
«وكالات» : قال رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك، إن الحرب في بلاده «تنتهي عندما يسقط الانقلاب الحوثي وتتبدد أوهام إيران ومشروعها التخريبي في اليمن».
وأكد في خطاب مسجل أمام الاجتماع العام لهيئة التشاور والمصالحة، في العاصمة المؤقتة عدن (الأربعاء)، أن «كل حديث يحاول حرف حقيقة ما يجري الآن أو إيهام أبناء الشعب اليمني أن هذه الحرب قد انتهت هو مجرد جزء من خطاب التضليل».
واستدرك «رغم أنه لا تساورنا أية أوهام عن حقيقة الميليشيات الحوثية الإرهابية، واستغلالها كل حدث أو موقف للمضي في غاياتها وأهدافها الإرهابية، فإننا في الدولة والحكومة بقيادة مجلس القيادة الرئاسي نتيح الفرصة لمساعي الأشقاء والمجتمع الدولي في الوصول إلى السلام القائم على إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة، ولكن في نفس الوقت لابد أن نبني خياراتنا الأخرى التي تحفظ للدولة حقوقها».
وشدد معين عبدالملك على قضية استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب وهزيمة المشروع الإرهابي الحوثي - الإيراني في اليمن، لافتا إلى إصرار ميليشيا الحوثي الإرهابية على استغلال التهدئة في إنتاج حرب اقتصادية شرسة، واستهداف موانئ تصدير النفط وصولا إلى التهديد المستمر الذي يطال القطاع الخاص، وغيرها.
وأكد جاهزية الدولة لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة لإفشال خطط الإرهاب.
كما شدد رئيس الحكومة اليمنية على ضرورة التعامل مع الحرب الاقتصادية بصفتها حربا حقيقية كاملة لا تقل عن الحرب العسكرية، وهي استمرار للانقلاب والحرب التي تشنها الميليشيا الحوثية الإرهابية على الدولة والشعب في كل مكان، وفق تعبيره.
من جهة أخرى كشف مركز حقوقي أن ميليشيا الحوثي الإرهابية تختطف في سجونها آلاف اليمنيات اللاتي يتعرضن للتعذيب والاعتداء الجنسي، واصفاً وضع المرأة في اليمن بـ «الواقع القاسي».
وقال المركز الأميركي للعدالة (ACJ)، في بيان له، بالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة، «مع احتفال العالم باليوم العالمي للمرأة، من المهم الاعتراف بالواقع القاسي المتمثل في سجن آلاف النساء حاليًا من قبل جماعة الحوثي، ويتعرضن للتعذيب والاعتداء الجنسي».
وأضاف: «علاوة على ذلك، فإن العديد من النساء النازحات مع أطفالهن يكافحن من أجل تلبية متطلباتهن الأساسية، بما في ذلك الحصول على المياه النظيفة والغذاء الكافي».
ونقل البيان عن لطيفة جامل، رئيس المركز، القول، «في اليمن أدى الصراع المستمر إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث تحمل النساء والأطفال وطأة الأزمة، وأدى الانقلاب الحوثي إلى فتح السجون والزج بآلاف النساء فيها وإخضاعهن للتعذيب والاغتصاب وتلفيق التهم التعسفية والكيدية».
وأضافت: «لا يتوقف الأمر عند مصادرة الكرامة والحرية في ظل سيطرة ميليشيا لا تعترف بالحقوق والحريات، فهناك مئات الآلاف من النازحات والمشردات مع أطفالهن محرومات من الحقوق الأساسية كالماء النظيف والوجبات اليومية».
وخلال السنوات القليلة الماضية، فرضت الميليشيات الحوثية سلسلة قيود وأقرت إجراءات مثلت حصاراً خانقاً للمرأة في مناطق سيطرتها، ومن أبرز تلك القيود منع سفر وتنقل النساء دون «محرم» وتشديد الإجراءات على منافذ صنعاء البرية والجوية لتنفيذ هذا الإجراء.
وكانت تقارير أممية ودولية اتهمت ميليشيا الحوثي بارتكاب انتهاكات فضيعة وجسيمة بحق النساء في مناطق سيطرتها، بما في ذلك الاختطاف والإخفاء القسري والتعذيب الجنسي، فضلاً عن القيود التي فرضتها مؤخراً على حريات وحركة المرأة اليمنية، مؤكدة أن بعض تلك الانتهاكات ترقى إلى جرائم حرب.
من ناحية أخرى حذر طبيب في العاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية، من تحول مرض الحصبة إلى وباء متفشٍ بين الأطفال شبيه بوباء كورونا، في ظل الحملة التي تشنها الميليشيا ضد اللقاحات ومنع الوصول إليها.
وقال الطبيب في مستشفى الثورة العام بصنعاء جمال عبدالمغني في منشور على «فيسبوك» بأن مرض الحصبة في طريقه للتحول «من حالات مرضية يتم استقبالها في المستشفى إلى وباء متفشٍ بين الأطفال بشكل كبير جدا».
وحذر من تفشي مرض الحصبة بين الأطفال كوباء شبيه بما حدث مع فيروس كورونا، مطالباً بوضع خطط مدروسة لمنع ذلك ومنها السماح بدخول أكبر كمية ممكنة من اللقاحات وتنفيذ حملات تطعيم ميدانية إلى المنازل ضد أمراض الطفولة القاتلة.
وأعلن رئيس منظمة «أطباء بلا حدود» الدولية كريستوس كريستو، الثلاثاء، انتشار مرض الحصبة وسط الأطفال بمحافظة حجة الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي، داعيا إلى توسيع نطاق التطعيم.
وفي حين أقرت ميليشيا الحوثي مطلع الشهر الجاري بوفاة 10 أطفال بالمرض، يؤكد مواطنون أن عدد حالات الإصابة والوفاة بالمرض بالمئات وخاصة في القرى النائية.
ويواصل مرض «الحصبة» منذ أسابيع، حصد أرواح العشرات من الأطفال في مختلف مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، فيما تواصل سلطة الميليشيا سياسة التكتم حول الأعداد الحقيقية للضحايا الذين فتك بهم الوباء الخطير.
وتشن ميليشيا الحوثي الإرهابية حملة منظمة خلال الأشهر الماضية ضد اللقاحات تحت مزاعم أنها «مؤامرة أميركية صهيونية» تستهدف اليمنيين، وهو ما أسهم مؤخراً بعودة انتشار عدد من أمراض الطفولة القاتلة في مناطق سيطرة الجماعة، وباعتراف الجماعة ذاتها.
وكانت الحكومة اليمنية ومنظمات حقوقية اتهمت الحوثيين بحظر اللقاحات، ما تسبب في عودة انتشار أمراض مثل شلل الأطفال والحصبة، مع تسجيل العديد من الحالات مؤخرا خصوصا في محافظتي حجة وصعدة المعقل الرئيسي للميليشيا شمال وغربي البلاد.