
لندن - «وكالات» : بدأت مراسم جنازة الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا فيما احتشد قادة وملوك من أنحاء العالم في لندن، أمس الاثنين، لتوديعها، بعد وفاة الشخصية المحبوبة التي وحدت الأمة خلال فترة حكم استمرت 70 عاما.
وقبل الساعة 11 صباحا (1000 بتوقيت غرينتش) بقليل، ظهر النعش المصنوع من خشب البلوط والمغطى بالعلم الملكي وفوقه تاج الإمبراطورية على عربة مدفع تحت سماء ملبدة بالغيوم، ليتم نقله في موكب عسكري إلى كنيسة وستمنستر آبي.
وسار نجلها الأكبر ووريثها الملك تشارلز وكبار أفراد العائلة المالكة وراء النعش وسط أصوات جرس تدق في الخلفية وصمت ساد شوارع لندن، بعد
ختام جنازة رسمية أقيمت في كنيسة وستمنستر آبي.
وانتهت الجنازة بصمت شهدته الكنيسة والأمة لمدة دقيقتين. وبعد ذلك، بدأ نقل النعش مجددا عبر وسط لندن، حيث مر بمقر الملكة الرسمي قصر بكنغهام، إلى قوس ولينغتون في هايد بارك كورنر، حيث تبعه الملك تشارلز وأفراد العائلة المالكة مرة أخرى سيرا على الأقدام لمسافة 2.4 كيلومتر.
ومن هناك، يتم نقله إلى قلعة وندسور غرب لندن، حيث يقام قداس في كنيسة سانت جورج.
وسيتم بعد ذلك إنزال النعش في القبو الملكي، وفي وقت لاحق من المساء، في مراسم عائلية خاصة، يتم دفن نعش إليزابيث وزوجها لأكثر من 70 عاما الأمير فيليب، الذي توفي العام الماضي عن 99 عاما، معا في مقصورة الملك جورج السادس، حيث دفن والداها وشقيقتها.
واصطف عشرات الآلاف في الشوارع لمشاهدة مرور نعش الملكة من قاعة وستمنستر التاريخية في البرلمان إلى كنيسة وستمنستر القريبة، ثم في النهاية إلى قلعة وندسور حيث سيتم دفنها إلى جانب زوجها الراحل.
من جهته ألقى الرئيس الأمريكي جو بايدن نظرة الوداع على نعش الملكة إليزابيث، إذ ظهر في شرفة بقاعة وستمنستر بينما كان عدد كبير من المعزين يمرون أمام جثمان الملكة الراحلة.
وقال الرئيس بايدن إن الملكة إليزابيث عبرت عن الكرامة ومفهوم الخدمة أثناء توقيعه في كتاب التعزية.
وأضاف «قلوبنا مع العائلة المالكة».
ورافق بايدن زوجته جيل والسفير الأمريكي لدى بريطانيا.
ووسط الحشود التي توافدت من أنحاء بريطانيا ومن خارجها، تسلق البعض أعمدة الإنارة ووقفوا على الحواجز لإلقاء نظرة على الموكب الملكي. ويشاهد ملايين آخرون عبر شاشات التلفزيون في منازلهم الجنازة، والذي أعلن عطلة رسمية. ولم يسبق بث جنازة لملك بريطاني على التلفزيون من قبل.
ومن بين المشيعين أيضا إمبراطور اليابان ناروهيتو، ونائب رئيس الصين وانغ تشي شان، ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوسا. ويحضر الجنازة أيضا ابن وابنة ولي العهد الحالي الأمير وليام وهما الأمير جورج (تسعة أعوام) والأميرة شارلوت (سبعة أعوام).
ووجه الملك تشارلز الشكر للشعب البريطاني ومختلف شعوب العالم يوم الأحد على رسائل التعاطف التي قدموها بعد وفاة والدته الملكة إليزابيث.
وشارك في جنازة الملكة، التي يحضرها الملك تشارلز الثالث وابناه وليام وهاري وأفراد العائلة المالكة، العديد من زعماء دول العالم، من بينهم قادة ومسؤولون من 11 دولة عربية.
وضمت قائمة زعماء الدولة العربية كل من: العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وسلطان عمان، هيثم بن طارق، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. ورئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان.
وكانت السعودية قد أعلنت أن ولي العهد محمد بن سلمان لن يحضر الجنازة وذلك في أعقاب الانتقادات التي وجهتها منظمات حقوقية لقرار دعوته للمشاركة في الجنازة، لكنها أرسلت وزير الدولة، الأمير تركي بن محمد آل سعود.
كما مثل المغرب في واجب العزاء الأمير مولاي رشيد، شقيق عاهل البلاد الملك محمد السادس. كما حضر عدد من رؤساء وزارات الحكومات العربية أمثال: رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، والوزير الأول الجزائري، أيمن بن عبد الرحمان، ورئيس وزراء السلطة الفلسطينية، محمد اشتية. وحضر من لبنان رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، ومن ليبيا نائب رئيس المجلس الرئاسي، موسى الكوني.