«وكالات» : أعلنت مجموعة السبع أنها «لن تعترف إطلاقاً» بالحدود التي تسعى روسيا لفرضها بالقوة خلال هجومها العسكري على أوكرانيا، على ما قال وزراء خارجية المجموعة أمس السبت.
وأفاد وزراء الدول السبع الكبرى في بيان صدر في ختام اجتماع استمر 3 أيام في فانغلز بشمال ألمانيا: «لن نعترف إطلاقاً بالحدود التي حاولت روسيا تغييرها من خلال تدخلها العسكري»، داعين من جهة أخرى بيلاروس إلى «وقف تسهيل تدخل روسيا واحترام التزاماتها الدولية».
من ناحية أخرى أعرب نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو أمس السبت، عن قناعة موسكو بأن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي سيؤدي إلى تفكك هذا التكتل.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن غروشكو قوله في تصريحات صحافية اليوم: «إذا ضم الاتحاد الأوروبي بالفعل هذه الدولة حيث تسود التشكيلات النازية والإيديولوجيا النازية المتناقضة مع القيم الأوروبية، فإن ذلك سيعني نهاية الاتحاد الأوروبي».
وشدد الدبلوماسي الروسي على أن «دور أوروبا في التجارة الدولية ينخفض، وأن مراكز النفوذ الاقتصادي والسياسي تنتقل نحو الشرق».
وأضاف: «إذا لم يهتم الاتحاد الأوروبي بروسيا كشريك اقتصادي، فإن موسكو ستتصرف عقلانياً، انطلاقاً من الواقع الجديد».
من جهته اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس السبت، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفنلندي سولي نينيستو، أن إنهاء الحياد العسكري لفنلندا سيكون «خطأ».
وجاء في بيان صادر عن الكرملين «شدد فلاديمير بوتين على أن إنهاء السياسة التقليدية للحياد العسكري سيكون خطأ، حيث لا يوجد تهديد لأمن فنلندا».
ويتوقع الأحد الإعلان عن ترشيح هلسنكي لعضوية الناتو، الأمر الذي يثير استياء موسكو.
من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس السبت إن الغرب أعلن «حرباً هجينة شاملة» على روسيا، مضيفاً أنه سيكون من الصعب التنبؤ بمداها.
وأشار في كلمة مع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا يومه الثمانين إلى وابل العقوبات الذي يفرضه الغرب على موسكو، وحاول تصوير روسيا على أنها هدف العدوان وليس مرتكبته.
وأضاف في كلمته «الغرب بأكمله أعلن حربا هجينة شاملة علينا من الصعب التنبؤ بمداها، لكن من الواضح أن التداعيات سيشعر بها الجميع دون استثناء».
وأضاف «فعلنا كل ما يمكن لتجنب صدام مباشر، لكن الآن التحدي أعلن ونحن نقبله بالطبع. العقوبات ليست غريبة علينا، كانت دائما موجودة بشكل أو بآخر».
وتابع أن محاولات الغرب لعزل روسيا مصيرها الفشل، مشيراً إلى أهمية علاقات موسكو مع الصين والهند والجزائر ودول الخليج.
من جهة أخرى يمكن أن تبلغ الحرب في أوكرانيا «مرحلة فاصلة» بحلول أغسطس وتنتهي بهزيمة روسيا قبل نهاية العام، حسبما قال رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكرانية لشبكة سكاي نيوز البريطانية السبت.
وقال الجنرال كيريلو بودانوف (36 عاماً) للشبكة الإخبارية إنه «متفائل» إزاء المسار الحالي للنزاع، وأضاف «المرحلة الفاصلة ستكون في النصف الثاني من أغسطس».
ورأى أن «معظم العمليات القتالية الفعلية ستكون قد انتهت بنهاية هذا العام.. نتيجة لذلك، سنستعيد السيطرة على جميع المناطق التي خسرناها ومنها دونباس والقرم».
تتكثف المعارك حالياً في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، حيث قامت روسيا مؤخراً بتعزيز قواتها من دون إحراز تقدم يذكر.
وقال بودانوف «نعرف كل شيء عن عدونا. نعرف عن مخططاتهم وقت إعدادها تقريباً».
ومن دون تقديم دليل، قال إنه يجري التحضير لانقلاب في موسكو ضد الرئيس فلاديمير بوتين وبان الزعيم الروسي «مريض جداً» بالسرطان.
من جانب اخر قتل الأوكرانيون نحو27 ألفاً و200 عنصر من القوات الروسية، منذ الغزو الروسي للبلادهم في الرابع والعشرين من شهر فبراير الماضي.
جاء ذلك في بيان لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في صفحتها على فيس بوك، وفقاً لما ذكرته اليوم السبت وكالة الأنباء الأوكرانية الوطنية (يوكرينفورم).
وقال البيان «من الفترة من 24 فبراير وحتى 14 مايو، فقد العدو 1218دبابــــــــة و2934 مركبة قتالة مدرعة و551 منظومة مدفعية و195 منظومة اطلاق صواريخ متعددة».
وأضاف البيان «خسر العدو أيضاً 88 منظومة مضادة للطائرات و200 طائرة و163مروحية و2059 مركبة وصهريج وقود و13 زروقاً وسفينة و411 مركبة مسيرة و42 من الوحدات الخاصة و95صاروخ كروز».
من جهة أخرى بعد مرور شهرين ونصف على اندلاع الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا، لا يرى المستشار الألماني أولاف شولتس أي تغيير في موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال شولتس في مقابلة نشرتها بوابة «تي أونلاين» الألمانية الإخبارية اليوم السبت إنه من الواضح أيضا أن روسيا لم تحقق أيا من أهداف الحرب التي ذُكرت في البداية.
وذكر شولتس أنه لم يتم احتلال أوكرانيا، بل دافعت عن نفسها بمهارة كبيرة وشجاعة وإرادة لتقديم التضحيات، وقال: «لم ينسحب حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بل عزز قواته في الجناح الشرقي للحلف. وسيصبح الحلف أقوى عندما تنضم فنلندا والسويد إليه»، مضيفاً أن الجيش الروسي نفسه عانى من خسائر كبيرة، أكثر بكثير مما تكبده على مدار عشر سنوات خلال حملة الاتحاد السوفيتي على أفغانستان.
وقال شولتس: «سيتضح لبوتين ببطء أن السبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو التفاهم مع أوكرانيا».
وأوضح شولتس أنه لا يمكن التوصل لاتفاق عبر سلام تفرضه روسيا.
يُذكر أن المستشار الألماني أجرى الجمعة اتصالاً هاتفياً مع بوتين استغرق أكثر من ساعة.
من جانب اخر قالت وزارة الدفاع البريطانية أمس السبت، إن الإدارة العسكرية المدنية التي فرضتها روسيا في منطقة خيرسون الأوكرانية ستطلب من موسكو الانضمام إلى روسيا الاتحادية.
وأضافت الوزارة في نشرة دورية على تويتر أنه إذا أجرت روسيا استفتاء على الانفصال في خيرسون، فإنها ستتلاعب بنتائجه دون شك لإظهار أن هناك أغلبية واضحة تؤيد الانفصال عن أوكرانيا.
