
«وكالات» : أكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أثناء لقائه مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أن بلاده تنتهج علاقات متوازنة مع محيطها الإقليمي والدولي تستند إلى المصالح المشتركة واحترام السيادة.
وأفاد المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي أن أوستن أكد للسوداني التزام بلاده بدعم استقرار العراق.
كما استعرض اللقاء التعاون المشترك بين العراق والولايات المتحدة، أداء القوات الأمنية العراقية في مكافحة الإرهاب، وملاحقة عناصر داعش.
إلى ذلك، أكد السوداني خلال اللقاء حرص الحكومة على تعزيز العلاقات مع واشنطن على مختلف المستويات والصعد.
كما شدد رئيس الوزراء على أن استقرار العراق مفتاح لأمن المنطقة واستقرارها، مشيراً إلى دور العراق في تقريب وجهات النظر وخفض التوترات بالمنطقة.
ووصل وزير الدفاع الأمريكي إلى العراق، الثلاثاء، في زيارة غير معلنة قال مسؤول إنها تهدف إلى إظهار التزام واشنطن بالحفاظ على وجودها العسكري هناك.
ولدى الولايات المتحدة حاليا 2500 جندي في العراق و900 جندي إضافي في سوريا للمساعدة في تقديم المشورة ومد يد العون للقوات المحلية في محاربة تنظيم داعش المسلح الذي سيطر في عام 2014 على مساحات شاسعة من الأراضي في كلا البلدين.
وقال مسؤولون سابقون وخبراء إن من أهداف زيارة وزير الدفاع الأمريكي دعم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مواجهة النفوذ الإيراني في بلاده.
من جهتها علقت ميليشيا حزب الله العراقي على زيارة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى بغداد ولقائه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
وقال المتحدث باسمها أبو علي العسكري، الثلاثاء، إن الميليشيا ليست ملزمة بأي تفاهمات بين الأطراف السياسية العراقية والقوات الأمريكية.
فيما أضاف أن الميليشيا «لا تنتظر الإذن من أحد» لمواجهة القوات الأمريكية.
من ناحية أخرى لم تهدأ الانتقادات بين العديد من العراقيين خلال الساعات الماضية، إثر إعلان ما تعرف بـ»العتبة العسكرية للوقف الشيعي» الاستيلاء على جامع سامراء الكبير ذي الأهمية الكبرى لدى أهالي مدينة سامراء والعراق أجمع.
ولم يكن الجامع وحيداً بل لحقت به أيضاً المدرسة الدينية التابعة لـ»الوقف السني»، وسط مطالبات كثيرة بإدانة القرار واستنكاره.
فقد ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالخبر، وانتقد كثيرون إعلان تغيير اسم الجامع الأثري ليصبح «جامع ولي الأمر»، ما اعتبره البعض «خطوة استفزازية غرضها إحياء الفتنة الطائفية وضرب التعايش والاستقرار في المدينة»، وفق التعليقات.
وناشد رئيس الهيئة السياسية لتحالف «عزم» الدكتور خالد العبيدي، رئيس الحكومة العراقية للتدخل وإلغاء القرار.
كما كتب في تغريدة عبر تويتر: «لقد أثار تغيير اسم وهوية جامع سامراء الكبير حفيظة جزء مهم من العراقيين باعتباره لن يخدم الأمن المجتمعي الذي نحرص جميعا على تحقيقه.. دعوتنا إلى الأخ رئيس الوزراء وحكماء دولتنا والقادة السياسيين إلى الدفاع عن حقوق شعبنا الدينية والثقافية المتوارثة منذ مئات السنين».
بدوره، انتقد المجمع الفقهي العراقي الأمر، ووصف الاستيلاء على المسجد والمدرسة الدينية بـ «الخطير»، محذّراً من عواقب وخيمة، وفق ما جاء في بيان له.
فيما اعتبر شيوخ ووجهاء مدينة سامراء، عملية الاستيلاء على جامع سامراء الكبير أشبه بالـ «اغتصاب»، محذّرين من خطورة تصرفات العتبة العسكرية في المدينة.
كذلك أصدر الوقف السني بياناً أعلن فيه رفضه ما رآه «الاغتصاب العلني للأوقاف»، والمستمر خلال السنوات الماضية دون حسيب أو رقيب، مطالباً بتدخل الجهات ذات العلاقة لـ»إيقاف الفتنة»، بحسب بيانه.
وعلى الرغم من أن الجامع مغلق منذ عام 2006 وتحت سيطرة الفصائل المسلحة التي تهيمن على المنطقة بعد تفجير تخريبي طاله وتبنّاه تنظيم القاعدة الإرهابي، فإن مطالبات كثيرة كانت انتشرت خلال الفترة الماضية من سكان المنطقة لفتحه، وكذلك المنطقة المحيطة به.
يشار إلى أن مدينة سامراء الأثرية تقع على ضفاف نهر دجلة، وتحديداً على مسافة 130 كلم شمال العاصمة العراقية بغداد، وفقاً لموقع مركز التراث العالمي التابع لمنظمة «اليونيسكو».
وتضم المدينة التي كانت قديماً مقر عاصمة إسلامية «جبارة» وبسطت نفوذها على أقاليم الدولة العباسية التي امتدت خلال قرن من الزمن من تونس إلى وسط آسيا، ابتكاراتٍ هندسية وفنية طوّرت محلياً قبل أن تنقل إلى أقاليم العالم الإسلامي، وأبعد من ذلك.
فيما يعتبر المسجد الجامع ومئذنته «الملوية»، اللذان شيدا في القرن التاسع الميلادي من بين الآثار العديدة والبارزة الموجودة في المدينة الأثرية، حيث بناه الخليفة العباسي «المتوكل على الله بن الخليفة المعتصم بالله»، بين عامي 848 و851 ميلادي»، أي أن عمرها يتجاوز الألف عام، وفقاً لموقع جامعة سامراء.
كما تعد مئذنة الجامع من أبرز معالم العمارة العباسية في مدينة سامراء، إذ تتميز بطراز معماري فريد من نوعه عن بقية مآذن العالم الإسلامي.
يذكر أن القرار الأخير كان فجّر غضباً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الأوساط العراقية، وسط مطالبات بإلغائه فوراً واستنكاره.