
«وكالات» : قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، ، إن «مدينة القدس كانت وستظل عبر السنين وإلى أبد الآبدين عاصمة دولة فلسطين، وهي عربية الوجه والقلب واللسان».
كما اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أمس الاثنين، أن إسرائيل «تجاوزت كل الخطوط الحمراء» في القدس بعد تنظيمها أمس مسيرة الأعلام في ذكرى احتلال الجزء الشرقي من المدينة.
وقال اشتية، في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته في مدينة رام الله، إن إسرائيل «تجاوزت أمس كل الخطوط الحمراء والخطوط الدولية والاتفاقيات من خلال عدوانها المتكرر على المسجد الأقصى والقدس».
وأضاف «احتاجت إسرائيل أكثر من ثلاثة آلاف شرطي وجندي وحوالي 40 ألف مستوطن، لترفع علماً في شوارع القدس».
وتابع «الذي لم تستطع إسرائيل إنجازه هو كسر إرادة الشعب الفلسطيني وفرض السيادة عليه وإخضاعه، فالاحتلال العسكري شيء وفرض السيادة شئ أخر، وأهلنا في القدس سوف يفشلون سياسة الأمر الواقع الجديدة التي تحاول أن تفرضه إسرائيل».
واعتبر أن «الإجراءات الإسرائيلية واجتياحات الأقصى ورفع العلم الإسرائيلي في رحابه يتطلب وقفة شجاعة وحماية المقدسات، ويتطلب من أمتنا العربية الوقفة الجدية والمراجعة الحقيقية لطبيعة الصراع في فلسطين».
وحث اشتية المجتمع الدولي على «وقف الانتهاكات الإسرائيلية وتوفير الحماية للأرض والإنسان والمقدسات والخروج من دائرة الفشل فيما يتعلق بفلسطين إلى دائرة الفعل «.
وختم رئيس الوزراء الفلسطيني أن «ما جرى أمس تحول كبير وخطير في حلقة الصراع مع الاحتلال بحاجة إلى وقفة جدية من الجميع ومراجعة المتغيرات التي تجري على الأرض».
وكان آلاف اليهود القوميين شاركوا أمس الأول في «مسيرة الأعلام» في البلدة القديمة شرق القدس، وهم يرفعون الأعلام الإسرائيلية ما أدى إلى صدامات متفرقة مع شبان فلسطينيين.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس بأن طواقمها تعاملت مع 79 إصابة خلال الصدامات في مناطق متفرقة من شرق القدس يوم أمس، غالبيتهم بالرصاص المعدني والاعتداء بالضرب.
ويتم تنظيم مسيرة الأعلام سنوياً في ذكرى ما تعتبره إسرائيل «توحيد القدس» بإحياء ذكرى استكمال سيطرة إسرائيل على المدينة واحتلال الجزء الشرقي منها خلال حرب يونيو عام 1967.
وأطلقت فصائل فلسطينية في غزة قذائف صاروخية باتجاه مدينة القدس العام الماضي بالتزامن مع تنظيم مسيرة الأعلام ما أدى إلى شن إسرائيل هجوم عسكري واسع النطاق ضد القطاع استمر 11 يوماً، وخلف مقتل أكثر من 255 فلسطينياً مقابل 13 شخصاً في إسرائيل.
من جهة أخرى أدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف الحجرف، السماح لمتطرفين وأحد أعضاء الكنيست الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى، تحت حماية الشرطة الإسرائيلية.
وحذر الحجرف من تفاقم الأوضاع بعد السماح بالمسيرة الاستفزازية والتصعيدية في القدس المحتلة، ما يشكل انتهاكاً صارخاً وتصرفاً مداناً، وتصعيداً خطيراً، حسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية.
وشدد الأمين العام على ضرورة احترام إسرائيل الوضع التاريخي والقانوني والديني القائم في القدس المحتلة ومقدساتها، ووقف كل الإجراءات غير الشرعية، مطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته للحفاظ على سلامة المسجد الأقصى، وتقيد إسرائيل بالتزاماتها وفق القانون الدولي الإنساني.
كما أدانت منظمة التعاونِ الإسلامي إقدام آلاف المستوطنين المتطرفين على اقتحام المسجد الأقصى المبارك وتأدية شعائر وطقوس تلمودية فيه بدعم وحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وفي بيان ننقلته وكالة الأنباء السعودية، الأحد، استنكرت المنظمة تنظيم «ما يسمى مسيرة الأعلام العنصرية والاستفزازية في مدينة القدس المحتلة، والاعتداء الهمجي على المواطنين الفلسطينيين»، مؤكدة أن هذا التصعيد الخطير يشكل تحدياً سافراً لمشاعر الأمة الإسلامية جميعها، وانتهاكاً صارخاً للقرارات والمواثيق الدولية ذات الصلة.
وحمل الأمين العام للمنظمة، حسين إبراهيم طه، إسرائيل بصفتها قوة الاحتلال، المسؤولية الكاملة عن التداعيات المحتملة لهذه الاعتداءات المتواصلة، داعياً المجتمع الدولي، خاصة مجلس الأمن الدولي، إلى التحرك لوضع حد لهذه الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، مجدداً دعم منظمة التعاون الإسلامي الثابت والمطلق لحق الشعب الفلسطيني في السيادة على مدينة القدس الشرقية عاصمةً دولة فلسطين، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
من جانبها أدانت وزارة الخارجية المصرية، سماح السلطات الإسرائيلية باقتحام جماعات من المتطرفين باحات المسجد الأقصى المبارك، تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، مُحذرةً من مغبة هذه التطورات التي تُنبئ بمزيد من الاحتقان والتصعيد على استقرار الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.
وأكد أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن المسجد الأقصى وقف إسلامي خالص للمسلمين، مطالباً بضرورة وقف أي انتهاكات للهوية العربية الإسلامية والمسيحية لمدينة القدس، ومقدساتها وتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم.
وطالب المتحدث السلطات الإسرائيلية بتحمل مسؤوليتها وفق قواعد القانون الدولي والتدخل الفوري لوقف الممارسات الاستفزازية التي تؤجج مشاعر المسلمين.