزارة على تويتر السبت، خسرت روسيا أيضاً 95 طائرة، و115 مروحية، و1470 عربة مدرعة و213 قطعة مدفعية، والعديد من قطع المعدات الأخرى منذ الغزو.
وتتراوح التقديرات الأمريكية للخسائر الروسية بين ثلاثة آلاف وعشرة آلاف جندي، وفقاً لمعلومات من مسؤولين أمريكيين وحلف شمال الأطلسي (ناتو) تحدثوا لشبكة (سي إن إن).
من جهته قال أوليكسي دانيلوف سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، في مقابلة تلفزيونية السبت، إن أوكرانيا ستتسلم شحنة جديدة من الأسلحة الأمريكية في غضون أيام تتضمن صواريخ جافلين وستينغر.
وأضاف دانيلوف «الأسلحة ستكون على أراضي بلدنا في المستقبل القريب، نحن نتحدث عن أيام».
وسلم الحلفاء أوكرانيا شحنات أسلحة محملة بالطائرات لدعم جيشها في مواجهة الغزو الروسي، وانتقدت روسيا هذه الشحنات التي جاءت من دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي.
من جهة أخرى حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سويسرا السبت، على اتخاذ إجراءات صارمة ضد أصحاب المليارات المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذين قال إنهم يساعدون في الحرب على بلاده من «البلدات السويسرية الجميلة» الآمنة.
وفي كلمة عبر رابط صوتي للآلاف الذين شاركوا في احتجاج مناهض للحرب في برن، وجه الرئيس الأوكراني الشكر لسويسرا على دعمها منذ بداية الغزو الروسي لبلاده ولكن كان لديه رسالة واضحة أيضاً بشأن القطاع المالي السويسري.
وقال من خلال مترجم: «مصارفكم هي المكان الذي يضم أموال الأشخاص الذين أطلقوا العنان لهذه الحرب. هذا مؤلم. تجميد حساباتهم يعد أيضاً حرباً ضد الشر. ستكون حرباً أيضاً ويمكنكم القيام بذلك».
وأضاف «يشعر الأوكرانيون بالإحباط حينما يتم تدمير المدن. يتم تدمير مدنهم بأمر من الناس الذين يعيشون في أوروبا في البلدات السويسرية الجميلة .. الذين يستمتعون بالممتلكات في مدنكم. سيكون من الجيد حقاً تجريدهم من هذا الامتياز».
واعتمدت سويسرا المحايدة التي ليست عضواً في الاتحاد الأوروبي عقوبات الاتحاد الأوروبي بالكامل ضد الأفراد والكيانات الروسية بما في ذلك تجميد ثرواتهم في البنوك السويسرية.
ولم تقدم الحكومة رقماً يتعلق بحجم الثروة التي يشملها التجميد. وتشير تقديرات اتحاد الصناعة المالية في البلاد إلى أن البنوك السرية في سويسرا لديها ما يصل إلى 213 مليار دولار من إجمالي الثروة الروسية.
وانتقد الرئيس الأوكراني أيضاً الشركات التي تتخذ من سويسرا مقراً لها والتي تواصل العمل في روسيا.
من جهة أخرى تعرضت ميكولايف إلى عدة ضربات جوية روسية السبت، غداة مقتل عشرات العسكريين في غارة ضد ثكنة للجيش في المدينة الواقعة بجنوب أوكرانيا، وفق ما أفاد حاكم المنطقة فيتالي كيم.
وقال كيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي: «لا يمكننا الإنذار من الغارات الجوية لأن هذا الإعصار من القصف يضرب قبل أن يتسنى لنا ذلك، الرسالة التحذيرية وعمليات القصف تحصل بشكل متزامن».
ولم يذكر الحاكم تفاصيل عن حجم الضرر أو عدد الضحايا المحتملين.
في الوقت نفسه، أورد شهود تقديرات متفاوتة لحصيلة ضحايا قصف بستة صواريخ استهدف الجمعة ثكنة عسكرية في شمال هذه المدينة.
وكان فيتالي كيم قد أعلن صباح السبت في مقطع فيديو نُشر على فيسبوك أن الروس «نفذوا بشكل جبان ضربات صاروخية ضد عسكريين نائمين، وما زالت عملية الإنقاذ جارية».
وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس في الموقع ثلاثة قتلى، بينهم جثة ممزقة انتُشلت من تحت الأنقاض حيث كان رجال الإنقاذ يعملون، كما تم العثور على ناجٍ.
وبحسب الجندي إفغينيتش في الموقع، كان 200 عسكري شاب موجودين في هذه الثكنة و»انتشلت 50 جثة على الأقل» من الأنقاض.
وقدّر زميل له أن عدد القتلى قد يبلغ المئة.
وقال أحد عناصر الإنقاذ لوكالة فرانس برس «نواصل العد لكن من المستحيل أن نعرف نظرا لحالة الجثث».
ونقلت وسائل إعلام أوكرانية عن رئيس بلدية ميكولايف أولكسندر سينكيفيتش أن المدينة التي كان عدد سكانها يناهز نصف مليون نسمة قبل الحرب، تعرضت للقصف من منطقة خيرسون المجاورة الخاضعة لسيطرة الروس.
وتعد ميكولايف مدينة استراتيجية لأنها الأخيرة قبل مدينة أوديسا على ساحل البحر الأسود.
من جانب اخر حذّرت روسيا السبت، من خطر انجراف ألغام زرعتها القوات الأوكرانية في البحر الأسود بعد بدء الهجوم على أوكرانيا، مؤكدة أنها لا تستبعد بلوغها مضيق البوسفور أو حتى البحر الأبيض المتوسط.
وقال جهاز الأمن الفدرالي الروسي (إف إس بي) في بيان إنه «بعد بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة، نصبت القوات البحرية الأوكرانية حقول ألغام قرب موانئ أوديسا وأوتشاكوف وتشرنومورسك ويوجني»، مؤكداً أنها ألغام «متقادمة» صنعت خصوصاً «في النصف الأول من القرن العشرين».
وأضاف الجهاز أن عواصف أدت إلى بدء حدوث انقطاعات في الكوابل التي تربط الألغام بمراسيها.
وتابع أن «الألغام تنجرف بشكل عشوائي في الجزء الغربي من البحر الأسود بدفع من الرياح والتيار»، وأشار إلى أن «حالتها التقنية غير مرضية».
وبما أن المنطقة تسودها تيارات سطحية في الاتجاه الجنوبي «لا يُستبعد انجراف الألغام نحو مضيق البوسفور ثم نحو مياه حوض البحر الأبيض المتوسط»، وفق جهاز الأمن الفدرالي الروسي.
وأوضح الجهاز أن الأسطول الروسي في البحر الأسود أصدر الجمعة تحذيرا من الخطر الذي تشكله هذه الألغام.
من ناحية أخرى انضم رئيسا وزراء بريطانيا السابقان جوردون براون والسير جون ميجور إلى الداعين إلى تشكيل محكمة دولية جديدة للتحقيق بشأن فلاديمير بوتين وتابعيه فيما يتعلق بالهجمات في أوكرانيا، حسبما أفادت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا).
وانضم رئيسا الوزراء السابقان لحملة، إلى جانب أسماء بارزة من القطاعات القانونية والأكاديمية والسياسية بهدف محاكمة الرئيس الروسي إلى جانب من ساعدوا في التخطيط لغزو أوكرانيا في 24 فبراير.
وتهدف الحملة، التي تم إطلاقها عبر موقع إلكتروني وتستهدف جمع مليوني توقيع، وحازت دعم 740 ألف شخص حول العالم، إلى الحصول على الدعم العام من أجل محكمة خاصة على غرار محاكمات نورمبرغ الألمانية لمحاكمة النازيين.
وقال رئيس الوزراء السابق براون: «جمعت المذكرة التي تدعم إقامة المحكمة، في غضون يومين فقط، أكثر بكثير من 735 ألف توقيع بالفعل وما زال العدد في تزايد. دعونا نهدف إلى الحصول على مليوني توقيع من أجل العدالة بحلول نهاية الشهر».
من جانب آخر قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن الصين تقف على الجانب الصحيح من التاريخ بشأن الأزمة الأوكرانية كما سيثبت الوقت ذلك وإن موقفها يتماشى مع رغبات معظم الدول.
ونقل بيان نشرته وزارة الخارجية الصينية أمس الأحد عن وانغ قوله للصحفيين مساء السبت، إن «الصين لن تقبل أبداً أي إكراه أو ضغط خارجي وتعارض أي اتهامات لا أساس لها أو مريبة ضد الصين».
وجاءت تصريحات وانغ بعد أن حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الصيني شي جين بينغ يوم الجمعة من «عواقب» إذا قدمت بكين دعماً مادياً لغزو روسيا لأوكرانيا.
وقال شي خلال اتصال عبر الفيديو لبايدن إنه لا بد من انتهاء الحرب في أوكرانيا في أقرب وقت ممكن، ودعا دول حلف شمال الأطلسي إلى إجراء حوار مع موسكو. ولكنه لم ينح باللوم على روسيا وذلك حسب بيانات أصدرتها بكين بشأن الاتصال.
وقال وانغ إن أهم رسالة بعث بها شي هي أن الصين تمثل دائما قوة للحفاظ على السلام العالمي.
من جهة أخرى ما يزال من غير الواضح عدد اللاجئين الأوكرانيين الذين تسعى الحكومة الاتحادية الألمانية إلى استقبالهم عبر محور مدينة كوتبوس الجديد، برغم أن الحكومة تعتزم القيام بذلك بعد عدة أيام.
وصرح متحدث باسم وزارة الداخلية الاتحادية لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) السبت بأنه من المقرر حالياً توجيه عدد صغير من القطارات الخاصة من بريسلاو في بولندا إلى كوتبوس في ألمانيا بالتوافق مع شركة القطارات الألمانية «دويتشه بان».
وستصبح كوتبوس اعتباراً من الأربعاء المقبل المركز الثالث في ألمانيا لتوزيع اللاجئين الأوكرانيين إلى جانب هانوفر وبرلين.
ووفقاً لمعلومات وزارة النقل الألمانية منذ الخميس الماضي فإن من المقرر أن يصل عدد القطارات المخصصة لنقل اللاجئين الأوكرانيين إلى ستة قطارات يومية قادمة من بولندا إلى كوتبوس لجلب 2500 شخص يومياً إلى ألمانيا مباشرة.
وستكون هناك عروض متاحة للسفر من كوتبوس إلى العديد من الاتجاهات داخل ألمانيا وخارجها.