
عواصم - «وكالات» : قال الرئيس الأوكراني فولوديمــيـــر زيلينسكي إن القيادة الروسية مسؤولة عن قتل المدنيين في بوتشا القريبة من العاصمة كييف، حيث عثر على عشرات الجثث بعد انسحاب القوات الروسية من المدينة.
وأوضح زيلينسكي في خطاب بالفيديو «أريد من جميع قادة روسيا الاتحادية أن يروا كيف يتم تنفيذ أوامرهم. هذه الأنواع من الأوامر. وهناك مسؤولية مشتركة عن عمليات القتل هذه، عن هذا التعذيب.. عن إطلاق النار في مؤخرة الرأس».
وقال: «الغرب سيفرض مجموعة جديدة من العقوبات على روسيا بسبب قتل المدنيين في بوتشا ومدن أوكرانية أخرى» لكنه أكد أنها ليست عقاباً كافياً.
من جانبه يعتقد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن عقوبات الاتحاد الأوروبي الجديدة المزمعة ضد روسيا ستكون غير كافية.
وقال كوليبا إنه رأى مسودة للإجراءات العقابية التي يعتزم الاتحاد الأوروبي فرضها و»وبنصها الحالي [فإنها] رد غير كاف على الجريمة الروسية والعدوان الروسي».
وتابع الوزير في بث مباشر عبر تويتر يوم الأحد « العقوبات الأوروبية يجب أن تكون أكثر صرامة».
ودعا تحديداً إلى فرض حظر على واردات النفط والغاز والفحم الروسي، وإغلاق موانئ الاتحاد الأوروبي أمام السفن والسلع الروسية، واستبعاد بنوك روسية أخرى من شبكة الاتصالات المصرفية «سويفت».
كما دعا كوليبا دول مجموعة السبع إلى تطبيق نفس الإجراءات.
وقال كوليبا:»بعد مشاهدة الصور من بوتشا، بعد التفكير في كل معاناة... المدنيين الأوكرانيين، لا يمكنني الدعوة والحث بأدب» يمكنني فقط أن أطالب».
من جهة أخرى قال أوليه سينيهوبوف حاكم مدينة خاركيف ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا إن المدينة تعرضت لقصف روسي الأحد ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الأشخاص.
وأضاف على موقع تيليغرام «في المساء قصف المحتلون حي سلوبدسكي في خاركيف».
وتابع «للأسف هناك قتلى وجرحى من المدنيين. حتى هذه اللحظة هناك 23 ضحية بينهم أطفال».
من جهة أخرى في أعقاب هجوم على مستودع نفطي بالقرب من مدينة بيلغورود جنوب روسيا قبل بضعة أيام، ترددت أنباء عن وقوع انفجار جديد في نفس المنطقة بالقرب من الحدود الأوكرانية.
وكتب رئيس إدارة مقاطعة ياكوفليفسكي، أوليغ ميدفيديف عبر تليغرام الأحد: «كان هناك انفجار، سقط الحطام على الأرض».
ولم يقدم ميدفيديف أي معلومات عن سبب الحادث الذي وقع في قرية توماروفكا، باستثناء قوله إنه لم تقع إصابات وأنه سيتم نقل الحطام وفحصه.
والجمعة، وفقاً للروايات الروسية، دخلت مروحيتان مقاتلتان أوكرانيتان المجال الجوي الروسي وشنتا غارات جوية على مستودع نفطي. ولم تعترف أوكرانيا بأي تورط في الحادث.
من جهة أخرى أعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشوك اليوم الأحد، أن 11 رئيس بلدية ومسؤولاً حكومياً محلياً ما زالوا محتجزين بعد أن خطفتهم القوات الروسية.
وقالت في مقطع فيديو نُشر على حسابها على «تلغرام»، «حتى اليوم، هناك 11 من مسؤولي المجتمع المحلي في مناطق كييف وخيرسون وخاركيف وزابوروجيا وميكولايف ودونيتسك في الأسر».
وأضافت، «نبلغ اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والأمم المتحدة، وجميع المنظمات، وكذلك بالنسبة للمدنيين الآخرين المفقودين»، مطالبةً «الجميع ببذل كل ما في وسعهم من أجل عودتهم».
كما أعلنت أن المسؤولة عن قرية موتيجين غرب كييف «قتلت في الأسر» بيد القوات الروسية.
وكان مكتب المدعي العام الأوكراني قد أعلن في 26 مارس عن خطف أولغا سوخينكو وزوجها، اللذين عُثر على جثتيهما السبت.
أثار إعلان عمليات خطف طاولت رؤساء بلديات أوكرانية في الأراضي التي احتلها الجيش الروسي منذ بداية غزوه في 24 فبراير ، تنديد الاتحاد الأوروبي. وأطلق سراح أحدهم، عمدة ميليتوبول (جنوب)، مقابل عدد من الجنود الروس.
وفي تقرير، أكدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» غير الحكومية الأحد أنها وثقت عدة حالات لجرائم حرب محتملة على يد القوات الروسية في الأراضي الأوكرانية المحتلة، بما في ذلك اغتصاب متكرر وعدة عمليات إعدام تعسفية.
من جهة أخرى أعرب الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس الأحد، عن «صدمته العميقة لصور المدنيين القتلى في بوتشا» قرب العاصمة الاوكرانية، حيث عثر على عشرات الجثث بعد انسحاب القوات الروسية من المدينة.
وأضاف غوتيريس في بيان مقتضب، «لا بد من تحقيق مستقل يتيح محاسبة» المسؤولين عن هذه الجريمة.
واعتبرت الأمم المتحدة الأحد، أن العثور على مقابر جماعية في مدينة بوتشا الأوكرانية، يثير تساؤلات جدية عن «جرائم حرب محتملة»، مؤكدة أهمية الاحتفاظ بكل الأدلة.
وقال مكتب حقوق الانسان في المنظمة الدولية، «لسنا حتى الآن في وارد التعليق مباشرة على أسباب وظروف وفاة المدنيين في بوتشا، ولكن ما نعلمه حتى اليوم يثير بوضوح تساؤلات جدية ومقلقة عن جرائم حرب محتملة وانتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني».
من جانبها قالت السفارة الأمريكية في كييف على تويتر إن الصور التي خرجت من بلدة بوتشا الأوكرانية ومناطق أخرى انسحبت منها قوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «مروعة».
وأضافت «حكومة الولايات المتحدة ملتزمة بمتابعة المساءلة باستخدام كل أداة متاحة. لا يمكننا أن نقف صامتين والعالم بحاجة إلى معرفة ما حدث وعلينا جميعاً التحرك».
واتهمت أوكرانيا الأحد القوات الروسية بارتكاب «مذبحة» في بلدة بوتشا. ونفت وزارة الدفاع الروسية المزاعم الأوكرانية.
من جهتها طلبت روسيا من مجلس الأمن الدولي عقد جلسة، لمناقشة ما وصفته بأنه «استفزاز من قبل متطرفين أوكرانيين» في بلدة بوتشا بعد أن اتهمت كييف القوات الروسية بقتل مدنيين هناك.
وكتب النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بولانسكي، على تطبيق تليغرام، «في ضوء الاستفزاز الصارخ من قبل المتطرفين الأوكرانيين في بوتشا، طلبت روسيا عقد اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة».
من جانب اخر قالت المخابرات العسكرية البريطانية أمس الإثنين إن القوات الروسية تواصل تعزيز وإعادة تنظيم نفسها مع إعادة تركيز هجومها في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع في نشرة دورية على تويتر إن القوات الروسية، بما في ذلك مرتزقة من شركة فاجنر العسكرية الخاصة التابعة للدولة، يتم نقلها إلى المنطقة.
ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة التقرير.
كما قالت وزارة الدفاع البريطانية إنه يبدو أن مدينة ماريوبول الساحلية الأوكرانية المحاصرة ستكون « هدفاً رئيسياً للغزو الروسي».
وفي تحديث استخباراتي أمس الأحد، قالت وزارة الدفاع إن ماريوبول لا تزال «تتعرض لغارات مكثفة وعشوائية»، رغم أن القوات الأوكرانية تبدي «مقاومة شرسة، وتحتفظ بالسيطرة في المناطق الوسطى».
وقالت النشرة إن «ماريوبول هي بالتأكيد هدف رئيسي للغزو الروسي لأنها ستؤمن ممراً برياً من روسيا إلى أراضي شبه جزيرة القرم المحتلة»، مشيرة إلى استمرار «القتال العنيف» في المدينة.
من جانب آخر ذكر رئيس حكومة ولاية سكسونيا السفلى الألمانية شتيفان فايل، أن محطات استقبال الغاز المسال في ميناء فيلهلمسهافن يمكنها أن تحل محل ما يصل إلى 40 في المئة من شحنات الغاز الطبيعي الروسي إلى ألمانيا.
وقال فايل في تصريحات لصحيفة «فيلت» الألمانية الصادرة أمس الاثنين إن البنية التحتية اللازمة لذلك سيُجرى توسيعها بسرعة كبيرة، وأضاف: «بهذا وحده من المفترض أن نكون قادرين على استبدال حوالي 20 في المئة من إمدادات الغاز الطبيعي الروسي بحلول الربع الأول من العام المقبل وحوالي 40 في المئة بحلول صيف 2023».
وأوضح فايل أنه حتى اكتمال إنشاء محطة اعتيادية للغاز الطبيعي المسال، سيُجرى ضخ الغاز إلى شبكة الغاز الألمانية من أرصفة عائمة في أعالي البحار باستخدام خط أنابيب.
وذكر فايل أنه من أجل تعزيز إمدادات الغاز غير الروسي، يجب إجراء محادثات أيضا مع شركات المواد الخام التي تنتج بالفعل النفط والغاز الطبيعي في ولاية سكسونيا السفلى، مضيفا أنه يمكن أيضاً حفر حقل غاز في بحر الشمال، نصفه في ولاية سكسونيا السفلى ونصفه في هولندا، وقال «إذا تم ضمان حماية البيئة، أعتقد أن ذلك سيتحقق»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن من المقرر أن تتوقف محطة الطاقة النووية الوحيدة المتبقية في ولاية سكسونيا السفلى بحلول نهاية العام.
وفي المقابل اعترف فايل بوجود أخطاء في التعامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، موضحاً أن الهجوم على أوكرانيا دحض الافتراض القائل بأن هناك أيضاً في روسيا «توقاً أساسياً لسلام مستقر في أوروبا»، وأضاف: «لقد كان عدم إدراكنا ذلك مبكراً خطأ... لقد بدد بوتين كل الثقة، وهذا أمر لا يمكن عكسه. ما زلت أفتقر إلى أي تصور لكيفية العودة إلى الأوضاع الطبيعية».
من جهته قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الاثنين، إنه يجب فرض مزيد من العقوبات على روسيا بعد أن اتهمت أوكرانيا القوات الروسية بقتل مدنيين في بلدة بوتشا الأوكرانية.
وأبلغ ماكرون إذاعة فرانس إنتر بأن ثمة «أدلة واضحة جدا» تشير إلى أن القوات الروسية مسؤولة عن جرائم حرب في أوكرانيا.